الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الحكومة البريطانية في مأزق.. لاجئو المانش بين مواجهة المجهول وبكتيريا الليجيونيلا

  • مشاركة :
post-title
إجراءات إنقاذ مجموعة من اللاجئين في جنوب إنجلترا - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تشهد بريطانيا أزمة حقيقية في ملف الهجرة غير الشرعية، بعد ما بات عبور المهاجرين للقناة الإنجليزية عبر ما يُعرف بـ"قوارب الموت" ظاهرة مستفحلة تؤرق السلطات والرأي العام، وسط تداعيات إنسانية وأمنية خطيرة.

ورغم إعلان الحكومة البريطانية ما أسمته "أسبوع القوارب الصغيرة" للحد من تدفق المهاجرين، إلا أن هذا الأسبوع شهد سلسلة من الفضائح والأخطاء، آخرها كان اكتشاف بكتيريا الليجيونيلا القاتلة على متن سفينة لإيواء اللاجئين في ميناء بورتلاند، ما اضطر السلطات لإخلاء السفينة على عجل.

وأثار الحادث موجة غضب واسعة، وسط اتهامات للحكومة بالإهمال وعدم الكفاءة في التعامل مع ملف اللجوء بشكل إنساني، في واقعة جديدة تضاف إلى سلسلة إخفاقات الحكومة في ملف اللاجئين والهجرة.

بكتيريا الليجيونيلا على سفينة اللاجئين

أجلت السلطات البريطانية جميع طالبي اللجوء الـ39 الموجودين على متن سفينة بيبي ستوكهولم الموجودة في ميناء بورتلاند بمقاطعة دورست البريطانية، بعد اكتشاف وجود بكتيريا الليجيونيلا التي يمكن أن تسبب أمراضًا خطيرة في نظام المياه على متن السفينة.

كانت السلطات نقلت المجموعة الأولى من طالبي اللجوء إلى السفينة الاثنين الماضي، لكن تبين وجود آثار من بكتيريا الليجيونيلا، ما أدى إلى إجراء فحوصات إضافية الأربعاء الماضي وإجلاء الجميع من السفينة أمس الجمعة.

تواطؤ حكومي

وذكرت مصادر حكومية أن المقاولين كانوا على علم بوجود البكتيريا منذ يوم الاثنين عندما بدأ نقل طالبي اللجوء، لكنهم لم يبلغوا الوزارة إلا يوم الأربعاء، بحسب ما أوضحته صحيفة "التليجراف" البريطانية.

وقال وزير الهجرة إنه على الرغم من عدم إصابة أحد بالمرض حتى الآن، إلا أن ما حدث يعد "فضيحة"، مشيرًا إلى أن الحكومة فشلت في إجراء الفحوصات الأساسية قبل نقل الأشخاص إلى السفينة، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.

من جهتها، قالت عمدة بورتلاند إنها "مصدومة" من عدم قيام الحكومة بإجراء فحص بسيط تقوم به البلديات يوميًا.

وأكدت مصادر في وزارة الهجرة لصحيفة "الجارديان" نقل 6 أشخاص آخرين إلى السفينة أمس الخميس رغم علمها بوجود البكتيريا، ولكن تم إخلاؤهم أخيًرامع باقي المجموعة بناءً على نصيحة وكالة الأمن الصحي.

أسبوع "القوارب الصغيرة"

ويأتي ذلك في نهاية أسبوع رئيس الوزراء "للقوارب الصغيرة" الذي كان من المفترض أن يعلن خلاله سياسات جديدة للحد من لجوء المهاجرين إلى بريطانيا عبر البحر، لكن الأسبوع شهد سلسلة من الفضائح والأخطاء.

وعلقت منظمات حقوقية على الحادث بأنه يكشف انعدام الكفاءة والإهمال المتعمد من جانب الحكومة تجاه نظام اللجوء، مؤكدة أن السياسات العقابية تجاه اللاجئين ليست فقط قاسية بل خطيرة أيضًا.

ضغوط على الداخلية

ومن المتوقع أن تواجه وازرة الداخلية البريطانية ضغوطًا للتخلي عن خطط إيواء طالبي اللجوء على متن السفن، في ظل انتقادات واسعة لفشل الحكومة في إدارة الملف بكفاءة وإنسانية.

وفي سياق متصل، أثار نائب رئيس حزب المحافظين جدلًا واسعًا بتصريحاته بأن على طالبي اللجوء "العودة لفرنسا"، قبل أن يعترف لاحقًا بأن الحكومة فشلت في التصدي للهجرة غير الشرعية.

كما تحطمت طائرة مراقبة تابعة لوزارة الداخلية في البحر، في حادث آخر يضاف لسلسلة الأخطاء التي واكبت ما أطلقت عليه الحكومة "أسبوع القوارب الصغيرة".

وفي المقابل، سجل أمس الخميس أكبر عدد يومي لعبور المهاجرين غير الشرعيين للقناة الإنجليزية إذ بلغ 755 شخصًا في اليوم الواحد، فيما بلغت حصيلة المهاجرين للمملكة من خلال بحر المانش بهذا الرقم 100 ألف لاجئ منذ عام 2018.

وبالرغم من تراجع الحكومة عن خططها بشأن اللجوء، إلا أنها مصممة على المضي قدمًا في سياسات رادعة تجاه طالبي اللجوء، وسط انتقادات لاذعة لإدارتها "غير الكفؤ وغير الإنسانية" لهذا الملف.