أصبحت الموانئ الروسية الأوكرانية على البحر الأسود، هدفًا للضربات الانتقامية المتبادلة بين موسكو وكييف، خلال الفترة الأخيرة، خصوصًا بعد انسحاب روسيا من اتفاقية الحبوب.
ومن أكبر مدن الموانئ المطلة على البحر الأسود في روسيا (نوفوروسيسك وسوتشي وتوابسي)، وفى أوكرانيا (أوديسا وخيرسون وإليتشفسك)، وفى القرم (كيرتش وسيفاستوبول ويالطا).
استهداف ميناء نوفوروسيسك الروسى
وهاجم زورقان مسيران أوكرانيان، في ساعة مبكرة من اليوم الجمعة، قاعدة بحرية روسية قرب ميناء نوفوروسيسك على البحر الأسود، وتمكنت السفن الحربية الروسية من تدميرهما، وفق ما أفادت وزارة الدفاع في موسكو.
ودفع الهجوم على ميناء نوفوروسيسك، وهو ميناء رئيسي للصادرات الروسية، إلى وقف حركة جميع السفن بصفة مؤقتة، وفقًا لما ذكره كونسورتيوم خط أنابيب بحر قزوين الذي يدير محطة نفطية هناك.
وكان مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي الروس قد تداولوا أنباء عن سماع انفجارات، وإطلاق نار صباح اليوم الجمعة.
ويعد ذلك أول هجوم تشنه القوات الأوكرانية على أحد الموانئ التجارية الروسية الرئيسية، وفق "رويترز".
لكن تشير بحوث وحدة التحقق في موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إلى أن أوكرانيا نفذت على الأقل 10 هجمات باستخدام زوارق مُسيرة، استهدفت سفنا عسكرية وقاعدة بحرية روسية في سيفاستوبول، بالإضافة إلى ميناء نوفوروسيسك، في هجوم سابق. ويستند هذا إلى تصريحات السلطات الروسية والأوكرانية وتقارير وسائل الإعلام المحلية.
وذكرت مصادر دفاعية أوكرانية لشبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، أن الزوارق المُسيرة استخدمت أيضًا في هجوم على جسر كيرتش في شبه جزيرة القرم في يوليو الماضي.
وفي مايو الماضي، اندلعت النيران في مصفاة إلسكاي قرب ميناء نوفوروسيسك وتحديدًا في منطقة كراسنودار، جراء هجوم من طائرة مسيرة، قبل أن تتمكن خدمات الطوارئ من إخماد الحريق بعد ساعتين من نشوبه.
وقال كونسورتيوم خط أنابيب بحر قزوين، المسؤول عن تحميل الناقلات بالنفط في ميناء نوفورسيسك، إن الميناء أوقف مؤقتًا حركة جميع السفن، اليوم.
وأضاف أن مرافق الميناء لم تصب بأي أضرار، وأن عمليات تحميل النفط مستمرة على الناقلات التي كانت راسية بالفعل في الميناء.
وأظهرت مقاطع مصورة تداولتها مجموعة محلية على الإنترنت، ونشرها موقع "استرا" الإلكتروني الإخباري الروسي حركة السفن قبالة الساحل، وصوت إطلاق النار يأتي من اتجاه البحر.
حرب الموانئ
وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن خدمات الطوارئ في نوفوروسيسك أكدت وقوع انفجارات، وأضافت أنه جرى إبلاغ أجهزة الأمن.
والميناء هو واحد من أكبر الموانئ على البحر الأسود. وكونسورتيوم خط أنابيب بحر قزوين هو المسؤول الرئيسي عن شحن الخام القازاخستاني.
وتبادلت كييف وموسكو مؤخرًا، التهديد باستهداف سفن مدنية في البحر الأسود بحجة أنها ربما تنقل أسلحة.
استهداف الموانئ الأوكرانية
وتصاعدت الاشتباكات في البحر الأسود والموانئ المحاذية، منذ أن رفضت روسيا الشهر الماضي، تمديد اتفاق يسمح بالتصدير الآمن للحبوب من الموانئ الأوكرانية، إذ ضربت الطائرات المسيرة والصواريخ الروسية عددًا من منشآت الموانئ الأوكرانية، وصوامع القمح في البحر الأسود أو بالقرب منه.
وهاجمت روسيا البنية التحتية لقطاعي الزراعة والموانئ في أوكرانيا على مدى أكثر من أسبوعين بعد انسحابها من اتفاق التصدير الآمن للحبوب عبر البحر الأسود الذي أبرم قبل عام بوساطة الأمم المتحدة وتركيا، لتغلق عمليًا الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، هاجمت روسيا موانئ البحر الأسود الكبيرة أوديسا وتشورنومورسك وميكولايف. كما تسببت الهجمات الروسية على الموانئ الأوكرانية على نهر الدانوب، في تدمير 60 ألف طن من الحبوب.
وكان ما يقرب من ربع صادرات الحبوب الأوكرانية يمر عبر موانئ نهر الدانوب قبل أن تنسحب روسيا من الاتفاق، ويشكل المرور عبر النهر آخر ملاذ لشحن صادرات الحبوب الأوكرانية عبر ممر مائي، بعدما أعادت روسيا فرض الحصار الفعلي على موانئ أوكرانيا على البحر الأسود وأغلقتها الشهر الماضي.
ومؤخرا، حذرت روز ماري ديكارلو وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، إن قصف روسيا للموانئ الأوكرانية على طول البحر الأسود قد يكون له آثار بعيدة المدى على الأمن الغذائي العالمي.