الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

غابة دارين "متاهة اللاجئين".. أخطر طرق الهروب في العالم

  • مشاركة :
post-title
محاولة عبور غابة دارين

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

غابة كالمتاهة، ومتاهة كالغابة، طريق حتمي يختاره كرهًا، آلاف المهاجرين في أمريكا الجنوبية، في "دارين" بين كولومبيا وبنما، رحلة محفوفة بالمخاطر كان من بين أبطالها آلاف الأطفال.

واضطر عشرات الآلاف من الأطفال عبور فجوة "دارين" بصحبة عائلاتهم، كان نصفهم، أقل من خمس سنوات، بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، وفقًا لمجلة "دير شبيجل" الألمانية.

وتعتبر غابة دارين واحدة من أخطر طرق الهروب في العالم، والتي غالبًا ما تنتهي الرحلة بشكل مميت، ومع ذلك فإن المزيد من الناس يسلكون هذا المسار كل عام.

غابة دارين

وفي بداية شهر أغسطس 2023، كان نحو 250.000 لاجئ قد عبروا بالفعل غابة دارين، ويعد هذا العدد أكثر من مجموع العبور في عام 2022 بأكمله، بينهم 50000 طفل وشاب، وهو ما تصفه منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" بالأمر المقلق،

مشهد قاتم وصفه جاري كونيل، مدير اليونيسف في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، الذي زار المنطقة أخيرًا واستمع إلى اللاجئين الناجين، الذين فقدوا كل شيء أثناء الهجرة، على سبيل المثال ممتلكاتهم، ووثائقهم، وأموالهم، لديهم فقط الملابس التي يرتدونها على أجسادهم.

غابة دارين

قال جاري كونيل، إن نصف هؤلاء الأطفال دون سن الخامسة ولديهم احتياجات خاصة، اضطروا لعبور الغابة الأكثر كثافة في العالم، مناشدًا أن تكون الرعاية الصحية الموجهة للأطفال متاحة على طول طرق الهجرة ووضع تدابير وقائية محددة للأطفال.

وفي رحلة مدتها ستة أيام تقريبًا عبر بيئة معادية يضيع فيها الكثيرون، وينهارون في حالة من الإرهاق ويظلون عالقين، إذ يجب عبور الأنهار السريعة، وتخطي الثعابين السامة، بالإضافة إلى العصابات الإجرامية، بما في ذلك مهربي البشر، وعمليات السطو المتكررة، وفي بعض الأحيان كانت هناك زيادة حادة في العنف الجنسي.

غابة دارين

وجاءت الزيادة الأخيرة في الأعداد، على الرغم من موافقة الولايات المتحدة، وكندا، وبنما على إنشاء طرق هروب بديلة أقل خطورة، وتتوقع الأمم المتحدة عبور 400.000 شخص غابة دارين بنهاية هذا العام، والتي تكون عبارة عن منطقة غابة ومستنقعات تقع على الحدود بين أمريكا الوسطى بنما وأمريكا الجنوبية كولومبيا.

وأشارت مجلة "دير شبيجل" الألمانية إلى الحاجة الملحة لتطوير سياسة هجرة أكثر ملاءمة للأطفال وتقديم مساعدات إنسانية أفضل، وإحداث استجابات شاملة وعابرة للحدود ومتعددة الجنسيات؛ لحماية مصالح الأطفال مهما كان سبب تركهم منازلهم، ومهما كان وضعهم القانوني، فإن للأطفال دائمًا الحق في الحماية.