تلقت القوات المسلحة في النيجر، ثالث هجوم مسلح في أقل من أسبوعين، على خط منطقة "حدود الثلاثة" والتي تتشاركها النيجر مع مالي وبوركينا فاسو، يأتي ذلك بينما تعيش البلاد حالة من الترقب، تحت وطأة تدخل عسكري محتمل تلوح به دول الإيكواس لاستعادة النظام الدستوري بعد أن تمت الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد بازوم قبل ثلاثة أسابيع.
ويشارك نحو 12 ألف جندي نيجري، في عمليات مكافحة الإرهاب، وينتشر ما يقارب نصفهم على طول 1400 كيلومتر من الحدود مع مالي وبوركينا فاسو المعروفة بمنطقة "حدود الثلاثة".
مقتل 17 جنديا
وأعلنت وزارة دفاع النيجر، اليوم الأربعاء، أن سرية من القوات المسلحة كانت تتحرك بين بوني وتورودي، في منطقة الحدود الثلاثة، باتجاه حدود بوركينا فاسو كانت ضحية كمين، يوم الثلاثاء، حوالي الساعة 1:30 ظهرًا، وفق ما نقل موقع "أكتونيجر" المحلي.
أضاف بيان أوردته وزارة دفاع النيجر، أن التقدير الأولي للهجوم الجديد الذي وقع في ضواحي بلدة كوتوجو على بعد 52 كلم جنوب غربي تورودي- أفاد بمقتل 17 جنديًا وجرح 20 آخرين. كما تم تحييد مئة مسلح خلال الهجوم، بحسب البيان.
هجمات سابقة
والأحد الماضي، تعرضت دورية من قوات الحرس الوطني النيجري في بلدة سنام بمنطقة تيلابيري، لهجوم مسلح، خلف 6 قتلى على الأقل بين الجنود. وقال جيش النيجر إنه قام بتحييد 10 مُسلحين بالمقابل، وفق موقع "أكتونيجر" المحلي. وهو الهجوم الثاني في أقل من أسبوع بسنام الواقعة الخد الحدودي المشترك بين البلدان الثلاثة.
واتهم المجلس الانتقالي في النيجر، القوات الفرنسية، في وقت سابق، بالتورط في الإفراج عن إرهابيين ضمن خطة هدفها زعزعة الاستقرار في البلاد، وهو ما تنفيه باريس.
ترقب لتدخل عسكري محتمل
ويأتي ذلك في وقت يترقب فيه العسكريون وشعب النيجر، نتائج اجتماع، مقرر يوم غد الخميس، لرؤساء أركان جيوش المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" في غانا، لبحث تدخل عسكري محتمل في النيجر، وفق ما أعلن المتحدث العسكري باسم المجموعة.
وقبل أيام، قرر قادة إيكواس وضع "قوة احتياطية" في حالة تأهب لتدخل محتمل لاستعادة النظام الدستوري في النيجر، بعد أن تجاهل المجلس العسكري الموعد النهائي للإفراج عن بازوم وإعادته إلى منصبه. لكن دون تحديد جدول زمني لهذا التدخل.
وقالت المجموعة في البيان الختامي لقمة أبوجا، التي انعقدت الخميس الماضي، إنها أمرت بوضع قواتها الاحتياطية في حالة تأهب، ردًا على الوضع في النيجر، وأن كل الخيارات مطروحة وأنها لا تستبعد أي خيار بما في ذلك استخدام القوة كحل أخير.
وقال الرئيس بولا أحمد تينوبو، الذي يتولى رئاسة "إيكواس"، إن قمة أبوجا ستعطي الأولوية للمفاوضات الدبلوماسية والحوار كوسيلة لإيجاد حل دائم للأزمة في جمهورية النيجر، لكن إعلان المجلس العسكري عزمه محاكمة الرئيس بازوم بتهمة "الخيانة العظمى"، على ما يبدو وتر الأجواء من جديد بعد أن ثمنت الإكواس استعداده أبداه العسكريون لحل الأزمة عبر القنوات الدبلوماسية، في أعقاب استقبالهم وفدًا من رجال الدين المسلمين النيجيريين، السبت الماضي.
في غضون ذلك، نقلت صحيفة "لوموند" الفرنسية عن مصادر دبلوماسية أن الاتحاد الإفريقي بعارض التدخل العسكري في النيجر، وأنه سيصدر بيانًا يرفض فيه اللجوء إلى القوة لحل الأزمة.
دعوات لتجنيد تطوعي
ووسط الترقب لتدخل عسكري محتمل من قبل دول المنطقة، يدعو النيجيريون، لا سيما في العاصمة نيامي، إلى تجنيد جماعي للمتطوعين لمساعدة الجيش في مواجهة التهديد المتزايد من قبل الإيكواس.
وتهدف المبادرة، التي تقودها مجموعة من السكان المحليين في نيامي، إلى تجنيد عشرات الآلاف من المتطوعين من جميع أنحاء البلاد للتسجيل في قوائم للدفاع عن النيجر.
وقال أمسارو باكو، أحد مؤسسي المجموعة، لوكالة أسوشيتيد برس، إن المجموعة ستقاتل وتساعد في الرعاية الطبية وتوفر الخدمات اللوجستية الفنية والهندسية من بين وظائف أخرى، في حالة احتياج المجلس العسكري إلى المساعدة.
وفي تقدير باكو، التدخل العسكري في النيجر من قبل دول المنطقة 'الأمر محتمل. نحن بحاجة إلى أن نكون مستعدين وقتما حدث ذلك".
وقال باكو إن أي شخص يزيد عمره على 18 عامًا يمكنه التسجيل وسيتم تسليم القائمة إلى المجلس العسكري لاستدعاء الأشخاص إذا لزم الأمر. وقال إن المجلس العسكري غير مشارك ولكنه على دراية بالمبادرة.
وستبدأ حملة التجنيد يوم السبت في نيامي، وكذلك في المدن التي قد تشهد مواجهات حال تم تدخل عسكري، مثل التي بالقرب من الحدود مع نيجيريا وبنين، وهما دولتان قالتا إنهما ستشاركان في التدخل.