في مساعٍ لوقف تدفق محاولات التسلل غير القانونية من الحدود البيلاروسية إلى بولندا، لاسيما في ظل تواجد مجموعة "فاجنر" العسكرية، تبحث حكومة وارسو، تعزيز أمن حدودها بقوة عسكرية قوامها 1000 جندي إضافي في مواجهة "أزمة مهاجرين مصطنعة" في تقديرها، سبق أن اتخذت إجراءات مماثلة لكبحها، لكن على ما يبدو دون جدوى.
1000 جندي إضافي
ووسط زيادة في رصد محاولات لعبور الحدود على نحو غير قانوني، أخيرًا، تقدم حرس الحدود البولندي بطلب لوزارة الدفاع، اليوم الاثنين، لإرسال ألف جندي آخر لتعزيز الحدود مع بيلاروسيا.
وقبل شهر، نقلت بولندا أكثر من ألف جندي ونحو 200 وحدة من العتاد العسكري إلى شرق البلاد إضافة إلى 500 شرطي، وقالت إن هذا الإجراء استعداد للرد على محاولات زعزعة الاستقرار بالقرب من حدود البلاد، ولتعزيز أمنها.
قال وزير الدفاع البولندي، ماريوس بلاشتشاك، في بيان مقتضب حينها "أكثر من ألف جندي ونحو 200 وحدة من العتاد من اللواءين الميكانيكيين الثاني عشر والسابع عشر بدأوا في التحرك إلى شرق البلاد"، وأضاف "هذا يدل على استعدادنا للرد على محاولات زعزعة الاستقرار بالقرب من حدود بلادنا".
19 ألف محاولة هذا العام
وقال قائد حرس الحدود البولندي، توماش براجا، في تصريح مقتضب، إن 19 ألف شخص هذا العام حاولوا عبور حدود بولندا مع بيلاروسيا بنحو غير قانوني، صعودًا من 16 ألف محاولة تم رصدها خلال العام الماضي، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".
أزمة مصطنعة
وتعتبر بولندا محاولات التسلل إلى حدودها، أزمة مهاجرين مصطنعة، تتهم بيلاروسيا بالضلوع في تنفيذها منذ عام 2021، من خلال نقل أشخاص من الشرق الأوسط وإفريقيا والدفع بهم عبر الحدود.
وفي مجابهة ذلك، بنت بولندا سياجًا مزودًا بحماية إلكترونية على حدودها مع بيلاروسيا، لضبط هذه المحاولات.
وشهدت بولندا، خلال الأسابيع الأخيرة، زيادة في عدد المهاجرين الذي يحاولون عبور حدودها مع روسيا، وقال حرس الحدود في أحدث بياناته، إن أكثر من 200 شخص حاولوا العبور بشكل غير قانوني في ليلة واحدة، وكان منهم مواطنون من المغرب والهند وإثيوبيا.
"فاجنر" تؤجج التوتر
وقبل أسبوع حذرت بولندا، العضوة في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، من اقتراب عناصر "فاجنر" في بيلاروسيا من الحدود، ولم تخف حينها مخاوفها من أن ينتحل هؤلاء صفة مهاجرين لدخول أراضيها.
وقال رئيس الوزراء البولندي، ماتيوش مورافيتسكي، إن نحو 100 عنصر من "فاجنر" توجهوا إلى مقربة من ممر سوفالكي الذي يعد قطعة استراتيجية من أراضي بولندية تقع بين بيلاروسيا وكالينينجراد، وحذر "هؤلاء قد ينتحلون صفة مهاجرين من أجل اجتياز الحدود".
وانتقل مقاتلو فاجنر وفي مقدمتهم رئيس المجموعة، يفجيني بريجوجين إلى بيلاروسيا، منتصف الشهر الماضي، في أعقاب احتواء تمرد قصير الأجل كان قريبًا من موسكو، أنهته وساطة الرئيس ألكسندر لوكاشينكو، الذي عرض، حينها، على مقاتليها "وحدة عسكرية مهجورة" لإقامة معسكر، أملًا أن تستغل مينسك خبرة وتجربة فاجنر القتالية، على حد قوله.