وصل التوتر بين بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، والمؤسسة العسكرية إلى نقطة الغليان، بعد أن امتدت أزمة الاحتجاجات إلى جنرالات أساسيين في جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيما ينتظر آخرون بصبر كاد أن ينفذ إنهاء خدمتهم، ما يعني أن الفترة المقبلة ستكون أشد فظاعة، "حسبما ورد في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.
تراجع كفاءة الجيش
تشير التوقعات إلى بدء انخفاض كفاءة القوات الجوية، سبتمبر المقبل، تزامنًا مع إنهاء مئات الضباط والجنود تطوعهم في جيش الاحتلال، احتجاجًا على "تعديلات قضائية" مررها رئيس الحكومة رغم أنف الإسرائيليين قبل أسابيع، إذ تُحد من صلاحيات القضاء وتجعل الغلبة للكنيسيت، وفقًا للتقارير الإسرائيلية.
وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، تصدر خلاف رئيس الحكومة الإسرائيلية مع كل من يوآف جالانت، وزير الدفاع، وهرتسي هاليفي، رئيس الأركان، عناوين الصحف، بعد سلسلة من الانتقادات والتوبيخ التي طالت مسؤولي المؤسسة العسكرية على يد نتنياهو وأعضاء الكنيسيت، بسبب إنحدار كفاءة الجيش وتراجع جاهزيته.
فوضى عارمة
ويشار إلى أن التوتر القائم حاليًا ما هو إلا بداية لما هو قادم، إذ سيفجر "قانون التجنيد" الذي يعتزم الكنيسيت تمريره قريبًا، فوضى عارمة داخل المؤسسة الأمنية، إذ يعفي المتشددين اليهود من الخدمة الإلزامية في الجيش، وبحسب التقديرات، سيشجع على ظاهرة التهرب من الخدمة ويمنح الشرعية لرفض الخدمة في جيش الاحتلال.
وما سيزيد الطين بلة، ستبدأ كفاءة القوات الجوية بالتراجع في شهر سبتمبر القادم، تزامنًا مع انتهاء خدمة الطيارين ومساعديهم "بلا عودة"، بحسب "معاريف".
في غضون ذلك، تلمح العلاقة بين رئيس الوزراء وكبار الأجهزة الامنية إلى الأزمات السياسية التي ستأتي لاحقا، خاصة بينه وبين وزير الدفاع الذي صدر أمر مؤخرًا بإقالته، بسبب هجومه على "التعديلات القضائية"، لكن احتجاجات حاشدة أعادته إلى منصبه، ومع ذلك فإن "مسألة تسريحه باتت أقرب من أي وقت"، بحسب القناة 13 الإسرائيلية.
خطوات فعلية
اتخذ جيش الاحتلال الإسرائيلي خطوات فعلية لمناهضة "التعديلات"، لكن مع إصرار الحكومة على استكمالها امتدت الأزمة إلى رتب أفراد الخدمة الدائمين في الجيش، وفقًا لـ"القناة 13"الإسرائيلية.
وتحدث الضباط إلى قناة "كان" التابعة لهيئة البث الإسرائيلية، عن انتقادات حادة للغاية من أعضاء بارزين في حزب الليكود، لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، بسبب الطريقة التي أدار بها أزمة الكفاءة العسكرية.
وبحسب استطلاع أجرته صحيفة "معاريف"، الشهر الماضي، يخشى 58% من المستوطنين اندلاع حرب داخلية فعلية في إسرائيل، فيما أظهر استطلاع آخر أن ثلثهم يفكرون في مغادرة تل أبيب.
وشهدت إسرائيل خلال الأسابيع الـ32 الماضية، احتجاجات غير مسبوقة ضد التعديلات القضائية، التي تصر حكومة نتنياهو على الموافقة عليها، فيما تحذر باستمرار من أنها ستؤدي إلى "شرخ خطير داخل إسرائيل".