يبدو أن سباق خلافة إيمانويل ماكرون على كرسي الرئاسة الفرنسية بدأ بالفعل، وسط محاولات بعض أبرز حلفائه تأمين موقع قوي في المنافسة المرتقبة، رغم أن الوقت الحالي لا يزال بعيدًا عن انتهاء ولاية الرئيس الحالي في عام 2027. إلا أن تقرير نشرته مجلة "لوموند" الفرنسية، يوضح غير ذلك، ويسلّط الضوء على بداية المنافسة غير الرسمية بين عدد من أبرز أعوان ماكرون لخلافته.
يشير التقرير إلى أن المنافسة الحقيقية بدأت بين ثلاث شخصيات رئيسية داخل التحالف الحاكم، هم وزير الداخلية جيرالد دارمانين، ورئيس الوزراء الأسبق إدوار فيليب، ووزير المالية برونو لومير.
دارمانين الطموح
وأشار التقرير إلى أن وزير الداخلية جيرالد دارمانين كان أول من كسر الاتفاق غير المعلن بين كبار المسؤولين بعدم البدء في حملات الخلافة قبل دورة الألعاب الأولمبية في باريس عام 2024، بعد ما صرّح دارمانين أخيرًا بنيته الترشح للرئاسة عام 2027، في مقابلة مع جريدة "لو فيجارو"، ما أثار غضب بعض حلفاء ماكرون.
فيما يخص دارمانين، الذي اعتبر أول من أعلن رسميًا نيته الترشح للرئاسة، فهو يحاول استقطاب الطبقات الشعبية من خلال التركيز على أصوله المتواضعة، متهمًا باقي المرشحين بإهمال هذه الشريحة من الناخبين. لكنه يواجه انتقادات بالمبادرة المبكرة للإعلان عن ترشحه قبل الموعد المتفق عليه داخلياً، بحسب ما أشارت الصحيفة.
علاقة فيليب بماكرون
أما إدوار فيليب، الذي شغل منصب رئيس الوزراء تحت إدارة ماكرون من عام 2017 إلى 2020، يتمتع بخبرة واسعة في الحكومة ولديه قاعدة داعمة في الحزب الجمهوري. وعلى الرغم من تعيينه كرئيس لحزب "آفاق" اليميني، إلا أنه يظل له صلة وثيقة بماكرون ويحظى بتأييد قوي في الدائرة السياسية.
خبرة لومير الواسعة
أما برونو لومير، وزير المالية الحالي، فيعد من أبرز أعضاء تحالف ماكرون، ويتمتع بخبرة واسعة في الشؤون المالية والاقتصادية، وقد لعب دورًا حاسمًا في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية وتعزيز التنمية في فرنسا. ويحظى بتقدير كبير من قِبل ماكرون وزملائه في الحكومة، ويعد من الأسماء المرشحة لتولي الرئاسة بعد انتهاء ولاية ماكرون.
تحدٍ كبير
مع ذلك، يرى التقرير وجوب ملاحظة أنه لا يزال من المبكر جدًا تحديد الخلفاء المحتملين بشكل قطعي، فقد تظهر شخصيات أخرى طموحة خلال الأعوام المقبلة وتتبوأ مكانة بارزة في الساحة السياسية الفرنسية. بالإضافة إلى ذلك، قد يتعرض تحالف الحكومة الحالي لتشظيات نتيجة المنافسة الشديدة على السلطة.
بصفة عامة، فإن خلافة إيمانويل ماكرون ستكون تحديًا كبيرًا للتحالف الحاكم وللسياسة الفرنسية بشكل عام. سيكون من الضروري تشكيل اتفاق بين الأطراف المختلفة وتحقيق توازن بين القوى المتنافسة لضمان استقرار الحكومة واستمرارية الإصلاحات التي تم بدءها تحت قيادة ماكرون.