الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"الدروز" يفاقمون أزمة الجيش الإسرائيلي.. والخدمة العسكرية في خطر

  • مشاركة :
post-title
عناصر من الجنود الدرزية

القاهرة الإخبارية - آلاء عوض

قررت النساء الدرزيات داخل أراضي الـ48 المحتلة تصعيد خطواتهن ضد السلطات الإسرائيلية، والامتناع عن إرسال أبنائهن لأداء الخدمة العسكرية الإلزامية في الجيش الإسرائيلي، احتجاجًا على تجاهل الحكومة لمطالبهن، في خطوة من شأنها مفاقمة أزمة الجيش الذي يعاني أزمة متصاعدة بشأن الكفاءة والجاهزية، بحسب تقارير إسرائيلية.

من الدرزيات إلى وزير الدفاع الإسرائيلي

وأبلغت النساء، موفق طريف، الزعيم الروحي للطائفة، بأنهن لن يرسلن أبناءهن إلى الخدمة العسكرية الإلزامية في جيش الاحتلال الإسرائيلي مهما كان الثمن، وذلك احتجاجًا على عدم استجابة الحكومة الإسرائيلية لمطالب تجميد أوامر هدم المنازل، وإلغاء الغرامات، وتجميد قانون "كامينتس" الذي يشدد العقوبات على مخالفة البناء.

واستعرضت النساء الدرزيات في رسالة نقلتها وسائل الإعلام الفلسطينية، التمييز العنصري الإسرائيلي الذي يطال غير اليهود، رغم خدمتهم في جيش الاحتلال الإٍسرائيلي، لافتين إلى حياتهن البائسة المليئة بأعباء الديوان والغرامات، علمًا بأن الأوضاع الاقتصادية للعائلات الدرزية ليست على ما يرام، إذ يعيش 50% من العائلات الدرزية تحت خط الفقر.

وتابعت النساء في شكواهن ضمن المذكرة لشيخ الطائفة: "قررنا عدم إرسال أبنائنا للخدمة العسكرية الإجبارية، راجين أن تتفهم موقفنا، بعد أن أصبحنا بعد سن قانون القومية العنصري نخدم دولة الشعب اليهودي، وليس دولتنا، فأصبحنا في نظرهم ونظر باقي الفئات مرتزقة، وفوق ذلك يطبقون علينا قانون كامينتس المشؤوم، الذي يبيح هدم منازلنا".

تشويه الهوية الدرزية

وتشكو النساء من تشوية إسرائيل للهوية الدرزية بواسطة برامج التعليم التي تشرف عليها السلطات الإسرائيلية، ما يؤدي لتحصيل نتائج متدنية بامتحانات التوجيهي، ثم تأتي الخدمة العسكرية الإجبارية لتمنعهم من الالتحاق بالجامعات والمعاهد من المرحلة الثانوية، بحسب ما ورد في رسالة "الدرزيات".

ويتركز وجود أبناء الطائفة الدرزية في مناطق شمال فلسطين التاريخية موزعين على ما يقارب 18 بلدة وقرية جبلية،

ويصل دروز فلسطين لنحو 150 ألف نسمة، يتركز أغلبهم في هضبة الجولان السورية التي احتلتها إسرائيل عام 1967 وهم يشكلون نحو 10% من فلسطينيي الداخل.

وبحسب "وفا" الفلسطينية، عاش الدروز في فلسطين كجزء لا يتجزأ من الشعب العربي الفلسطيني حتى عام 1948م، عندما نشأت دولة الاحتلال، وسعت حكومتها إلى عزل أبناء الطائفة الدرزية عن إطارهم العربي.

في عام 1945، فرضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عليهم الخدمة العسكرية الإجبارية، بعد ما أصدر دافيد بن جوريون، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول، قرارًا يلزم بموجبه أبناء الطائفة الدرزية بالخدمة الإجبارية في الجيش الإسرائيلي، في مقابل الحصول على امتيازات.

رفض الخدمة العسكرية

ورغم انخراط الدروز في صفوف الجيش الإسرائيلي، إلا أن هذا الأمر لم يحمهم من سياسة التمييز العنصري التي تمارسها إسرائيل ضد بقية الفلسطينيين داخل حدود 1948، ولم ترحم أراضيهم من المصادرة لإقامة التجمعات الاستيطانية اليهودية، وهذا ما تؤكده قيادة الطائفة الدرزية الروحية والسياسية والاجتماعية والثقافية.

لكن مع ارتفاع الوعي السياسي ونتيجة للتمييز العنصري ضدهم، تراجعت نسبة الملتحقين بالخدمة العسكرية، خاصة بعد تشريع قانون القومية الذي اعتبر إسرائيل دولة اليهود، ما يعني أنه يعتبر غير اليهود مجرد ضيوف في وطنهم.

ومنذ سنوات طويلة، نشطت داخل البلدات الدرزية في الجليل والكرمل لجان شعبة لمكافحة الخدمة العسكرية مبدئيًا، لحماية الهوية العربية، والانتماء للشعب الفلسطيني، حتى لو كلّف ذلك دخول السجن.

الدروز الموحدون

ويؤكد كبار المؤرخين العرب أن "الدروز" هم في أصولهم قبائل عربية جاءت من اليمن في العصور الوسطى إثر تصدع سد مأرب في العصور القديمة، ثم انتقلوا إلى العراق، وصولاً إلى جبل لبنان، ومن هناك وصل عدد منهم إلى فلسطين، بحسب وكالة "وفا" الفلسطينية.

ويعرف الدروز إلى أنفسهم باسم "الموحدون" أي المؤمنون بتوحيد الإله، ويطلق عليهم "بنو معروف"، ويُقال إن اسم دروز يعود إلى نشتكين الدرزي، الذي انشق عن الدعوة وهرب إلى لبنان لينشر دعوته هناك.