الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تناول عصري وتغيير زمني.. أمير رمسيس: نطرح رواية "أنف وثلاث عيون" بصيغة مختلفة

  • مشاركة :
post-title
المخرج المصري أمير رمسيس

القاهرة الإخبارية - إنجي سمير

لا تزال الروايات عنصر جذب لصنّاع الفنون تلهمهم بمزيد من الحكايات، التي تضفي ثراء على أعمالهم الفنية، لتصبح على مر السنين هي المصدر الأساسي بعد السيناريو في تقديم مزيد من القصص، التي تلقى إعجاب الجمهور لتمنحهم متعة تعالج ما يشكو منه العاملون بالحقل الفني في وجود أزمة بالنصوص التي تصلح لتقديمها في عمل فني.

وعلى مدار سنوات طويلة كانت لروايات الأديب الراحل إحسان عبدالقدوس، نصيب الأسد من تحويل هذه الروايات إلى أعمال فنية لاقت نجاحًا كبيرًا، وبات بعضها من كلاسيكيات السينما المصرية، ولا يزال هذا الإبداع ممتدًا حتى اللحظة الراهنة، فكثيرًا ما يعود صنّاع الفنون إلى رواياته وأعماله الأدبية التي سبق إنتاجها فنيًا برؤية تناسب العصر الحالي، وهو ما حدث أخيرًا مع رواية "أنف وثلاث عيون"، التي سبق تقديمها سينمائيًا في عمل فني صادر عام 1972 للمخرج حسين كمال، قدمه محمود ياسين وماجدة، وشاركهما ميرفت أمين ونجلاء فتحي، كما قدمت الرواية نفسها في مسلسل عام 1980 للمخرج الراحل نور الدمرداش، قبل أن يعود المخرج المصري أمير رمسيس، ليقدم الرواية سينمائيًا في عمل يحمل الاسم نفسه لكن برؤية معاصرة وبمشاركة عدد من النجوم المصريين والعرب.

وأكد المخرج المصري أمير رمسيس، أن فكرة إعادة تقديم الرواية كانت من جانب الجهة المنتجة، إذ شعر بالخوف فور عرضها عليه، خاصة أنه من محبي الرواية الأصلية، ويرى أن هناك صعوبة في إعادة تقديم بنائها دراميًا لكونها مُقسمة إلى 3 فصول مختلفة، قائلًا: "عندما قرأت النسخة الأولى من السيناريو الذي كتبه المؤلف وائل حمدي تحمست له للغاية، لأنه قام بكتابة عمل سينمائي مميز وسنكون أكثر وفاء للرواية الأصلية لنقدم عملًا يليق بها، مثلما حدث مع فيلم "الكيت كات" للراحل محمود عبدالعزيز، إذ قدّم بشكل مناسب وتحديدًا طرح القصة بطريقة درامية في السينما مع الحفاظ على روح الرواية الأصلية بطريقة ذكية، كما أننا عملنا على أكثر من نسخة حتى وصلنا للسيناريو النهائي الذي نقدمه حاليًا".

مقارنة

الاستعانة برواية للأديب إحسان عبدالقدوس سبق أن قدمت من قبل خلال فيلم ومسلسل، لن يمنع البعض من عقد مقارنة مع العمل الجديد، وحول ذلك يقول أمير: "بالطبع أشعر بالقلق من المقارنة التي ستحدث حتمًا، لكن لا بد أن نكون أكثر واقعية، فقد مرت سنوات طويلة على المسلسل والفيلم، وهذا يحدث دائمًا عندما نتناول الأعمال الأدبية التي يكون لها مساحة باستخدامها في أكثر من شكل درامي، فعلى سبيل المثال "هاملت" التي قدمت في أكثر من شكل درامي وحققت نجاحًا، وبالتالي نحن لا ننقل الفيلم، لكن نتناول الرواية بصيغة مختلفة وكعمل مستقل بذاته".

وتابع: "نحاول تقديم تجربة مختلفة بها شيء من الحرية في التعامل مع النص، ومع تغير شكل السينما المصرية حاليًا أصبح لدينا حرية أكثر في البناء الدرامي للروايات، مع الوفاء لروح المراحل العمرية للشخصيات، فبطلة الفيلم كان عمرها 20 عامًا، وهذا يصعب تسويقه حاليًا، وبالتالي كان لا بد من توفر مساحة أكثر حرية في اختيار الشخصيات".

