أكد كمال الفرجاني، مدير الدورة 57 لمهرجان قرطاج الدولي الذي أسدل الستار على فعالياته مساء أمس السبت، أن دورة هذا العام حققت أرقامًا قياسية جديدة مقارنة بالدورات الماضية سواء على مستوى عائدات التذاكر أو كذلك على مستوى الإقبال الجماهيري، إذ بلغت أرباح بيع التذاكر نحو 3 ملايين و267 ألف دينار، مع إمكانية تجاوز عائدات الإشهار نقدًا لمبلغ مليون دينار، لتبلغ بذلك العائدات المالية للمهرجان ما يناهز 4 ملايين و300 ألف دينار، وهو رقم يتجاوز ما توقعناه أثناء التحضير لهذه الدورة.
وأضاف لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن مبيعات التذاكر وصلت إلى 70501 تذكرة أي بمعدل 2820 تذكرة في السهرة الواحدة، علمًا بأن عدد السهرات بلغت 25 سهرة (بعد إلغاء عرضي بيغفلو وأولي من قِبل منتج العرض)، فيما وصلت العائدات المالية للسهرة الواحدة خلال الدورة الحالية 130 ألف دينار، وهو رقم لم يتحقق سابقًا، مقارنة بمبيعات السهرة الواحدة خلال الدورة الماضية التي بلغت 100 ألف دينار، فيما تخطى الحضور الجماهيري 120 ألف متفرج على امتداد سهرات المهرجان، دون احتساب السهرة المخصصة للحفل التضامني مع أهالي طبرقة المنتظمة يوم 18 أغسطس الماضي، التي أقيمت خارج البرمجة الرسمية للمهرجان، وهو رقم يفوق ما حققته الدورة الماضية التي استقبلت 112 ألف متفرج على امتداد 27 سهرة.
بينما بلغت نسبة العروض التي رفعت لافتة كامل العدد إلى 36%، علمًا بأن هناك سهرات حققت حضورًا جماهيريًا كبيرًا على غرار "نوردو" و"مرتضى" وغيرهما.
وأوضح كمال فرجاني أن هذه الأرقام والإحصائيات تفند ما يتم الترويج له بخصوص أن مهرجان قرطاج أصبح تجاريًا ربحيًا، مؤكدًا أن إدارة المهرجان حرصت على خلق توازن مالي حتى يكون العجز طفيفًا، مشيرًا إلى أن الدعم الذي يتلقاه المهرجان من الدولة يتم استثماره في برمجة عروض تونسية لإفساح المجال أمام الفنانين التونسيين لاعتلاء مسرح مهرجان قرطاج الدولي حتى يتمكنوا من الترويج لأعمالهم.
عروض احتفالية لا تجارية
يشير فرجاني إلى أن إدارة المهرجان دخلت في مغامرة فنية، لكنها كانت محسومة النتائج باعتبار أن الفنانين التونسيين المبرمجين في هذه الدورة برهنوا على كفاءتهم وقدراتهم الفنية، وقال: "العروض التي يصنفها البعض في خانة "تجارية" هي ليست كذلك بل هي عروض احتفالية".
وذكّر مدير المهرجان بالتصور العام الذي ارتكزت عليه هذه الدورة وهي إعداد برمجة تلبي مختلف الأذواق الفنية، نصفها عروض تونسية وأخرى عربية ومن أربع دول من 4 قارات، بما يعكس انفتاح تونس على مختلف الثقافات والحضارات والموسيقى، وهو ما يجدد التأكيد على أن تونس أرض التسامح والسلام.
واستعرض أيضا الدور الاجتماعي والبيئي للمهرجان من خلال التوعية بأهمية الحفاظ على البيئة والمحيط، إضافة إلى استقبال شباب من مختلف الجهات لزيارة قرطاج ومواكبة العروض، معربًا عن أمله في أن يصل الجمهور التونسي يومًا ما إلى الإقبال بكثافة على العروض الثقافية التي تحمل مرجعيات فكرية، مشيرًا إلى أن العروض الفنية الفكرية والفلسفية كان الإقبال عليها في بعض الأحيان متوسطًا من حيث الحضور الجماهيري أو الإعلامي.