مع استمرار أمد الحرب الروسية الأوكرانية، أصبح المشهد واضحًا، هي حرب النفس الطويل، من يستسلم أولًا، روسيا أم الغرب، تحول الأمر إلى شبه حرب استنزاف، يسعى الغرب لاستنزاف روسيا، وتراهن روسيا على انتهاء الدعم الغربي لكييف.
نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، كشف عن رؤية بلاده، قائلًا إنها بالنسبة لهم صراع وجودي، وأنها حرب للحفاظ على الذات "إما نحن أو هم".
وتحدث "ميدفيديف" عبر قناته على تيليجرام، عن أن الحرب بالنسبة للغرب ليست سوى حرب يموت فيها آخرون، مؤكدًا أن فوز روسيا في هذه الحرب حتمي، قائلًا: "هزيمة الغرب في أوكرانيا حتمية، وليهتف قادته (الغرب) الذين نسوا مواطنيهم بأنهم سيدعمون كييف بالأسلحة والأموال مهما تطلب الأمر... هذا لن يفيد".
توقف الدعم الغربي
وأكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، أنه بالنسبة للغرب، فهو لن يذهب للحد الذي يضر معه مصالحه أكثر من اللازم، وأنه بغض النظر عن مدى ارتفاع الأصوات، في مؤتمرات الأمم المتحدة، سرعان ما ستصبح حروب الآخرين مملة ومكلفة وغير ذات نفع.
وكشف عن رؤية روسيا لطول أمد الحرب، وأنها تراهن على توقف الدعم الغربي، مضيفًا: "مع مرور الوقت ستتغير السلطات الغربية، وستتعب نخبها وتتوسل للمفاوضات وتجميد الصراع، أي هجوم مضاد سوف يتلاشى، وسوف يدفن الموتى وتضمد الجراح".
تفكيك الدولة الأوكرانية
وشدد ميدفيديف على أن روسيا لن تتوقف حتى تنجح في تفكيك الدولة الأوكرانية الحالية، وتمديرها على الأرض، و"حتى الرماد منها يجب ألا يبقى"، بحسب وصفه، مضيفًا أن روسيا مستمرة لتنفذ هدفها ولو تطلب الأمر سنوات أو حتى عقود.
وأكد أن موسكو ليست لديها خيارات، إما أن تدمر النظام السياسي الحالي في أوكرانيا، أو أن الغرب سيمزق روسيا في النهاية إلى أشلاء، وعندها "سنموت معًا".
اجتماع بوتين مع كبار القادة العسكريين
حديث ميدفيديف يأتي بعد لقاء جمع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مع كبارة القادة العسكريين المسؤولين عن العملية العسكرية الخاصة، في أوكرانيا، وفي وقت حذّر فيه وزير خارجية روسيا من حرب نووية.
وبحسب الكرملين، زار بوتين مقر قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية الروسية، في روستوف، التي تقع على بعد 100 كيلومتر من الحدود الأوكرانية، واستمع إلى تقارير من فاليري جيراسيموف، رئيس هيئة أركان الجيش وغيره من القادة.
ورغم عدم الكشف عن تفاصيل الاجتماع، قالت وسائل إعلام روسية، إن زيارة بوتين واجتماعه مع القادة، قد ترتبط بأعمال أخرى للجيش الروسي، والتخطيط لعمليات أخرى، تزامنًا مع الهجوم الأوكراني المضاد.
احتدام الهجوم المضاد
يأتي ذلك في وقت تحتدم فيه معارك الهجوم الأوكراني المضاد، ومحاولتها تحقيق مكاسب على الأرض، وسط تفوق للجانب الروسي في الناحية الدفاعية.
وفي السياق، قال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المُشتركة الأمريكية، إنه من السابق لأوانه مُناقشة حل النزاع في أوكرانيا عبر طرق دبلوماسية، وأن انتهاء الهجوم المضاد هو الفيصل.
وأضاف أن الحرب بالنسبة لأوكرانيا معركة بقاء، وهدفها النهائي هو أوكرانيا حرة ومستقلة وذات سيادة.
وفي تصريح تم التراجع عنه لاحقًا، قال مدير مكتب الأمين العام لحلف الناتو، ستيان جنسن، الثلاثاء الماضي، إن أوكرانيا قد تحصل على عضوية حلف الناتو، مقابل التخلي عن جزء من أراضيها لمصلحة روسيا، مشيرًا إلى أنه أحد الحلول التي قد تمكن أوكرانيا من الحصول على عضوية في الناتو، موضحًا أن مناقشة الوضع المحتمل في مرحلة ما بعد النزاع جارية بالفعل.
وتراجع "جنسن"، عن تصريحاته في وقت لاحق، ووصف تصريحه بأنه خطأ، قائلًا إنه تحدث عن هذا الأمر كجزء من مناقشة أكبر حول السيناريوهات المستقبلية المحتملة لأوكرانيا، وأنه ما كان يجب أن يعرض الأمر هكذا.
تصريحات جنسن، علق عليها أوليسكي دانيلوف، مستشار رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، مؤكدًا أن بلاده لن تتبادل الأراضي من أجل عضوية الناتو.
وفيما يتعلق برؤية روسيا للهجوم المضاد، قال الرئيس الروسي، إنه لم يحدث أي فارق ولم يسفر عن أي تغييرات كبيرة في أرض المعركة، مُشيرًا إلى أن روسيا ترى أن الهجوم المضاد فشل.
وكشف بوتين عن تدمير نحو 415 دبابة، وأكثر من 1300 مدرعة تابعة للقوات الأوكرانية، ثلثها غربية الصنع.