أما بالنسبة للمقارنة التي ستحدث بين الفنان الراحل محمود ياسين، الذي جسد شخصية "هاشم" في الفيلم عام 1972، والفنان التونسي ظافر العابدين، الذي يجسد الشخصية نفسها في العمل الحالي، يقول المخرج المصري: "المقارنة في شخصية "هاشم" لن تكون موجودة لأنها ستكون مختلفة في العملين، فالرواية والفيلم الأصلي تناولا علاقة الثلاث فتيات بـ"هاشم"، بينما في الفيلم الجديد نحاول الغوص في عمق الرواية وليس علاقته بالفتيات، وأي شخص سيشاهد الفيلم دون نية مُسبقة بالمقارنة لن يجد تشابهًا".

التغيير الدرامي

وحول الفرق بين الرواية والفيلم الأصلي والفيلم الحالي، أكد أمير أنه بالطبع سيحدث العديد من التغييرات الدرامية، خاصة وأننا سنستعين بشخصيات لم تكن موجودة في الرواية الأصلية، فعلى سبيل المثال شخصية "علياء" التي تقدمها الفنانة الأردنية صبا مبارك، ليست من الثلاث فتيات اللاتي كانوا في الرواية، وهي شخصية جديدة وتربط أحداث الرواية ببعضها بشكل جديد، لكن بالطبع الروح ستكون واحدة وفي الشخصيات الأساسية والاختلاف سيكمن في التناول السينمائي.

فريق العمل

يضم الفيلم عددًا كبيرًا من الفنانين العرب والمصريين، منهم التونسي ظافر العابدين في دور "هاشم"، الأردنية صبا مبارك، سلمى أبو ضيف في دور "رحاب"، التي تحمل شخصيتها العديد من المفاجآت، كما سيكون هناك ظهور خاص للفنانة دينا الشربيني كضيف شرف في دور "نجوى"، بجانب جيهان الشماشرجي، سلوى محمد علي، نبيل علي ماهر، نور محمود، صدقي صخر، نورا شعيشع وتجسد شخصية "أمينة"، التي سبق أن قدمتها الفنانة ماجدة في الفيلم، لكن بمساحة مختلفة، وحول ذلك يقول أمير: "أخذت عملي في إطار زمني مختلف وكان لا بد من التغيير لأن الرواية ثلاثة فصول بثلاث وجهات نظر مختلفة والعمل السينمائي مختلف لأن به بداية ووسط ونهاية وبالتالي هناك تغيرات في الشخصية، كما أركز على محاولة فهم شخصية "هاشم" ورحلة بحثه عن النمط المتكرر ولماذا هو ملتصق به".

وأشار أمير إلى أنه سيستأنف تصوير فيلمه بعد 5 أيام، عقب عودته وبطل العمل الفنان التونسي ظافر العابدين من مهرجان فينسيا، الذي يتم افتتاح دورته الـ80، مساء اليوم الأربعاء، إذ انتهى من تصوير 4 أيام منه، وتسير عملية التصوير بشكل منتظم على أن ينتهي منه نهاية سبتمبر المقبل، لعرضه نهاية العام الجاري أو بداية العام المقبل.

مهرجان القاهرة السينمائي

يشغل المخرج أمير رمسيس، منصب المدير الفني لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، إذ كشف أن الدورة الجديدة الـ45، التي تقام في الفترة من 15 إلى 24 نوفمبر المقبل، تتضمن العديد من البرامج الجديدة، إذ سيتم نقل افتتاح برنامج الأفلام القصيرة لدار الأوبرا المصرية، نظرًا للإقبال الشديد عليها خلال الدورة الماضية، مع جائزة مالية كبيرة للأفلام القصيرة العربية، بالإضافة إلى لجان التحكيم التي شبه اكتملت، مؤكدًا أنه سيتم الإعلان عنها في الفترة المقبلة، خصوصا أن معظمهم صنّاع سينما حصلوا على جوائز دولية مهمة، وأوشكنا على الانتهاء من كل التحضيرات، وكما ذكرت في السابق سأسافر إلى مهرجان فينسيا مع محمد طارق، نائب المدير الفني لحسم الأفلام التي سيتم الاختيار منها.