في مواجهة ضربات ناجحة لكييف باستخدام المُسيّرات حققت بعض التقدم لأوكرانيا ضد روسيا، تعتزم موسكو إدراج برامج تدريبية لتشغيل الطائرات دون طيار، ضمن مناهج المدارس المهنية الروسية قريبًا، وسط مزاعم لم تنفها لتوطين صناعة المسيّرات على أراضيها.
برامج تعليمية
أعلنت وزارة التعليم الروسية، اليوم الخميس، عزمها إدراج تدريب مشغلي أنظمة الطائرات دون طيار، ضمن مناهج المدارس المهنية في البلاد، وفقًا لوكالة الأنباء الروسية الحكومية "تاس".
وقال سيرجي كرافتسوف، وزير التعليم، في تصريحات أدلى بها خلال كلمة ألقاها في موسكو، إنه سيتم تقديم تعليمات في مؤسسات التعليم المهني الثانوي ومراكز التعلم الأخرى لتعليم مشغلي "أنظمة الطائرات دون طيار التي يبلغ وزن إقلاعها الأقصى 30 كجم وأقل". بحسب "تاس".
ولم يذكر "كرافتسوف" جدولًا زمنيًا لموعد تنفيذ تلك البرامج التدريبية.
منشأة تصنيع في موسكو
حذر مسؤولو المخابرات الأمريكية، في وقت سابق الشهر الماضي، من أن روسيا تعمل في الوقت الحالي، على بناء منشأة لتصنيع الطائرات دون طيار داخل البلاد بمساعدة إيران.
وفي تقدير محللون من وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية بإحاطة صحفية، في وقت سابق، تعتزم روسيا من خلال إنتاج هذه المنشأة أن تزيد مخزونها من الطائرات دون طيار "بعدد أكبر"، مما تمكنت من شرائه من إيران.
وأكدوا أن إيران بدأت بالفعل في نقل مخططات ومكونات الطائرات المسيّرة إلى روسيا، للمساعدة في توسع كبير للشراكة العسكرية بين البلدين.
وحذر المحللون من أنه بمجرد اكتمال المنشأة في وقت تم تقديره على الأرجح بحلول أوائل العام المقبل، فإن الطائرات المسيّرة الجديدة قد يكون لها تأثير كبير على الصراع الدائر في أوكرانيا.
ونشرت الولايات المتحدة، أبريل الماضي، صورة التقطت عبر الأقمار الصناعية لموقع داخل منطقة ألابوجا الاقتصادية الخاصة الروسية على بعد 600 ميل شرق موسكو، قالت إن روسيا تخطط لإنشاء مصنع المسيّرات.
400 مسيّرة إيرانية الصنع
ويعتقد محللو وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية، أن طهران زودت موسكو بأكثر من 400 طائرة شاهد 136 وطائرة مهاجر 6-، هو مخزون استنفذته الأخيرة بالكامل تقريبًا، على حد قولهم، وفق ما نقلت شبكة "cnn" الأمريكية.
ولطالما اتهمت الولايات المتحدة، روسيا، باستخدام طائرات مسيّرة إيرانية الصنع، لمهاجمة البنية التحتية الأوكرانية، لا سيما محطات الطاقة والكهرباء. بالمقابل طالبت موسكو واشنطن بتقديم أدلة تثبت مزاعم حصولها على أسلحة من إيران.
وأقرت طهران، في وقت سابق نوفمبر العام الماضي، بتسليم موسكو "عددًا صغيرًا" من المُسيّرات، مؤكدة أن ذلك كان "قبل حرب أوكرانيا".
جيش أوكرانيا المسيّر
بالمقابل، كثفت أوكرانيا بشكل كبير، الشهور الماضية، من إنتاجها لـ"جيش" من الطائرات المسيّرة، بحسب إعلانها، وحافظت على هجمات باتت تشنها بشكل شبه يومي، لا سيما صوب المقاطعة الحدودية بيلجورود وشبه جزيرة القرم والعاصمة موسكو.
وخففت حكومة كييف من قيود تفرضها قوانين الاستيراد، وألغت الضرائب على قطع غيار الطائرات دون طيار ومعداتها.
وتطور كييف نموذجًا أوليًا لطائرة "كاميكازي" السرية دون طيار، ولا تخفي طبيعتها المميتة المصممة لتحطيم أهداف عسكرية.
وعلى صعيد إحراز الأهداف المسيّرة في الحرب، نجحت كييف في تسديد العديد من الهجمات في العاصمة الروسية، واعتبر إحداها محاولة لاغتيال الرئيس فلاديمير بوتين، نفته كييف، بينما تسبب آخر في إغلاق جزئي لأحد مطارات موسكو الرئيسية، وأحدث هجوم ثالث أضرار قرب مقر وزارة الدفاع الروسية.
كما شهدت البلدات الروسية المتاخمة لأوكرانيا أخيرًا زيادة في الهجمات عبر الحدود، وأصيب شخصان في قصف في بيلجورود أول أمس.
أحدث هجوم
وفي أحدث هجوم مسيّر أوكراني، لكن لم يبلغ هدفه، اليوم الخميس، في بيلجورود، حيث أسقطت الدفاعات الجوية الروسية طائرة مسيّرة أوكرانية فوق المنطقة الواقعة جنوب غرب البلاد. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار، وفق بيان لوزارة الدفاع الروسية.