مع تصاعد التهديد بالتدخل العسكري، لمجوعة غرب إفريقيا الاقتصادية "إيكواس" في النيجر، وبعد إعلانها تحديد موعد التنفيذ، خرج الجنرال عبد الرحمن تياني، ليحذر قادة إيكواس من أن إخضاع بلاده لن يكون "نزهة".
"تياني"، هاجم قادة إيكواس والدول الغربية الداعمة لها، في كلمة مُتلفزة يوم السبت، قال فيها إن العقوبات على بلاده غير إنسانية، وأن هدفها إخضاع النيجر وليس إيجاد حل.
تحدث تياني، عن فترة انتقالية لا تتجاوز 3 سنوات، مُؤكدًا أنهم لا يطمحون للاستيلاء على السُلطة، مُعلنًا الجاهزية لأي حوار يراعي رغبات شعب النيجر.
ودعا الجنرال المُتواجد على رأس السُلطة حاليًا، كل المؤسسات والقوى الوطنية إلى حوار شامل، على أن يكون أمامها 30 يومًا لتقديم مقترحات تؤدي إلى تحديد مبادئ تأسيسية للفترة الانتقالية.
ماذا قال عن الهجوم العسكري؟
تياني شدد على أن أي تدخل عسكري، لإيكواس في بلاده سيُعد "احتلالًا"، مُضيفًا أن أي تدخل لن يكون سهلًا، وأنهم لا يريدون حربًا ولكن "أي اعتداء على النيجر لن يكون نزهة كما يتصورون".
وأكد رئيس المجلس الانتقالي، أن قوات بلاده لن تركع أبدًا بدعم مالي وبوركينا فاسو.
وأضاف أن الشعب والجيش لا يريدان الحرب، مُؤكدًا أنهم سيتصدون لأي حرب تشن عليهم.
إيكواس وقرار التدخل
أعلنت إيكواس أمس، اتفاقها على موعد التدخل العسكري في النيجر، مُؤكدة أنه لن يتم الإفصاح عنه.
وفي مؤتمر صحفي، من أكرا عاصمة غانا، بعد اجتماع دام ليومين، واختتم الجمعة، قال عبد الفتاح موسى، مفوض السلم والأمن، إن قادة المجموعة اتفقوا على متطلبات التدخل العسكري، وأن القوات مستعدة لأي تدخل في النيجر.
وأكد "موسى"، أن المجموعة ستعمل على استعادة الدستور، وتبحث خارطة طريق واضحة لحل أزمة النيجر، مؤكدًا استعداد القوات للتدخل في النيجر متى تم إعطاء الأمر.
وبرر اتخاذ إيكواس بالتدخل العسكري في النيجر، بقوله إن الخيار العسكري ليس خيار المجموعة الأفضل، لكنها مضطرة بسبب تعنت المجلس الانتقالي في النيجر، لافتًا إلى أنه سيكون تدخلًا عسكريًا قصير الأجل لاستعادة النظام الدستوري.
الدبلوماسية حاضرة
وفي سياقٍ متصلٍ، لم يغب الحل الدبلوماسي عن المشهد تمامًا، إذ التقى وفد من إيكواس رئيس النيجر المحتجز، محمد بازوم، في العاصمة نيامي، السبت، وزعيم المجلس الانتقالي الجنرال عبد الرحمن تياني.
وكتب المتحدث باسم "إيكواس" عبدالعزيز عبدالعزيز على منصة "إكس"، السبت: "بعد لقاء رئيس المجلس الانتقالي في النيجر، الجنرال عبدالرحمن تياني، زار وفد المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا في النيجر، الرئيس محمد بازوم هذا المساء في نيامي".
وقال الوفد إنه استمع إلى آراء "بازوم"، وأوضح رئيس نيجيريا الأسبق، عبد السلام أبو بكر الذي ترأس وفد إيكواس: "لقاءاتنا في نيامي كانت مهمة جدًا، ويُمكن أن تشكل منطلقًا لحل الأزمة".
وجاء الاجتماع غداة قول مسؤول رفيع في إيكواس إنه متفائل من إعلان المجلس الانتقالي في النيجر استعداده للتحاور مع المجموعة، مُوضحًا أن معنويات الرئيس بازوم مرتفعة، بحسب "فرانس برس".
وطمأن رئيس الوزراء المعين من المجلس الانتقالي، علي محمد الأمين الزين، في مقابلة مع نيويورك تايمز مساء الجمعة، الجميع على صحة بازوم قائلًا إنه "لن يحدث شيء لبازوم".