بات التعرف على عدد كبير من الضحايا الذين سقطوا، نتيجة لحرائق الغابات التي اندلعت في هاومي الأمريكية، الأسبوع الماضي، عملية معقدة إثر الضرر البالغ الذي تعرضت له الجثث، وتسبب في محو ملامحهم وصعوبة التعرف على هويتهم.
في محاولات للتعرف على جثامين ضحايا الكارثة، التي تعد الأشد فتكًا في الولايات المتحدة الأمريكية منذ أكثر من قرن، يتوجه خبير طب شرعي إلى "ماوي" إحدى جزر ولاية هاواي، التي شهدت مقتل العشرات، فضلًا عن تدمير مدينة "لاهاينا" التاريخية.
ويتجه الدكتور روبرت مان، عالم الأنثروبولوجيا، والطب الشرعي، إلى "ماوي" لتحديد هوية ما لا يقل عن 110 ضحايا حتى الآن، بسبب الحرائق الهائلة، ومن المقرر أن يصل "مان" إلى "لاهاينا" في وقت لاحق من اليوم، للمساعدة في جهود التعرف على هوية الضحايا، وعمل على تحديد هوية الضحايا في القضايا الكبرى، التي شملت قتلى حرب فيتنام وضحايا أحداث 11 سبتمبر، بحسب "ديلي ميل البريطانية".
عملية طويلة قد تستغرق سنوات
صرّح خبير الطب الشرعي بأن عمله يتكون من 3 خطوات، يبدأ بالبحث عن المفقودين ومحاولة ترميم واستعادة ملامح وأجزاء جثامين الضحايا، ثم تبدأ المرحلة الأخيرة، وهي محاولة تحديد الهوية، وعن المدة التي قد تستغرقها تلك العملية، قال "مان": "من خلال واقع عملي وما رأيته على مدار الأربعين عامًا الماضية، قد يستغرق ذلك أيامًا إذا كان الحظ حليفنا، أو قد تستغرق أسابيع أو تمتد لشهور أو تستمر لبضع سنوات"، بحسب الصحيفة البريطانية.
وأضاف "مان" "نتيجة للحروق الشديدة تتعقد عملية تحديد الهوية، إلا أنه لا يزال هناك أمل، وأناشد ذوي الضحايا ألا يفقدون الثقة في هذه العملية"، مشيرًا إلى أنهم بحاجة إلى معرفة أن ذلك قد يستغرق وقتًا طويلًا".
عدد الضحايا
وكان قائد شرطة "ماوي" جون بيليتيير، صرّح بأنه تم تفتيش نحو ثلث مدينة "لاهاينا" التي دمرت جراء الحرائق، فيما قال حاكم هاواي جوش جرين، إنه يتوقع العثور على عدد من 8 إلى 10 جثث على الأقل يوميًا، خلال الأسبوع المقبل.
كلاب مُدربة
تساعد الكلاب المُدربة التي تم جلبها من كاليفورنيا وواشنطن في البحث عن الجثث، وطُلب من أقارب 1300 مفقود تقديم عينات من الحمض النووي، للمساعدة في عملية تحديد هويتهم وتسليمهم.
3 آلاف حيوان مفقود
لم يقتصر الضرر الناجم عن الحرائق المستعرة منذ عدة أيام في ولاية هاواي على البشر فقط، بل تسبب في مقتل المئات من الحيوانات، إضافة إلى إعلان وجود نحو 3 آلاف حيوان في عداد المفقودين، حسبما صرّحت جمعية "ماوي" الإنسانية، التي تعمل على مداواة الحيوانات التي تضررت من جراء الكارثة، وفقًا لـ"أسوشيتد برس".