الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

جدل في واشنطن وتل أبيب.. جدوى المعونة الأمريكية لإسرائيل؟

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي جو بايدن

القاهرة الإخبارية - آلاء عوض

جدد الاضطراب السياسي الحالي في إسرائيل، بقيادة الحكومة الأكثر يمينية في تاريخها، الجدل حول المساعدات المالية الأمريكية لدولة الاحتلال، إذ تصاعدت الدعوات المعارضة للمساعدات التي تتلقاها تل أبيب من واشنطن على مدار الأشهر الثمانية الماضية، من قبل مسؤولين بارزين لدى الجانبين.

وسيلة ضغط

وجاءت الدعوات كوسيلة للضغط على تل أبيب تزامنًا مع سياستها المتطرفة في الضفة الغربية المحتلة، حيث تضاعف النشاط الاستيطاني، وسط موجة غير مسبوقة من عنف المستوطنين، وأساب أخرى أثارت استياء الرئيس الأمريكي بحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، ورغم إعلان واشنطن الشهر الماضي أنها لن تُوقف أو تقلّص المساعدات العسكرية التي تقدمها إلى إسرائيل، لم تتوقف تلك الدعوات.

وأوصى فيفيك راماسوامي، مرشح الرئاسة الأمريكية عن الحزب الجمهوري، بتقليص المساعدات المالية والعسكرية لإسرائيل، إذ صرح بعدم أحقيتها الحصول على مساعدات أكثر من جيرانها في الشرق الأوسط بعد عام 2028، وهو العام التي تنتهي فيه حزمة المساعدات الأمريكية التي تبلغ 38 مليار دولار، بحسب صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.

مساعدات مشروطة

ومنذ سنوات عدة، طرح ديمقراطيون بارزون وضع شروط على مساعدة إسرائيل، لا سيما تلك التي تنطوي على الفلسطينيين، وأيدهم مسؤولون إسرائيليون حاليون وسابقون.

ورغم أن الجمهوريين أكثر دعمًا لإسرائيل، إلا أن استطلاعات الرأي أظهرت انقلاب الحزب الجهوري وخاصة الشباب على إسرائيل، فيما بدأ السياسيون الكبار بالتدقيق في الأموال الباهظة التي تتلقاها تل أبيب.

وقبل ثلاثة أسابيع، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مقالًا يحث على قطع تدريجي للمساعدات السنوية التي تمنحها الولايات المتحدة لإسرائيل، حث الإدارة الأمريكية على أن تكون أكثر صرامة مع بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، الذي يقضي على أمل حل الدولتين، وينفق الأموال الأمريكية على سياسة يرفضها الأمريكيون.

وقال نيكولاس كريستوف، الكاتب الصحفي في مقاله بالصحيفة: "إن منح واشنطن مساعدات بهذا الحجم لدولة أخرى غنية" يعد تبديدًا للموارد الشحيحة ويخلق علاقة غير صحية تضر البلدين"، مشيرًا إلى أن المساعدات الأمريكية لإسرائيل كان بدورها إنقاذ مئات الآلاف من الأرواح لو منحت لدولة مثل النيجر، أو أنفقت على برامج الأطفال في واشنطن، حيث المجتمع في أمس الحاجة لها.

انزلاق نحو المصير

وحول تداعيات قطع المعونة الأمريكية عن إسرائيل، أوضح موقع "موندويس" الأمريكي أن خفض المساعدات سيكون لها تأثير على تل أبيب، وسيكون بمثابة توبيخ لها على معاملتها مع الفلسطينيين.

بالإضافة إلى أن نزع إسرائيل من مكانتها الخاصة لدى واشنطن كفتاة مدللة من شأنه أن يسرع من انزلاقها نحو مصيرها كـ"دولة منبوذة" في نظر العالم.

ولفت الموقع إلى أن فطم إسرائيل عن الأموال الأمريكية سيشجع المستثمرين على الهروب من إسرائيل بشكل غير مسبوق، علمًا بأن كبار المستثمرين بدأوا في اتخاذ خطوات فعلية لنقل أعمالهم خارج إسرائيل بسبب تأثير "التعديلات القضائية" على الاقتصاد الإسرائيلي.

وكانت مجلة "ريسبونسبل ستيتكرافت" قد أكدت أن قطع المساعدات الأمريكية عن إسرائيل لن يعالج الأزمات".