الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"عين العرب" تدفع فاتورة صراع أنقرة والأكراد.. غارات انتقامية بعد انفجار إسطنبول

  • مشاركة :
post-title
غارات تركية على عين العرب

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

تتعرض مدينة "عين العرب" السورية أو"كوبانى" بالكردية، لغارات انتقامية تركية، على خلفية الهجوم الذي استهدف شارع الاستقلال بإسطنبول الأسبوع الماضي، وخلف 6 قتلى و81 مصابًا.

وشنّت أنقرة ضربات جوية على المدينة الواقعة بمحافظة حلب شمالي سوريا على الحدود التركية، وذلك وفق ما أعلنته قوات سوريا الديمقراطية" قسد" أمس السبت.

وأوضح فرهاد شامي، المتحدث باسم القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، أن "كوباني" المدينة التي هزمت تنظيم داعش، تتعرض لقصف من جانب الطائرات التركية.

وتأتي الغارات التركية بعد أيام من اتهام أنقرة حزب العمال الكردستاني، بالوقوف خلف تفجير عبوة ناسفة في إسطنبول، بناءً على ما اعتبرته أوامر صدرت من كوباني، ولوحت أنقرة بإمكانية شن عملية عسكرية جديدة ضد قوات سوريا الديمقراطية ومقاتلي حزب العمال الكردستانى.

تحركات تركية

أكدت الولايات المتحدة الأمريكية صحة التحركات التركية، محذرة مواطنيها من الاقتراب من الحدود أو التجمعات الكبيرة، وفى وقت سابق أمس السبت، ذكرت القنصلية الأمريكية العامة في أربيل بالعراق، في بيان لها على موقعها الرسمي، وجود تقارير موثوقة عن قرب قيام عمل عسكري تركي محتمل شمال سوريا والعراق خلال الأيام المقبلة. ونصحت مواطني بلدها الموجودين بالمنطقة بالابتعاد واتخاذ الحذر.

وكذلك، دعت السلطة التي يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا، سكان المنطقة، في وقت سابق يوم السبت، إلى الاتحاد في مواجهة أي هجوم محتمل من جانب تركيا، محذرة من أن مثل هذا الهجوم من شأنه أن يؤدي إلى حرب طويلة الأمد.

وألقت السلطات التركية باللوم في هجوم إسطنبول على حزب العمال الكردستاني "المحظور"، وكذلك الجماعات الكردية السورية التابعة له. ونفت الجماعات الكردية المسلحة أي دور لها في الهجوم. وقالت الإدارة الكردية، في الوقت الذي نفت فيه جميع مؤسساتها أي صلة لها بهذه الجريمة، إن النظام التركي يصر على افتراءاته وأكاذيبه، مضيفة أن التهديدات تأتي قبل انتخابات العام المقبل فى تركيا.

العمال الكردستاني

يخوض حزب العمال الكردستاني تمردًا مسلحًا في تركيا منذ عام 1984. وأودى الصراع بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص منذ ذلك الحين. وينتمي عدد كبير من سكان "عين العرب" إلى الحزب الكردى، وشارك عدد من أبنائها في المعارك التي خاضها الحزب في تركيا.

في يناير 2014، أقام الأكراد نظام "إدارة ذاتية" للمدينة، التي تعرضت لهجوم من تنظيم داعش في يوليو 2014، وفرض عليها حصارًا، حتى تصدت لهم قوات حماية الشعب الكردية، وقامت مقاتلات التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة، في 27 سبتمبر 2014، بقصف عناصر التنظيم الإرهابى. وفي 29 يناير 2015، أعلنت وحدات حماية الشعب تحرير المدينة من داعش.

وكانت أنقرة شنّت 3 عمليات عسكرية كبرى عبر الحدود في سوريا منذ عام 2016، وتسيطر بالفعل على بعض الأراضي في الشمال. ومع أن تركيا وواشنطن تعتبران حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، إلا أن البلدين يختلفان حول وضع الجماعات الكردية السورية التي تحالفت مع الولايات المتحدة في القتال ضد داعش في سوريا.

فالولايات المتحدة تعد داعمًا قويًا للمقاتلين الأكراد في شمال سوريا، الذين لعبوا دورًا رئيسيًا في المعركة ضد تنظيم داعش الإرهابي على مدى السنوات الماضية. وتنتشر المئات من عناصر القوات الأمريكية في شرق سوريا.