منذ اللحظة التي تم فيها الإعلان عن مصرع يفجيني بريجوجين زعيم مجموعة فاجنر العسكرية الخاصة، بحادث تحطم طائرة، بشكل أثار الكثير من التساؤلات حول الحادث، وهل هو تصفيه أم مجرد حادث، دار السؤال عن مصير أعضاء المجموعة، ومن سيخلف بريجوجين في رئاستها.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حسم مصير المجموعة وغيرها من المجموعات المسلحة غير النظامية، بعد إصداره مرسومًا يلزم أعضاء تلك المجموعات بأداء قسم اليمين، مثلما يفعل جنود الجيش.
المرسوم الذي أصدره بوتين، جاء بعد يومين فقط من مصرع زعيم فاجنر، وينص المرسوم المنشور عبر الموقع الإلكتروني للحكومة الروسية، إنه بات لزامًا على كل العناصر التعهد بـالإخلاص والوفاء لروسيا، والأهم "الامتثال لأوامر القادة والمسؤولين الأعلى رتبة".
يفجيني كان رافضًا
في 14 يوليو الماضي، كشف الرئيس الروسي عن رفض زعيم فاجنر، عرضًا بانضمام مقاتليه إلى الجيش النظامي الروسي، وقال في لقاء مع صحيفة كوميرسانت، إن قيادات عديدة من فاجنر كانت موافقة على الخدمة ضمن الجيش النظامي.
عرض الرئيس الروسي، جاء بعد أيام معدودة من فشل التمرد المسلح الذي نفذته المجموعة تحت قيادة بريجوجين، وكشف أن زعيم فاجنر، ادعى خلال الاجتماع الذي جرى في العاصمة موسكو أن مقاتليه غير موافقين على الانضمام للجيش.
الكرملين وفاجنر
وفي تصريح للكرملين اليوم الجمعة -قبل إصدار المرسوم- قال إن مجموعة فاجنر العسكرية الخاصة، ليس لها وجود قانوني رسمي، مشيرًا إلى أنها موجودة بصفتها قدمت "إسهاما كبيرًا" للحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وأشاد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، في مؤتمر صحفي، ببطولة مقاتلي المجموعة.
بوتين يعلق على مصرع بريجوجين
في وقت سابق أمس الخميس، خرج بوتين ليعزي أسرة يفجيني، وأسر من لقوا حتفهم في حادث الطائرة، ورغم وجود اتهامات له بالوقوف وراء الحادث، قال بوتين إنه كان يعرف بريجوجين منذ تسعينات القرن الماضي، ومن الضروري انتظار نتيجة التحقيق الرسمي في الحادث.
وقال بوتين، إن "بريجوجين" ارتكب أخطاء جدية، لكنه حقق النتائج المرجوة لنفسه وللقضية المشتركة، ووصفه بأنه كان "شخصًا موهوبًا"، مضيفًا: "كان يعمل في روسيا والخارج، ولا سيما في إفريقيا، في مجالات النفط والغاز وغيره، وعندما عاد من إفريقيا قابل مسؤولين (روس)".
وكشفت مؤسسة الطيران الفيدرالية الروسية، إن الطائرة التي مات يفجيني على متنها كانت تحمل "قائد مجموعة فاجنر يفجيني بريجوجين، ودميتري أوتكين، ويفجيني ماكاريان، وسيرجي بروبوستين، وألكسندر توتمين، وفاليري تشيكالوف، ونيكولاي ماتوسيف".
سبب الحادث
تشير أصابع الاتهام الغربية، إلى ضلوع الرئيس الروسي في الحادث، وقال مسؤولان أمريكيان، إنهما يعتقدان أن الطائرة سقطت بضربة من صاروخ "أرض- جو"، انطلق من روسيا، بحسب "رويترز".
أما وسائل الإعلام الروسية، فنقلت عن السلطات قولها إن معاينة موقع تحطم الطائرة لا تشير إلى استهدافها بنيران دفاعات جوية، وحتى الآن لم يتم الكشف عن سبب الحادث، إذ أكد بوتين أنه يجب انتظار نتائج التحقيق لكنها "ستأخذ وقتًا".