في أعقاب جولتين من المشاورات بين شريف شهباز رئيس وزراء باكستان المنتهية ولايته، ورجاء رياض زعيم المعارضة في البرلمان، وعدة أيام من التكهنات حول الخيار المحتمل للمنصب، وقع الاختيار على "أنوار الحق كاكار" ليكون رئيس وزراء مؤقت للبلاد ليقود مرحلة سياسية مهمة مرتقبة يقع خلالها على عاتقه إلى جانب تسيير الأمور، مسؤولية مراقبة نزاهة انتخاب حكومة جديدة في باكستان. لكن الإعلان صاحبه تحفاظات عدة أبرزها قوة منافسيه.
والأربعاء الماضي، حلَّ رئيس باكستان عارف علاوي، البرلمان الوطني، تمهيدًا لانتخابات عامة، ومن المنتظر أن يقود كاكار حكومة مؤقتة لحين إجراء الانتخابات العامة والمحلية المقبلة المقررة في نوفمبر المقبل، وسط ترجيحات مسؤوليين بإنها قد تؤجل حتى العام المقبل.
ومن المرجح أن يؤدي كاكار اليمين الدستورية غدًا الاثنين.
وبينما أظهرت ردود فعل إيجابية أولية على ترشيح كاكار المفاجئ، كيف كان مقبولاً لدى معظم الأحزاب السياسية ، لا سيما تلك الموجودة في الائتلاف الحاكم برئاسة رئيس الوزراء شهباز، إلا أن بعد فترة وجيزة توالت التحفظات على تعيين كاكار.
اختيار غير متوقع
اختيار كاكار كان غير متوقع، وهو سيناتور غير معروف من حزب بلوشستان عوامي، بالنظر إلى المرشحين الأقوى إلى حد كبير الذين كانوا يتنافسون على هذا المنصب، وفق رصد صحيفة "دون" الباكستانية.
ووسط انتقادات وتحفظات عزى زعيم المعارضة اختياره، ورئيس الوزراء المنتهية ولايته، إلى رغبة متفق عليها في أن يكون رئيس الحكومة المؤقت شخص"غير مثير للجدل".
وقال رياض بعد الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع شهباز: "لقد قررنا في وقت سابق أن رئيس الوزراء المؤقت يجب أن يكون شخصًا من مقاطعة أصغر وشخصية غير مثيرة للجدل". أضاف "كان هدفنا إزالة الشعور بالحرمان في المقاطعات الصغيرة.".
من هو كاكار؟
هو سياسي باكستاني، وعضو مجلس شيوخ عن ولاية بلوشستان، الأقل كثافة سكانية في البلاد، وتم انتخابه عام 2018 كمرشح مستقل عن المقعد العام من بلوشستان، وهو من مؤسسي حزب بلوشستان عوامي، وأصبح متحدثًا باسم حكومة إقليم بلوشستان بين عام 2015 و2017.
خيارات أفضل
وبعد فترة وجيزة من الإعلان عن اختيار كاكار ، قال زعيم حزب الشعب الباكستاني سيد خورشيد شاه ، إن حزبه - الذي كان حليفًا مهمًا في الائتلاف الحاكم بقيادة شهباز - اقترح ثلاثة أسماء وكانت خيارات أفضل.
وقبل أيام من المداولات، بين رياض وشهباز، برز اسم جليل عباس جيلاني، وزير الخارجية السابق، وسفير البلاد السابق لدى الولايات المتحدة، على رأس قائمة من ثلاثة مرشحين يتقاسمها حزب الشعب الباكستاني خلال مشاوراته مع "شهباز"، ووصفه مراقبون أنه المنافس الأقوى المناسب للمنصب وللمرحلة الانتقالية.
وأكد زعيم حزب الشعب الباكستاني فيصل كريم كوندي، في تصريحات صحفية سابقة، أن حزبه قدم اسم "جيلاني" للمنصب، وقال إنه على الرغم من رغبة الحزب بتعيين سياسي في منصب رئيس الوزراء المؤقت، إلا أن الحزب يأمل في تعيين "رجل قوي" على رأس المجموعة المؤقتة لضمان انتخابات شفافة، بحسب ما نقلت صحيفة "داون" الباكستانية.
وفي وقت سابق، رجّح مراقبون سياسيون أن وزير المالية السابق الدكتور حفيظ شيخ هو أفضل رهان.
ورصدت تقارير إعلامية محلية العديد من المرشحين الذين يتنافسون على المركز المطلوب، وهم وزير المالية إسحاق دار، ورئيس الوزراء السابق شهيد خاقان عباسي، والسكرتير الرئيسي السابق فؤاد حسن فواد، ورئيس القضاة السابق تصدوق جيلاني.
سياسي خفيف
وبينما بدا أن مسافة واحدة يحافظ عليها كاكار مع معظم الأحزاب السياسية، جعلته مقبولًا لديها، لم تكف ليشغل منصبًا بهذا الحجم، ولو مؤقت، دفعت أغلب الانتقادات باعتباره سياسيًا "خفيف الوزن".
قال مراقبون سياسيون، لوكالة فرانس برس، إن كاكار ينظر اليه باعتباره سياسيًا خفيف الوزن في السياسة الباكستانية، وقد يجد صعوبة في التعامل مع المشكلات التي سيواجهها في مهمته المحدودة دون دعم نشط من المؤسسة العسكرية.
رغم ذلك، ينظر إلى قرب مزعوم يحظى به كاكار من المؤسسة العسكرية باعتباره أحد أسباب التحفظ على اختياره.
ويأتي ذلك بينما تواجه باكستان أزمة سياسية كبيرة وسط إبعاد السياسي الأكثر شعبية في البلاد، عمران خان، الذي يقوم حاليًا، بتنفيذ عقوبة السجن لمدة ثلاثة أعوام لإدانته بالفساد، بعد أن سبق وأقصي من منصب رئيس الوزراء، في أبريل 2021 بموجب تصويت لحجب الثقة.