وصلت عدة وفود دولية وإقليمية إلى النيجر، أمس السبت، في إطار المساعى الدبلوماسية لحل الأزمة المستمرة بالبلد الإفريقى منذ 26 يوليو الماضي، والحيلولة دون التدخل العسكرى المحتمل هناك.
وبدأت الأمم المتحدة، أمس السبت، في التحرك دبلوماسيًا لحلحلة الأزمة في النيجر، وأعلن المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة ستيفان دوجاريك، توجه الممثل الأممي لغرب إفريقيا والساحل ليوناردو سانتوس سيماو إلى النيجر، للتفاوض حول تسوية الأزمة.
وقال "دوجاريك" إن "الممثل الأممي الخاص لغرب إفريقيا والساحل ليوناردو سانتوس سيماو، ذهب إلى النيجر للتفاوض مع المجلس العسكري، ويعتزم الدبلوماسي أن يبحث حل للأزمة الراهنة في البلاد".
وأوضح أن "سيماو زار بالفعل عددًا من الدول الأخرى في المنطقة، ولا يزال على اتصال مع مجموعة دول غرب إفريقيا (إيكواس)، لحل النزاع في أقرب وقت ممكن".
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان، أمس السبت، وصول سفيرة واشنطن إلى نيامي كاثلين فيتزجيبونس، لتسريع الوصول إلى حل سياسي، والحفاظ على النظام الدستوري.
وقال ماثيو ميلر، المتحدث باسم الوزارة، في بيان، إن وصول "فيتزجيبونس" إلى النيجر "لا يعكس تغييرًا في موقفنا السياسي، ولكنه يأتي استجابة للحاجة إلى وجود قيادة عليا لبعثتنا في وقت صعب".
وتضغط الولايات المتحدة من أجل الوصول لحل دبلوماسي للأزمة التي اندلعت في 26 يوليو منذ الإطاحة بالرئيس محمد بازوم.
وقال "ميلر": "سينصب التركيز الدبلوماسي لفيتزجيبونس على الدعوة لحل دبلوماسي يحافظ على النظام الدستوري في النيجر والإفراج الفوري عن الرئيس بازوم وعائلته".
ووصل وفد من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" إلى نيامي، أمس السبت، في محاولة للقيام بوساطة دبلوماسية جديدة مع الجيش، بحسب ما نقلته وكالة " فرانس برس".
والتقى وفد "إيكواس" الرئيس محمد بازوم، وفق ما أفاد مصدر في المنظمة الإقليمية.
وقال رئيس الوفد عبد السلام أبوبكر، الرئيس النيجيري الأسبق: "قابلنا الرئيس محمد بازوم وتحدثنا معه وأخبرنا عن بعض الصعوبات التي تواجهه وسننقل كل هذا إلى قيادتنا.. لن أخبركم ماذا أخبرني به محمد بازوم، لكن الحوار الذي أجريته مع الطرفين إيجابي، نعتقد أن مباحثات اليوم هي مفتاح إيجابي لمواصلة الحوار لحل الأزمة".
ووزعت صورة للرئيس بازوم وهو يتوسط أعضاء وفد إيكواس لدى زيارته في القصر الرئاسي، وبدا في هيئة جيدة.
وتسعى إيكواس للتوصل إلى حل سلمي لأزمة الإطاحة بـ"بازوم"، لكن وزراء دفاع المجموعة أكدوا، أول أمس الجمعة، استعدادهم للتدخل عسكريًا، إذا استمر المجلس الانتقالى في تحدي الضغط الدولي لتنحيتهم.
ويرفض المجلس الانتقالي في النيجر، الدعوات الإقليمية والدولية، للإفراج عن بازوم، وإعادته إلى منصبه، وبدلًا من ذلك، أعلن المجلس الانتقالي محاكمته بتهمة الخيانة العظمى.
ومع وصول وفد إيكواس إلى نيامى، أمس السبت، قال عبد الرحمن تشيانى رئيس المجلس الانتقالي في النيجر، إن الفترة الانتقالية للسلطة لن تتجاوز ثلاث سنوات، محذرًا من أن أي هجوم يستهدف بلاده لن يكون سهلًا على المشاركين فيه.
كما أعلن عن فترة 30 يومًا لإجراء "حوار وطني" لوضع "مقترحات ملموسة" لإرساء أسس "حياة دستورية جديدة".
وسبق أن أعلن المجلس الانتقالي في النيجر، انفتاحهم على الحوار لحل الأزمة، لكن التصريحات الأخيرة لرئيس المجلس الانتقالي، تؤكد رفض الدعوات لإعادة بازوم إلى السلطة، وهو ما يعزز احتمال عقد "صفقة توافقية" لحل الأزمة دبلوماسيًا.
ومع الانقسام الدولى والإقليمى حول خيار التدخل العسكري في النيجر، خشية من اندلاع صراع واسع النطاق في المنطقة، يبرز "الحل الوسط" وهو احتمال اضطرار "إيكواس" إلى التنازل، عن طريق إقناع منفذي الإطاحة برئيس النيجر بترك السلطة، لكنهم لن يسلموها إلى بازوم، ويمكن أن يأت شخص محايد لإدارة حكومة انتقالية، وفق ما نقلت شبكة "سى. إن. إن" الأمريكية، عن أولوسي أديتايو، الخبير النيجيري في الأمن والاستخبارات.
ويرى الناشط النيجيري إنسا جاربا سيدو، أن الطريقة الوحيدة لتجنب الصراع بين منفذي الإطاحة بالرئيس محمد بازوم في النيجر ودول المنطقة التي تلوح بالقوة لإعادته إلى منصبه، هي "الاعتراف بالنظام الجديد".
وأوضح "سيدو" في تصريحات نقلتها وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، الأسبوع الماضي: "هناك خيارًا واحدًا فقط، هو قبول الوضع الجديد في النيجر أو الحرب، انتهى الأمر بالنسبة لبازوم، يجب أن تنساه البلاد.. انتهى الأمر، إن محاولة إعادته للسلطة مضيعة للوقت".