تُعتبر جزيرة ماوي واحدة من الجواهر السياحية في قلب جزر هاواي الأمريكية، حيث تجتذب السياح من مختلف أنحاء العالم بجمالها الطبيعي الساحر وثقافتها المتنوعة، إلا أنها أخيرًا واجهت اختبارًا قاسيًا ومأساويًا على حدٍ سواء، بعدما اجتاحت حرائق غابات هائلة مناطقها وخلّفت وراءها دمارًا هائلًا، ثم بدأت مشاكل جديدة تتكشف في أعقاب هذه الكارثة الطبيعية.
وبينما تعبأ سكان "ماوي" لمواجهة تداعيات الحرائق الكارثية، ازدادت معدلات الجريمة تدريجيًا، مُهددةً بالإضافة إلى الأضرار المادية أمن واستقرار الجزيرة.
عمليات نهب وسرقة
بعد أن تعرضت جزيرة ماوي لمأساة حرائق الغابات التي ألمت بها، لم تنته الصعوبات بالنسبة لسكان هذه الجوهرة الواقعة في قلب جزر هاواي، وتعد ثاني أكبر الجزر، زيارة من قبل السياح، وثالث أكبر جزيرة من حيث عدد السكان بين الجزر التي تشكل هاواي، وأفادت تقارير إخبارية محلية بزيادة ملحوظة في معدلات الجريمة في أعقاب هذه الكارثة الطبيعية، حيث أبلغ أخيرًا سكان ماوي عن تعرضهم لمستويات مُتزايدة من الجريمة.
ووفقًا لصحيفة "إندبندنت" البريطانية، قال بعض السكان إنهم تعرضوا للنهب والسرقة تحت تهديد السلاح، في حين وجه السكان بعض اللوم إلى القيادة المتساهلة والإطلاق البطيء للإمدادات الأساسية في جميع أنحاء الجزيرة، مما دفع البعض إلى تولي زمام الأمور بأيديهم.
4500 منزل بدون كهرباء
منذ الأربعاء الماضي، شقت حرائق الغابات التي كانت تنتشر في جميع أنحاء الجزر، طريقها إلى ماوي وانتشرت بسرعة، مما تسبب في مستويات تاريخية من الأضرار والدمار، وحتى اليوم الثلاثاء، لقى ما يقرب من 100 شخص حتفهم، ويعتقد أن نحو 1000 شخص في عداد المفقودين، كما تأثرت البنية التحتية بشكل كبير، إذ دمرت الحرائق نحو 2200 مبنى و4500 منزل بدون كهرباء، فيما تعرضت بلدة لاهاينا التاريخية "عاصمة هاواي في أوائل القرن التاسع عشر إلى منتصفه" لأضرار بالغة بشكل خاص، إذ التهمت النيران معظم البلدة، فيما قال حاكم هاواي جوش جرين في بيانٍ، إن حرائق الغابات ستنتهي بالتأكيد إلى أسوأ كارثة طبيعية في تاريخ الولاية.
سرقة بسبب نقص إمدادات الطعام والملابس
وذكر مراسلو شبكة "إي بي سي نيوز"، أن بعض الأشخاص في غرب جزيرة ماوي، قالوا إنهم "تعرضوا للسرقة بسبب نقص إمدادات الطعام والملابس"، وألقوا باللوم على "نقص الموارد" في المنطقة، فيما قال أحد سكان ولاية أوريجون إن أحد أفراد الأسرة قد سافر إلى الجزيرة "للتبرع بالمياه والطعام والأدوات المنزلية والملابس"، ولكنه زعم أنهم تعرضوا للسرقة بمجرد وصولهم.
وفي مؤتمر صحفي، قال قائد شرطة ماوي جون بيليتيير، إن مسؤولي إنفاذ القانون على دراية بالقضايا التي تتم مناقشتها ويعملون لمعالجتها مع الضباط في دورية في المناطق المتضررة، مضيفًا: "لدينا ضباط يستجيبون للمكان الذي يُمكن أن تكون فيه مكالمة الاستغاثة".