أصدرت محكمة باكستانية، حكمًا بالسجن ضد رئيس الوزراء الأسبق، عمران خان، بسبب بيع هدايا مٌنحت للدولة بطريقة غير قانونية، بحسب وسائل إعلام محلية.
خبراء القانون أكدوا أن إدانة "خان" بتهم الفساد، تقضي على فرصه في المشاركة في الانتخابات المزمع إجراؤها في أول نوفمبر المقبل، بحسب "رويترز".
وبعد صدور الحكم ألقت الشرطة الباكستانية، القبض عليه في لاهور، وأعلنت أنه سيُنقل إلى العاصمة إسلام أباد.
رد فعل عمران خان
ووجه عمران خان نداء لأنصاره، في بيان مسجل مسبقًا على منصة "إكس": لدي نداء واحد لا تجلسوا في منازلكم صامتين، مشيرًا إلى أن القبض عليه كان متوقعًا.
أين يتم احتجاز عمران خان؟
وذكر أمر قضائي أن رئيس الوزراء الباكستاني السابق سيُرسل إلى السجن المركزي في أديالا بروالبندي، وبحسب "رويترز"، وجه الأمر تعليمات لرئيس السجن بتولي احتجازه.
تهم عمران خان
ويواجه عمران خان سلسلة من القضايا، وفي 19 يوليو الماضي، بدأت إجراءات جنائية ضده، على خلفية تهم بإفشاء أسرار رسمية، بحسب وزير الداخلية الباكستاني، رانا سناء الله.
وتتعلق القضية بمراسلات دبلوماسية بين واشنطن وإسلام آباد، وقال "خان" العام الماضي إنها جزء من مؤامرة حكومية للإطاحة بحكومته، بحسب "رويترز".
وأوضح وزير الداخلية الباكستاني، أن القرار اتُخذ بعد أن سجل السكرتير الرئيسي السابق لخان بيانًا بالمحكمة، يفيد بأن خان تلاعب في رسالة دبلوماسية أمريكية مشفرة في مارس 2022 لخدمة أهدافه السياسية.
متى فقد خان سلطته؟
خان البالغ من العمر 70 عامًا، فقد سلطته في تصويت لحجب الثقة في أبريل 2022، ووقتها اتهم واشنطن بالضلوع فيه بعد زيارته موسكو، إذ قال إنه يحمل نسخة من رسالة دبلوماسية سرية تحتوي على العواقب الوخيمة التي قد تقع إذا استمر في التقرب من روسيا، بعد أن سافر إليها عشية بدء الحرب في أوكرانيا.
عنف متوقع
لعمران خان شعبية كبيرة، ولطمالما خرجت مظاهرات تدعمه، فعند توقيفه في مايو الماضي، والقبض عليه بتهم فساد، اندلعت احتجاجات عنيفة في عدة مناطق، واقتحم متظاهرون منزل القائد العسكري للاهور، وأغلقوا بوابات الدخول لمقر قيادة الجيش في روالبندي، وعندها اندلعت المواجهات، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه ضد المتظاهرين.
وأغلق متظاهرون، بعض الطرق المؤدية إلى العاصمة إسلام آباد، وكشف مسؤولون أن 130 ضابطًا ومسؤولًا أصيبوا في أعمال العنف، وتم القبض على مئات المتظاهرين.
وما يعزز شعبية خان، هو أنه عندما وصل إلى رئاسة الحكومة، تمكنت الطبقة الفقيرة وأساتذة الجامعات والمثقفين من الوصول إلى البرلمان والمناصب التنفيذية، ما ساهم في كسر النظام الطبقي بالبلاد، وعرفت ولاية خان بالزخم في الأعمال الخيرية والإنسانية، وهو ما عزز شعبيته، إذ أنشأ المستشفيات والجامعات، وساعد الشباب، وهو ما ينبئ بخطر انزلاق باكستان نحو الفوضى والعنف بعد اعتقاله اليوم، بحسب وكالة "مونت كارلو الدولية".
وأوضحت الوكالة أن الخطر يكمن في إمكانية نشوب صراع بين المؤسسة العسكرية والتيار الشعبي المؤيد لعمران خان، في ظل العلاقة المعروفة بالتوتر بين خان والمؤسسة العسكرية، إذ حاول تقليص ميزانية الجيش، كما أنه اتهمها بإسقاطه والإطاحة به، ودعا الشعب إلى الاحتجاج والمطالبة بانتخابات مبكرة، وهذا ما جعل مسألة القبض عليه ملحةً لدى الأجهزة الأمنية التي قد تواجه الأسوأ، خاصة وأنه ترك وراءه تسجيلاً مصوراً، يقول فيه "أيها الباكستانيون، حين تصلكم هذه الكلمات سأكون قد اعتقلت في إطار قضية غير قانونية"، مطالبًا إياهم بالتحرك، وهو ما ينذر بمواجهات عنيفة منتظرة.