الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"سوناك" في مرمى انتقادات لاذعة من نائبة بريطانية موالية لجونسون.. حكومته "مغيبة"

  • مشاركة :
post-title
رئيس الحكومة البريطانية ريشى سوناك

القاهرة الإخبارية - سمر سليمان

شنّت النائبة البريطانية الموالية لبوريس جونسون، نادين دوريس، هجومًا لاذعًا على رئيس الوزراء ريشي سوناك، عندما استقالت أخيرًا من مقعدها رسميًا بعد 11 أسبوعًا من وعدها بالرحيل، واتهمته بإدارة حكومة "مغيبة" وأن التاريخ لن يحكم عليه بلطف، بحد قولها.

وكيّلت دوريس في خطاب استقالتها الرسمي، الذي كان مصحوبًا بخطاب مطول، الانتقادات لسوناك، واتهمته بخيانة مبادئ حزب المحافظين، كما حمّلته تعريض سلامتها الشخصية للخطر من خلال إثارة "جنون عام" ضدها.

وقالت "دوريس" إن رئيس الحكومة قاد الهجمات الشخصية عليها ما أدى إلى "اضطرار الشرطة لزيارة منزلها في العديد من المناسبات بسبب تهديدات شخصية تلقتها بشكل شبه يومي"، مضيفة أن الأمر أظهر "المستوى المنخفض المثير للشفقة الذي وصلت إليه حكومتك" تقصد سوناك.

وفي بيان لاذع مرمى انتقاده كان سوناك وإدارته للحكومة، نشرته صحيفة "ذا ميل اون صنداي" البريطانية، كتبت دوريس: "منذ أن توليت منصبك قبل عام، يدير البلاد برلمان زومبي حيث لم يحدث أي شيء ذي معنى". "ليس لديك تفويض من الشعب والحكومة تسير على غير هدى. لقد أهدرتم حُسن نية الأمة، من أجل ماذا؟".

وواجهت دوريس، التي تنتمي لحزب المحافظين وترتبط بعلاقات قوية مع الرئيس الأسبق للحزب بوريس جونسون، انتقادات متزايدة بعد أن أعلنت في يونيو أنها ستستقيل لكنها لم تقدم على الخطوة، ما حال دون إجراء انتخابات لاختيار نائب آخر محلها إلى جانب 3 انتخابات محلية أُجريت الشهر الماضي.

النائبة البريطانية المستقيلة نادين دوريس

مؤيدو سوناك ردوا الصاع.. "مسرح عبث"

وبين انتقادات مكافئة لما دفعت به دوريس في وجه سوناك وحكومته، وردود دافعت بالمنطق عن طبيعة الأزمات التي يتعامل معها رئيس الوزراء وسجل حكومته الاقتصادي جاءت تعليقات سياسيين وأعضاء بحزب المحافظين على إعلان التنحي.

واتهم أحد كبار أعضاء حزب المحافظين بوب نيل - أحد المؤيدين المخلصين لسوناك – دوريس برئاسة "مسرح العبث".

وقال نيل لراديو تايمز: "لقد أصبحت مصدر إحراج.. لقد كانت وزيرة ثقافة عديمة الفائدة، وأخيرًا أنشأت مسرحًا سخيفًا خاصًا بها".

ودافع نيل عن سوناك مؤكدًا أنه يبذل قصارى جهده للعودة إلى السياسة الاقتصادية السليمة، بالتخلي عن المبادئ الأساسية.

كما وافقه أحد كبار أعضاء البرلمان في حزب المحافظين، وقال لصحيفة "إندبندنت" إن دوريس كانت تحاول أن تحدث صخبًا عن طريق "استعراض نفسها".

بينما قال اللورد جافين بارويل - موظف سابق عالي الرتبة داخل حزب المحاظفين-، لراديو تايمز إن الأمر "يتطلب درجة معينة من الدقة لمهاجمة السجل الاقتصادي لهذه الحكومة"، موضحًا "العديد من المشكلات التي يواجهها سوناك الآن، ورثها إما من بوريس جونسون أو ليز تروس".

وعملت دوريس كوزيرة للثقافة في عهد بوريس جونسون، لكنها لم تعمل في حكومة تروس التي استمرت ستة أسابيع في العام الماضي.

أفشل بينما تسعى

وردًا على البيان اللاذع قال مدير مكتب مجلس الوزراء البريطاني: "من الأفضل بكثير أن يُنظر إليك وأنت تفشل بينما تسعى جاهدًا بدلًا من مجرد إلقاء الحجارة على الآخرين"، بحسب إندبندنت.

وانتقد سوناك دوريس في وقت سابق، وقال إن ناخبيها "لم يتم تمثيلهم بشكل صحيح"، لكنه لم يتحرك لطردها.

صداع في رأس سوناك

وأكدت وزارة الخزانة أنه تم إخطارها بنية النائبة دوريس التنحي، ومن المتوقع أن تتم إقالتها من مجلس العموم.

ومن شأن تنحي دوريس أن يمهد الطريق لإجراء انتخابات فرعية في دائرتها الانتخابية، في ميدفوردشير في غضون أسابيع، أمر وصفته وسائل إعلام بريطانية بأنه بمثابة "صداع في رأس سوناك"، حيث سيضع شعبية حزبه أمام اختبار آخر في وقت يتخلف فيه عن حزب العمال المعارض في استطلاعات الرأي.

وزعمت دوريس، في وقت سابق، أنها أبلغت سكرتير مجلس الوزراء سيمون كيس لأول مرة بنيتها الاستقالة في يوليو من العام الماضي، لكن الحلفاء المقربين لرئيس الوزراء "واصلوا حتى يومنا هذا مناشدتي الانتظار حتى الانتخابات العامة المقبلة بدلاً من إلحاق ضرر آخر برئيس الوزراء". حيث انتخابات فرعية للحزب"، بحسب ما نقلت صحيفة إندبندنت.

وقبل أيام قليلة، أظهر استطلاع رأي أن جميع مقاعد "الجدار الأحمر" الـ42 - وهي المدن التي تقع شمالي البلاد، والتي تعد معقلا لحزب العمال على مدار التاريخ- ، التي يشغلها حزب المحافظين من المرجح عودتها إلى حزب العمال في الانتخابات العامة المقبلة، حيث أظهر تحليل أن التمرد ضد الحكومة مدفوع جزئيًا بارتفاع تكاليف المعيشة، والتضخم.

وتحولت العديد من مقاعد الجدار الأحمر إلى اللون الأزرق في عام 2019، إذ دعم الناخبون بوريس جونسون، مقابل زعيم حزب العمال في ذلك الوقت، جيريمي كوربين، من أجل إنجازه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ورفع مستوى البلدات والمدن المهملة.