الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تفعيل القوة الاحتياطية.. هل حسمت "إيكواس" قرارها بشأن النيجر؟

  • مشاركة :
post-title
قادة أركان جيوش دول "إيكواس"

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

تتوجه الأنظار، اليوم الخميس، إلى العاصمة الغانية أكرا، حيث يجتمع قادة جيوش المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس"، لتنسيق تدخل عسكري محتمل في النيجر، يهدف إلى استعادة النظام الدستوري في البلاد بعد الإطاحة بالرئيس محمد بازوم.

وذكرت "إيكواس" في بيان لها، أمس الأربعاء، أن لجنة رؤساء أركان دول المجموعة ستعقد اجتماعا استثنائيًا في العاصمة الغانية أكرا، يومي 17 و18 أغسطس الجاري، لمناقشة الخطط النهائية لنشر قوات في النيجر.

وأعلنت المجموعة بدء تفعيل القوة الاحتياطية من أجل استعادة النظام الدستوري في النيجر. وجاء في بيان للمجموعة: "بناء على توجيه هيئة رؤساء دول وحكومات إيكواس، خلال قمتها الاستثنائية حول الوضع في جمهورية النيجر التي انعقدت في 10 أغسطس 2023 في العاصمة النيجيرية أبوجا، شرعت لجنة رؤساء أركان إيكواس في تفعيل قوة الاحتياط التابعة لإيكواس، من أجل استعادة النظام الدستوري في جمهورية النيجر".

وأضاف البيان: "لهذا الغرض، تعقد لجنة رؤساء أركان إيكواس اجتماعا استثنائيًا في العاصمة الغانية أكرا من 17 إلى 18 أغسطس 2023 لوضع اللمسات النهائية لخطط نشر قوة الاحتياط".

خطة التدخل

ومطلع أغسطس الجاري، اعتمد المشاركون في اجتماع طارئ لرؤساء الأركان العامة للقوات المسلحة لدول "إيكواس" عُقد في أبوجا، خطة في حالة التدخل العسكري في النيجر.

وتمارس دول "إيكواس" ضغوطًا كبيرة إلى جانب دول غربية ضد منفذي الإطاحة برئيس النيجر، محمد بازوم، لإعادته إلى منصبه.

وبعد 4 أيام من الإطاحة ببازوم في 26 يوليو الماضي، قرر قادة "إيكواس" التعليق الفوري لجميع التبادلات التجارية والمالية مع نيامي، وتجميد أصول منفذي الإطاحة بـ"بازوم".

وأمهلت المجموعة منفذي الإطاحة ببازوم، مهلة أسبوعًا انتهت الأحد قبل الماضي، لتلبية مطالبهم، وإلا ستقوم المجموعة باتخاذ كل الإجراءات الضرورية، منها استخدام القوة.

وعقد قادة إيكواس قمة طارئة ثانية بخصوص النيجر، الخميس الماضي، في العاصمة النيجيرية أبوجا، خلصت في بيانها الختامي إلى منح الأولوية للدبلوماسية، مع عدم استبعاد أي خيار لحل أزمة النيجر بما في ذلك استخدام القوة باعتباره ملاذًا أخيرًا. وفعَّلت المجوعة الإفريقية قوة عسكرية احتياطية، قالت إنها ستنشرها كملاذ أخير إذا لم تنجح المحادثات.

وأمام هذا الضغط والتهديد باستخدام القوة من قبل إيكواس، قال المجلس الانتقالي في النيجر، إنه منفتح على المحادثات لتسوية الوضع. لكنه لا يزال يعتقل الرئيس المعزول محمد بازوم وقال إنه سيحاكمه بتهمة الخيانة العظمى، وهو ما يُنظر إليه على أنه مؤشر على عدم رغبة المجلس في السعي إلى مسار سلمي للخروج من الأزمة.

ومن المُقرر أن يجتمع قادة جيوش إيكواس، اليوم، وإذا اختاروا التدخل، فليس من الواضح كم من الوقت سيستغرق جمع قوة "إيكواس" وكم سيكون حجمها.

القوة العسكرية للتدخل

غير أن تقديرات أشارت إلى أن القوة العسكرية للتدخل المحتمل في النيجر، قد تضم ما يصل إلى 5 آلاف جندي من دول من بينها نيجيريا وبنين وكوت ديفوار والسنغال.

وكشف رئيس كوت ديفوار الحسن وتارا، الجمعة الماضي، أن بلاده ستساهم بكتيبة من 850 إلى 1100 جندي، وأن نيجيريا وبنين ودولًا أخرى ستشارك أيضًا، دون مزيدٍ من التوضيح.

وقد أبدت دول نيجيريا والسنغال وكوت ديفوار وغانا وبنين استعدادها للحل العسكري في النيجر، فيما تعارض مالي وبوركينا فاسو هذا الخيار، واعتبرتا استخدام القوة في النيجر بمثابة إعلان حرب عليهما.

ومن الواضح أن أي تدخل عسكري من "إيكواس" سيعتمد بشكل كبير على نيجيريا، التي لها حدود بطول 1600 كيلومتر مع النيجر، إضافة إلى إمكاناتها البشرية والعسكرية الكبيرة؛ إذ يتألف الجيش النيجيرى من 223 ألف فرد، فضلًا عن امتلاكه طائرات ومقاتلات حديثة.

وأبدت "بنين" الجارة الجنوبية للنيجر، استعدادها لإرسال قواتها إلى النيجر، متى جاء القرار الأخير من "إيكواس". ويتكون جيش بنين من 5 آلاف فرد، وتحتل المرتبة 144 على مستوى العالم.

والجيش السنغالي يبلغ تعداده 17 ألف مُقاتل، وهو يحتل المرتبة رقم 125 على مستوى العالم، وأكدت عيساتا تال سال، وزيرة خارجية السنغال، أن بلادها ستشارك في التدخل العسكري.

وتدعم باريس التدخل العسكري في النيجر، لحماية مصالحها الاقتصادية ونفوذها بغرب إفريقيا، ولديها هي والولايات المتحدة نحو 2500 جندي علاوة على قوات الاتحاد الأوروبي وضمنها ألمانيا، وكل ذلك من الممكن مشاركته في التدخل العسكري.