الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

التوتر يتصاعد في النيجر.. المجلس الانتقالي يمهل السفير الفرنسي 48 ساعة للمغادرة

  • مشاركة :
post-title
المجلس الانتقالي في النيجر

القاهرة الإخبارية - محمد سالم

في تصعيد إضافي للتوتر القائم بالفعل منذ الإطاحة بالرئيس محمد بازوم، أمهل المجلس الوطني لحماية الوطن في النيجر (المجلس الانتقالي)، السفير الفرنسي مهلة 48 ساعة لمغادرة نيامي. 

وقالت وزارة الخارجية في النيجر، اليوم الجمعة، إن القرار يأتي نظرًا لرفض سفير فرنسا في نيامي الاستجابة لدعوتها إلى "إجراء مقابلة"، إلى جانب تصرفات فرنسا التي وصفتها بأنها "تتعارض مع مصالح النيجر". 

خارجية النيجر أكدت في بيانها، إن السلطات قررت سحب موافقتها على اعتماد السفير سيلفان إيت "والطلب منه مغادرة أراضي النيجر خلال مهلة 48 ساعة".

ويأتي القرار، بعد تحركات احتجاجية رافضة لوجود فرنسا "القوة الاستعمارية السابقة" في نيامي، خاصة بعد أن اتهمها المجلس الانتقالي، بالرغبة في التدخل عسكريًا لإعادة بازوم إلى منصبه، إلى جانب دفع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" لفرض عقوبات على نيامي، والتلويح باستخدام القوة العسكرية، بحسب "فرانس برس". 

وتنشر فرنسا نحو 1500 جندي في النيجر، كانت مهتمهم المعلنة مساعدة السلطات على مواجهة نشاطات الجهاديين فيها ودول أخرى بمنطقة الساحل الإفريقي. 

خرق المجال الجوي 

في 9 أغسطس الجاري، اتهم المجلس الانتقالي في النيجر، فرنسا بخرق المجال الجوي المغلق، وإطلاق سراح "إرهابيين"، مضيفًا أن طائرة عسكرية تستخدمها القوات الفرنسية، أقلعت من نجامينا في تشاد، وتعمدت "قطع كلّ الاتصالات مع المراقبة الجوية لدى دخولها مجال النيجر الجوي". 

التدخل العسكري لإيكواس 

وفي 18 أغسطس، أعلنت "إيكواس" أنها حددت موعد التدخل العسكري في النيجر، إذ أكد عبد الفتاح موسى مفوض الشؤون السياسية والسلام والأمن في المجموعة، إنها مستعدة لدخول النيجر في أي وقت يصدر فيه الأمر. 

وردًا على الإعلان من جانب إيكواس، خرج الجنرال عبد الرحمن تشياني رئيس المجلس الانتقالي، ليحذر قادة إيكواس من أن إخضاع بلاده لن يكون "نزهة".

وهاجم "تشياني"، قادة إيكواس والدول الغربية الداعمة لها، في كلمة مُتلفزة يوم السبت الماضي، قال فيها إن العقوبات على بلاده غير إنسانية، وأن هدفها إخضاع النيجر وليس إيجاد حل للأزمة.

وشدد "تشياني"، على أن أي تدخل عسكري، لإيكواس في بلاده سيُعد "احتلالًا"، مُضيفًا أن أي تدخل لن يكون سهلًا، وأنهم لا يريدون حربًا ولكن "أي اعتداء على النيجر لن يكون نزهة كما يتصورون".

وأكد رئيس المجلس الانتقالي أن قوات بلاده لن تركع أبدًا، كما أعطى المجلس الضوء الأخضر لقوات مالي وبوركينا فاسو المجاورتين للتدخل الدفاعي، حال تعرضت البلاد لهجوم "إيكواس".

وأضاف أن الشعب والجيش لا يريدان الحرب، مُؤكدًا أنهم سيتصدون لأي حرب تشن عليهم.

لماذا تتخذ فرنسا موقفًا معارضًا؟

يعني نجاح المجلس الانتقالي في السيطرة على السلطة، أن فرنسا ستُجبر على سحب قواتها، كما حدث في بوركينا فاسو ومالي، بحسب محللين ودبلوماسيين، إذ إن قوام القوة الفرنسية في النيجر نحو 1500 جندي. 

كما تعتمد باريس على النيجر في الحصول على 35% من احتياجاتها من اليورانيوم، لمساعدة محطاتها النووية في توليد 70% من الكهرباء، كما كان بازوم حليفًا قويًا لباريس في الحرب ضد الإرهابيين، وشريكًا اقتصاديًا قويًا، ويعد من بين آخر القادة الموالين لها في منطقة الساحل الإفريقي.

 وجاء رد فعل فرنسا قويًا منذ إعلان الإطاحة ببازوم، إذ أكدت الخارجية الفرنسية أن باريس لا تعترف بالمجلس الانتقالي، وأن "بازوم" هو الرئيس الشرعي الوحيد للبلاد، وأضافت: "نكرر بأقوى العبارات مطالبة المجتمع الدولي الواضحة بالاستعادة الفورية للنظام الدستوري والسلطة المدنية المنتخبة ديمقراطيًا"، بحسب "رويترز". 

وقالت فرنسا بعد إعلان إيكواس خطتها للتدخل العسكري، إنها ستدعم جهود إعادة بازوم، وقالت الوزيرة كاترين كولونا في لقاء مع رئيس وزراء النيجر أومودو محمدو في باريس: "تدعم فرنسا بقوة وإصرار جهود إيكواس لاستعادة الدستور"، مضيفة أن "مستقبل النيجر واستقرار المنطقة كلها على المحك".