يتواصل الهجوم المضاد، الذي تشنه أوكرانيا في محاولة لطرد القوات الروسية، وعلى ما يبدو فإن مشكلتها الأبرز المتمثلة في القوة الجوية على وشك أن تشهد انفراجة، بعد إعلان الخارجية الدنماركية تلقيها الضوء الأخضر من واشنطن لنقل طائرات "إف- 16"، إلى كييف.
وزير الخارجية الدنماركي، لارس لوك راسموسن، قال، اليوم الجمعة، إنهم تلقوا رسالة ودية من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، مفادها أنه لا يوجد حاجز أمام القيام بإرسال طائرات "إف- 19" لأوكرانيا.
وفي 2 أغسطس الجاري، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن تدريب الطيارين الأوكرانيين، سيبدأ هذا الشهر، وأن البرنامج التدريبي سيستغرق 6 أشهر، على الأقل، مشيرًا إلى أنه قد يتم في الدنمارك أو هولندا.
تهديد في المجال النووي
تعليقًا على إمداد أوكرانيا بطائرات إف-16، قال وزير الخارجية سيرجي لافروف، إن روسيا ستعتبر ظهور الطائرات المقاتلة من طراز إف- 16 بمثابة تهديد من الغرب في المجال النووي، كونها قادرة على حمل أسلحة نووية.
متى تدخل طائرات إف- 16 إلى ميدان المعركة؟
كشف جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، اليوم، إن طائرات "إف 16"، ستنتقل إلى كييف من خلال دولة ثالثة، بعد تدريب الطيارين الأوكرانيين عليها، وكشف ثقة واشنطن في قدرة الجيش الأوكراني على مواصلة التقدم.
وأكد "سوليفان" أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، يدعّم جهود تدريب الطيارين الأوكران على هذه المقاتلات، مشيرًا إلى أنه سيكون هناك مشاروات مع الكونجرس لنقل طائرات f-16 لأوكرانيا.
وفي السياق ذاته، قال يوري إهنات، المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، للتلفزيون المحلي، إن أوكرانيا لن تتمكن من استخدام طائرات إف 16، خلال فصلي الخريف أو الشتاء المقبلين، بحسب "رويترز".
وقال "إهنات" إن أوكرانيا كان لديها آمال كبيرة على هذه الطائرة بأن تصبح جزءًا من منظومة دفاعنا الجوي، لحمايتها من إرهاب الصواريخ والطائرات المسيّرة الروسية.
قدرات روسيا في مواجهة إف 16
بحسب الخبير العسكري أليكسي سوكونكين، فإن أنظمة الدفاع الجوي والمقاتلات الروسية، "سو 35"، و "ميج 29" أو ميج "31"، ستتمكن من اكتشاف وإسقاط مقاتلات إف 16 بسهولة، قائلًا إن طائرة "سو-35 إس" إلى الجيل الرابع++ من المقاتلات، تعتبر أفضل طائرة من نوعها.
أبرز قدرات الطائرة الروسية سو 35
تنتمي هذه الطائرة للجيل الـ4++، وتصنّف بأنها طائرة هيمنة جوية، تتميز بتسليح متنوع ومزودة بأنظمة حرب إلكترونية، وسرعة خارقة، ولديها قدرة مناورة عالية، ورادارات متطورة، بحسب "سبوتنيك".
وبالنسبة لتسليح الطائرة، فهي تمتلك صواريخ بعيدة المدى "بي في آر"، وأسلحة الاشتباك الجوي القريب، وتشمل: "صواريخ "جو - جو"، و صواريخ "جو - أرض"، وقنابل موجهة، وصواريخ موجهة بالأشعة تحت الحمراء، إلى جانب صواريخ غير موجهة ومدفع رشاش 3 ملي.
دفاعات جوية قادرة على إسقاط إف 16
- منظومة "إس – 400 تريومف" الروسية
هي واحدة من أكثر منظومات الدفاع الجوي فاعلية في العالم، وتم تصميمها لتنفذ مهمتين، الأولى ضمان الدفاع عن المنشآت الاستراتجية كمراكز القيادة ومنصات الصواريخ النووية، إلى جانب تدمير الرؤوس القتالية لصواريخ العدو من ناحية أخرى.
منظومة إس 400 مزودة برادار ذي هوائي شبكي نشيط من شأنه زيادة معامل التأثير الموجه، ويحمي من التشويش، وتمتلك المنظومة خمسة أنواع مختلفة من الصواريخ لإصابة مختلف الأهداف، ويمكنها مرافقة 100 هدف في وقت واحدة وإصابة 36 منها، بحسب وكالة أنباء "روسيا اليوم".
وبمقدور المنظومة التعرف على كل الأهداف الطائرة الموجودة في العالم على مسافة 600 كيلو متر، مهما كانت حمايتها وبينها الطائرات الشبحية والصواريخ الفرط صوتية، وبالطبع طائرات إف 16.
ويمكن لـ إس -400 تدمير الأهداف الجوية، على مسافة 240 كيلو مترًا، كما أنها قادرة على التعرف على الأهداف الكاذبة ولديها نظام قوي للوقاية اللاسلكية الإلكترونية ضد التشويش.
وتتميز المنظومة، بقدرتها على إسقاط الأهداف التي تحلّق على ارتفاع منخفض، حتى إذا وصل إلى 5 أمتار، ويمكنها، توجيه 72 صاروخًا في آن واحد. ويمكن نشر المنظومة خلال 5 دقائق، وتكون جاهزة للعمل.
أنظمة صواريخ فيربا
بحسب موقع "آفيا برو"، فإن أنظمة صواريخ "فيربا"، تضمن ألا تشكل طائرات إف 16 مشكلة للجيش الروسي، إذ يمكنها مطاردة وإسقاط أي طائرة، ووصفه الخبراء بأنه السلاح الأكثر تقدمًا من هذا النوع، ويتفوق بشكل كبير في القدارت القتالية على نظرائه الغربيين "ستريلا" و"إيجلا".
ويمكن لأنظمة صواريخ فيربا، إسقاط الطائرات المقاتلة في نطاقها بنسبة 100% تقريبًا، وطورتها روسيا لتحل محل "إيجلا-إس"، الذي دخل الخدمة في عام 2014، ويبلغ مدى إصابة الهدف فيه أكثر من 6 كيلومترات على ارتفاع 4.4 كيلومتر.
و"فيربا"، هي صواريخ دفاع جوي روسية، محمولة على الكتف، تعمل بنظام التوجيه الذاتي بعد الإطلاق، وقادرة على إسقاط الأهداف الجوية التي تحلق بسرعات خارقة تتجاوز سرعة الصوت، بحسب موقع "روس أوبورون إكسبورت" الروسي.
ويعد صاروخ "فيربا" أحد أحدث أنظمة الدفاع الجوي المحمولة على الكتف، التي طورتها روسيا في السنوات الأخيرة، وقادر على تعقب وتدمير جميع الأهداف الجوية التي تحلق في نطاق تغطيته حتى الأهداف ذات البصمة الحرارية المنخفضة.