الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الولايات المتحدة.. خطوات جادة في اتجاه معالجة مشكلات المناخ

  • مشاركة :
post-title
صورة أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

أيام تفصلنا عن انطلاق مؤتمر اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP 27 في الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر، بمدينة شرم الشيخ، بمشاركة عديد من قادة دول العالم من أجل تجديد التزام بلادهم بتطبيق الإجراءات التي من شأنها أن تريح أذهان المليارات حول الكوكب الأزرق.

بايدن في COP 27

أعلن البيت الأبيض، يوم الجمعة، مشاركة جو بايدن، الرئيس الأمريكي، في فعاليات COP 27 ليؤكد ما وصلت إليه الولايات المتحدة في المسار الصحيح للوفاء بالتزاماتها المناخية نحو الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية، بحسب ما أشار في أحد خطاباته.

بداية لعقد من الطموح

أشار الرئيس الأمريكي، في منتدى الاقتصادات الكبرى حول الطاقة والمناخ في يونيو الماضي، إلى أن مؤتمر COP 26 الذي عقد بمدينة جلاسكو بإسكتلندا عام 2021، مجرد بداية لعقد من الطموح والعمل والابتكار، مؤكدًا تطلعاته نحو COP 27 لتحقيق الأهداف الحالية، وبذل جهود إضافية لتعزيز التقدم في مسألة المناخ.

تحركات جادة

اتخذت الولايات المتحدة عديدًا من الخطوات الثابتة والجادة في اتجاه معالجة مشكلات المناخ، إذ أصدرت إدارة جو بايدن أكبر تشريع مناخي في تاريخ الولايات المتحدة في أغسطس الماضي، بعد أن أعلن دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق، الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ عام 2017.

يُمهد التشريع المناخي الصادر عن إدارة بايدن إلى خفض انبعاثات الكربون في الولايات المتحدة بنسبة 40٪ بحلول عام 2030، والوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.

ويهدف القانون في الولايات المتحدة إلى تحقيق خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى النصف، نحو 1 جيجا طن متري سنويًا، بحلول عام 2030 والوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، من خلال استثمار 375 مليار دولار، لمساعدة القطاع الخاص الأمريكي على تركيب 950 مليون لوحة شمسية، و120 ألف توربين رياح، و2300 محطة بطاريات على نطاق شبكة الطاقة.

يُشمل التشريع أيضًا على إجراءات طموحة لتسريع نشر المركبات عديمة الانبعاثات، ودعم إزالة الكربون من المباني والصناعة، ومعالجة انبعاثات الميثان الذي يُعد أحد أقوى الغازات الدفيئة.

ووصف بايدن والمشرعون الديمقراطيون، القانون الجديد بأنه إنجاز بارز يؤدي إلى انتخابات التجديد النصفي، وأنفقت الجماعات البيئية الملايين لتعزيز هذا الإجراء.

مع كل تلك الإجراءات التي باشرت باتخاذها إدارة بايدن، أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز Associated Press-NORC لأبحاث الشؤون العامة، أن الحكومة الفيدرالية لا تفعل ما يكفي لمكافحة تغير المناخ، إذ قال 49 في المئة من الأمريكيين: "إن التشريع الرئاسي لن يُحدث فرقًا كبيرًا في تغير المناخ"، ويقول 33 في المئة إنه سيساعد، ويعتقد 14 في المئة أنه سيلحق مزيدًا من الضرر بالمناخ.

تعديل كيجالي

تحرك مجلس الشيوخ الأمريكي مؤخرًا للتصديق على تعديل كيجالي لبروتوكول مونتريال بشأن المواد التي تستنفد طبقة الأوزون، إذ يدعو التعديل إلى خفض استهلاك وإنتاج مركبات الكربون.

وأشار أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، إلى أن تنفيذ التعديل في جميع أنحاء العالم سيمنع ما يصل إلى نصف درجة مئوية من الاحتباس الحراري بحلول نهاية القرن.

ويدعم التصديق على تعديل كيجالي 33 ألف وظيفة تصنيع جديدة في الولايات المتحدة، ويولد 12.5 مليار دولار في استثمارات جديدة في الاقتصاد الأمريكي على مدى العقد المقبل، بحسب ما أشار الرئيس بايدن في سبتمبر الماضي، معلنًا إقدام المصنعين الأمريكيين على إنشاء بدائل لمركبات الكربون الهيدروفلورية الخضراء.

خطة طوارئ الرئاسة الأمريكية

بالإضافة إلى تعديل كيجالي والتشريع المناخي، واصل بايدن العمل مع الكونجرس الأمريكي بشأن خطة الطوارئ الرئاسية الخاصة بالتكيف والمرونة التي أعلن عنها في مؤتمر COP 26.

وتعمل خطة الطوارئ الرئاسية على الاستعداد لمساعدة أكثر من نصف مليار شخص في البلدان النامية على التكيف مع تأثير تغير المناخ بحلول عام 2030، ويتم تنسيقه بشكل مشترك من وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.

تعمل وزارة الخارجية مع الشركاء لوضع الإنذار المبكر والمعلومات المناخية في أيدي الناس لجعل مجتمعاتهم أكثر مرونةً مع التركيز على قارة إفريقيا، وتساعد وزارة الخارجية البلدان والمجتمعات على "حماية المناخ" من بنيتها التحتية وأنظمتها المائية والصحية والغذائية.

خفض الميثان

أطلقت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في COP 26، التعهد العالمي بشأن الميثان لخفض مستويات 2020 من انبعاثات الميثان البشرية المنشأ بنسبة 30٪ على الأقل بحلول عام 2030.

وتقود الولايات المتحدة أيضًا الجهود لتقليل انبعاثات الميثان، الذي يُعد إحدى الغازات الدفيئة الأشد تأثيرًا 80 مرة أقوى من ثاني أكسيد الكربون على المناخ، إذ أشارت الخارجية الأمريكية إلى أن هذه هي أسرع طريقة لخفض درجات الحرارة العالمية، وهي ضرورية للحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية.