الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

يهدف لإنتاج آلاف الطائرات بحلول 2025.. البرنامج السري الروسي لبناء المسيرات الهجومية

  • مشاركة :
post-title
مجموعة من مسيرات شاهد-136 الإيرانية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

أفادت تقارير غربية بأن روسيا تحرز تقدمًا مطردًا نحو هدفها لإنتاج كميات كبيرة من أحد طرُز الطائرات المسيرة الهجومية الإيرانية التي يمكن أن تحلق لأكثر من ألف ميل وتستهدف مدنا أوكرانية.

وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، نقلًا عن وثائق مسربة، أن روسيا تقوم بتطوير الآلاف من المسيرات الهجومية من تصميم إيراني، في قاعدة عسكرية سرية ضخمة.

وذكرت الصحيفة أن المهندسين في منشأة "ألابوجا" الواقعة على بعد 500 ميل شرق موسكو، يعملون على إنتاج ما يقرب من 6 آلاف مسيرة هجومية بحلول عام 2025.

على الرغم أن الإنتاج قد يكون متأخرا عن موعده، يعتقد الخبراء أنه قد يعني توجيه مئات الطائرات بدون طيار "شاهد" نحو أهداف أوكرانية في وقت واحد، بدلًا من العشرات المستخدمة حاليًا في الهجمات، وفق ما نقلت صحيفة "التليجراف" البريطانية.

ووفقا للوثائق المسربة التي تستند إليها" واشنطن بوست"، فإن موسكو تعمل على نسختها الخاصة من المسيرة شاهد-136، رغم التأخيرات والعقوبات التي تؤثر على توريد قطع الغيار المطلوبة من دول أخرى.

وتشير الصحيفة الأمريكية، إلى أنها حصلت على الوثائق من مصدر، قالت إنه شارك في العمل في منطقة ألابوجا الاقتصادية الخاصة بجمهورية تتارستان، لكنه يعارض الاجتياح الروسي لأوكرانيا.

وحسب الصحيفة، تظهر الوثائق أن الموظفين، الذين تم الاستيلاء على جوازات سفر بعضهم لمنعهم من مغادرة البلاد، يستخدمون أسماء رمزية للإشارة إلى المشروع" الذي يحمل اسم" مشروع القوارب"، الإشارة للطائرات المسيرة ب "قوارب"، ومتفجراتها بـ"مصدات" بينما "إيران" يشار إليها بالتناوب بـ"إيرلندا" أو "بيلاروسيا".

وحسب "التليجراف"، رغم أن البرنامج يعد من أسرار الدولة الخاضعة لحراسة مشددة، يجرى في منشأة بحجم 14 ملعب كرة قدم، ومن المقرر توسيعها بشكل أكبر.

ولفتت الصحيفة إلى أن الجدول الزمني لإنتاج المسيرات الروسية الهجومية، مكون من ثلاثة أجزاء، وبدأ في عام 2023، مع قيام فريق ألابوجا بإعادة بناء الطائرات المسيرة المفككة من إيران.

والآن، تجرى المرحلة الثانية، حيث ينتج المطورون الروس أجسام المركبات بأنفسهم، لكنهم يزودونها بالإلكترونيات الإيرانية. وبحلول أوائل العام المقبل، ستبدأ المنشأة في بناء طائرات مسيرة باستخدام مواد ومكونات روسية.

وذكرت الصحيفة أن مهندسي ألابوجا قاموا بتحديث الطائرات المسيرة المستوردة، ما يجعلها مقاومة للماء واستبدال المكونات الصينية غير الموثوقة.

ويخططون لجعل المسيرات قادرة على تنفيذ ضربة مشتركة لعدة أهداف في وقت واحد، ويعتزمون إنتاج هذه النماذج على نطاق أوسع وبمعايير أعلى من "الشاهد" الإيرانية.

ويعتقد ديفيد أولبرايت، مفتش الأسلحة السابق للأمم المتحدة، أن روسيا يمكن أن تنتقل من إطلاق عشرات الطائرات المسيرة من طراز شاهد -136 كاميكازي بشكل دوري ضد أهداف أوكرانية إلى الهجوم بمئات المسيرات بشكل أكثر انتظامًا، بحلول العام المقبل.

وكانت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، كشفت في تقرير لها، الشهر الماضي، أن روسيا أنشأت مصنعًا للإنتاج المشترك للطائرات العسكرية المسيرة مع إيران بشكل سري في جمهورية تتارستان، واستقطبت مهندسين وخبراء إيرانيين.

وذكرت هذه الصحيفة أن شركة "الباتروس" تعمل في هذا المصنع الرئيسي للتعاون بين موسكو وطهران.

و"الباتروس" هي شركة روسية كانت متخصصة في التكنولوجيا الزراعية، لكنها تحولت الآن إلى صنع مثل هذه الطائرات المسيرة، حسب الصحيفة، التي ذكرت أن هذه الشركة أنتجت طائرات استطلاع مسيرة لوزارة الدفاع الروسية، تم تسليم ما يقرب من 50 منها للمعركة في شرق أوكرانيا.

وتقر إيران بإرسال طائرات مسيرة لروسيا، لكنها سبق أن ذكرت أنها أرسلتها قبل بدء الاجتياح الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.

وتنفي روسيا استخدام قواتها للمسيرات الإيرانية في أوكرانيا، إلا أن الرئيس فلاديمير بوتين دعا إلى زيادة الإنتاج المحلي للمسيرات. وقال في أبريل إن قيمة صناعة الطائرات المسيرة في روسيا قد تتجاوز قريبا 20 مليار دولار.