وسط جو مشحون بين بكين وواشنطن، وتوترات تغذيها أزمة تايوان والخلافات بشأن التكنولوجيا والتجارة، ومطالبات بكين بجزيرة تايوان ذاتية الحكم، فضلًا عن جائحة "كوفيد-19"، بالإضافة إلى قضايا أخرى تُطال هونج كونج في مجال حقوق الإنسان، هناك أجواء تهدئة تلوح في أفق العلاقات الأمريكية-الصينية.
من المقرر أن يلتقي كل من وي فنجي وزير الدفاع الصيني، نظيره الأمريكي لويد أوستن، الأسبوع المقبل، على هامش الاجتماع الموسع لوزراء أمن جنوب شرق آسيا في كمبوديا، وسط تكهنات باجتماعهما وجهًا لوجه، حسبما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس".
وفي وقت سابق من اليوم السبت، تحدثت كامالا هاريس، نائبة جو بايدن، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، لفترة وجيزة مع شي جين بينج، الزعيم الصيني، في محاولة أخرى لإبقاء خطوط الاتصال مفتوحة بين أكبر اقتصادين، وذلك في أثناء توجههما إلى اجتماع مغلق لقمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أوبيك) في بانكوك.
تحديات دولية مشتركة
وتأتي المحادثة بين قادة الصين والولايات المتحدة، بعد لقاء جو بايدن، نظيره الصيني شي جين بينج، للمرة الأولى بعد أن أصبح رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، خلال مؤتمر قمة العشرين، في بالي الإندونيسية، لبحث التحديات الدولية المشتركة، من بينها الحرب الروسية الأوكرانية، وأزمة تايوان والصين، وملفات أخرى ذات اهتمام مشترك.
يذكر أن العلاقات الأمريكية الصينية شهدت في الفترة الأخيرة توترًا على جميع الأصعدة، في أعقاب زيارة نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي، على رأس فود بارز لجزيرة تايوان ذاتية الحكم، وسط تحذيرات صينية من رد فعل صارم حال إصرارها على الزيارة، وتعد زيارة بيلوسي بمثابة اعتراف باستقلال تايوان التي تعتبرها بكين جزءًا منها.
وعلى هامش المؤتمر الاقتصادي المنعقد على هامش قمة أوبيك، قالت هاريس، أمس الجمعة: "إن واشنطن قوة فخرية في المحيط الهادئ، ولديها مصلحة حيوية في تعزيز منطقة منفتحة ومترابطة ومزدهرة وآمنة ومرنة"، مشددة على أن الولايات المتحدة شريك اقتصادي موثوق به.
تحركات استفزازية
وبعد تلقي أنباء عن إطلاق كوريا الشمالية صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات، بالقرب من المياه اليابانية، عقدت "هاريس" اجتماعًا طارئًا مع زعماء اليابان وكوريا الجنوبية ونيوزلندا وأستراليا، لمناقشة التجربة الصاروخية التي أجرتها بيونج يانج، التي وصفتها بأنها انتهاك صارخ للعديد من قرارات مجلس الأمن الدولي.
وكان كيم يونج أون، الزعيم الكوري الشمالي، أعلن في ساعة مبكرة من اليوم السبت، اختبار صاروخ باليستي عابر للقارات تم تطويره حديثًا، كما أكد احتواء بيونج يانج على سلاح آخر موثوق به وذي قدرة عالية على احتواء التهديدات الخارجية، محذرًا الولايات المتحدة وشركاءها من أي تحركات استفزازية محتملة قد تؤدي إلى "تدمير أنفسهم"، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية.
وكانت عملية إطلاق الصاروخ التي حدثت أمس الجمعة، جزءًا من تجارب صاروخية مستمرة تجريها كوريا الشمالية، ويُنظر إليها بأنها محاولة لتوسيع ترسانتها العسكرية وتعزيز نفوذها في الدبلوماسية المستقبلية.
وفي هذا الصدد، أوضح بعض الخبراء الأجانب أن صاروخ "هواسونج –17" التي أطلقته بيانج يونج لا يزال قيد التطوير، لكنه أطول سلاح باليستي بعيد المدى في كوريا الشمالية وهو مصمم لحمل رؤوس حربية نووية متعددة، بهدف هزيمة أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية، ولديه القدرة على استهداف أي نقطة داخل الولايات المتحدة.