بطل الفيلم من العائلات التي تشارك في سباقات الهجن
صوّرنا بين السعودية والأردن ومشاهد السباق استغرقت 16يومًا
جمهور المهرجانات يميل إلى الأفكار المأخوذة من بيئتها
"هجان".. اسم الفيلم الجديد الذي يعيد المخرج المصري أبو بكر شوقي للساحة الفنية منذ آخر أعماله "يوم الدين"، كما يشارك في إنتاج العمل المصري محمد حفظي، الذي رأى أن العمل يحمل طبيعة مختلفة، وأيضًا استهوته الفكرة منذ عرض عليه الفيلم، ليبدأ على الفور في تنفيذ الخط الدرامي للقصة مع المخرج أبو بكر شوقي، والمؤلف المصري عمر شامة بجانب مؤلف سعودي، وذلك لطبيعة الفيلم الخاصة التي تدور أحداثها عن سباق الهجن.
كيف تعرّف "حفظي" وفريقه على هذا العالم؟.. وبمَن استعان من الممثلين ليكونوا قادرين على ركوب الهجن وتجسيد المشاهد التي يريدونها ببراعة؟.. وكيف كان التعامل مع الجِمال التي وصل عددها خلال التصوير إلى 50 جملًا؟.. وأين تم تصوير هذا الفيلم الذي يشارك في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي في دورته الـ48؟.. والكثير من الكواليس كانت حاضرة في حوار موقع "القاهرة الإخبارية" مع المنتج محمد حفظي، الذي أكد أن الفكرة جاءته من مؤسسة "إثراء" التي تشاركه في إنتاج العمل، فرغم امتلاكهم للفكرة لكن لم يكن لديهم تصور للقصة، لكنه أحب فكرة سباق الهجن والبيئة البدوية التي تدور خلالها الأحداث، وبدأ يبحث عن كاتب ومخرج، واستقر على المخرج أبو بكر شوقي والكاتب المصري عمر شامة بجانب كاتب سعودي لأن وجوده مهم نظرًا لتفاصيل العالم الذي نتناوله.
استغرق الفيلم عامين من التحضير، ووضع فيه إمكانيات ضخمة ليخرج بالشكل المطلوب سواء على مستوى الإنتاج أو التصوير، حسبما يؤكد محمد حفظي، وقال: "الكتابة استغرقت ما يقرب من عام، والعام الآخر كان خاصًا بالتصوير وما بعده، ونحن حاليًا مستعدون أن نذهب به إلى تورنتو السينمائي والمهرجانات الفنية، وهناك خطة لعرضه تجاريًا العام المقبل".
الفيلم يشارك في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي في دورته الـ48، والمقرر أن تقام في الفترة من 7 إلى 17 سبتمبر المقبل، وينافس معه ضمن قسم "discovery" فيلم سعودي آخر، وعلّق "حفظي" على هذا الأمر قائلًا: "لدينا ثلاثة أفلام سعودية في تورنتو وهذا أمر غير مسبوق من قبل، وكون هناك فيلم سعودي منافس في القسم نفسه يلقى الضوء على السينما السعودية".
وتابع: "تورنتو يعد آخر مهرجان دولي في نهاية العام، وهو من الخمسة الأهم على مستوى العالم، فكان بالنسبة لنا آخر فرصة لعرض الفيلم هذا العام، وحينما جاءتنا الدعوة منذ شهر كنا سعداء، خاصة أن المهرجان سوق مهمة للتوزيع الدولي".
الفكرة الأساسية لـ"هجان" لا تقوم على سباق الهجن بشكل أساسي، بل يوضح "حفظي" قائلًا: "القصة مستوحاة من الواقع، فنحن نتناول ثقافة هذا العالم من خلال قصة إنسانية، عبر شقيقين يشارك الأكبر في سباقات الهجن، أما الصغير فلم يكن طموحه أن يكون هجّان، لكن يقع حدث ما يخل بتوازن هذا العالم ويندفع الأخير ليدخل السباق ليحقق غرضه وينتصر لشقيقه الأكبر ولنفسه على حساب أشخاص يحاولون تقييد حريته، فهذه الفكرة الأساسية للفيلم مغلّفة في أجواء رياضية".
تصوير "هجان" تم بين السعودية والأردن، وتحديدًا في تبوك ونيوم، وعن اختياره تلك الأماكن قال "حفظي": "تبوك هي المنطقة الأشهر لسباقات الهجن، وكثير من شخصيات الفيلم والممثلين الثانويين من تلك البيئة ويعيشون في تبوك، والشاب بطل الفيلم من العائلات التي تسابق، ولديه خبرة كبيرة في الهجن، لكن ليس لديه خبرة في التمثيل فهو لم يشارك سوى في فيلم واحد من قبل يحمل اسم "محارب الصحراء"، وصوّرنا جزءًا من العمل في وادي رم جنوب الأردن؛ وذلك لأن الطبيعة قريبة من شمال السعودية وسباق الهجن مشهور هناك.
وعن اختيار ممثلين العمل قال: "كنا نحتاج إلى ممثلين قادرين على ركوب الهجن بجانب الممثلين المحترفين في العمل مثل عبد المحسن النمر، وإبراهيم الحساوي وغيرهما".
وكشف "حفظي" عن سبب اختياره للمخرج أبو بكر شوقي لهذا العمل قائلًا: "أبو بكر كان لديه تجربة سابقة تحمل اسم "يوم الدين" والرابط المشترك بين هجان وهذا العمل هو تعامل "أبو بكر" مع الأطفال والحيوانات وممثلين غير محترفين، لكن طبيعة الفيلمين مختلفتان تمامًا، وأثبت أنه قادر على التعامل مع الممثلين باحتراف ويحكي القصة بصريًا بشكل جيد جدًا ويصنع حالة خاصة به".
التعامل مع الحيوانات والأجواء الصحراوية وأشخاص يمثلون لأول مرة أمر ليس سهلًا، وحول هذه الصعوبات قال "حفظي": "أصعب ما واجهنا كان التعامل مع الجِمال خاصة في مشاهد السباق، فقد استغرقت منا تصوير 16 يومًا، وكانت تحمل تحديات كبيرة جدًا على المستوى التقني والتنفيذي، فكنا نتعامل مع فريق عمل كبير جدًا، ونخرج بـ4 كاميرات إلى جانب أن التعامل مع الجِمال أمر في غاية الصعوبة، فقد استخدمنا ما يقرب من 50 جملًا يوميًا، والسباق الواحد به 16 جملًا".
يؤكد "حفظي" أن جمهور المهرجانات يميل إلى الأفكار المحلية المأخوذة من بيئتها، ويقول: "هناك شرط أن أي أفكار تمس أي شخص في أي مكان حتى لو كان الفيلم ذا طبيعية محلية وثقافة مختلفة".
العديد من المخرجين يخشون الدخول إلى عالم أفلام المهرجانات ويكشف حفظي عن السبب قائلا: "الأفلام المستقلة لها حسبة أخرى إنتاجيًا، وحينما أقدم فيلمًا ذا طبيعة فنية خاصة يكون التعامل مختلفًا عن الاتفاق على فيلم تجاري، بجانب أن هناك مهرجانات تعطي مِنحًا، لذا فالإنتاج المشترك مختلف تمامًا، وأنا كمنتج أحب أن أعمل في الاتجاهين".
وعن جديده خلال الفترة المقبلة قال: "بدأنا تصوير فيلم مع جيلان عوف، وهي مخرجة جديدة في العام الأول لها، وهناك خطة لفيلمين نبدأ تصويرهما في أكتوبر المقبل".