بعد نحو أسبوعين، من تعهد أوروبا، خلال مؤتمر روما، بالبحث عن مخرج قانوني لاستقبال المهاجرين يجنبهم المخاطرة بحياتهم في معابر بحرية محفوفة بالمخاطر، انتشل، اليوم الأحد، خفر السواحل جثمان امرأة ورضيعها غرقى قرب سواحل لابيدوزا الإيطالية، وأنقذ العشرات فيما لا يزال 30 آخرين في عداد المفقوديين وسط طقس سيئ.
30 مفقودين
قال خفر السواحل الإيطالي، اليوم الأحد، إنه انتشل جثتين وأنقذ 57 شخصا قبالة الجزيرة الواقعة جنوبي إيطاليا، بعد غرق زورقي مهاجرين، مشيرًا إلى أن نحو 30 آخرين ما زالوا في عداد المفقودين، وفق تقديرات الناجين.
ونقلت وكالة "أنسا" الإيطالية عن ناجين قولهم إن أحد الزورقين كان يحمل 48 مهاجرًا، فيما كان يحمل الآخر نحو 42 آخرين.
وذكرت المنظمة الدولية للهجرة، اليوم، أن الناجين تحدثوا عن فقدان أثر 28 شخصًا كانوا على متن قارب، بينما تم الابلاغ عن فقدان ثلاثة آخرين من الثاني، بعد غرقهما قبالة سواحل لامبيدوزا في ظل أحوال جويّة عاصفة أمس السبت.
عملية إنقاذ معقدة
ووصف خفر السواحل عملية الإنقاذ جنوبي لامبيدوزا، بأنها "معقدة"، إذ انتشل الناجين على بُعد نحو 23 ميلًا (46 كيلومترًا) جنوب غربي الجزيرة وسط طقس سيئ.
وقال قائد الشرطة في المنطقة إيمانويلي ريتشيفاري إن من سمح للمهاجرين بالإبحار في مثل هذا الطقس السئ "هو مجرم مجنون بلا وازع"، وفق ما نقلته وكالة "رويترز" عن وسائل إعلام محلية.
وأعلنت منظمة "أوبن آرمز" الإسبانية غير الحكومية، اليوم الأحد، أنها قامت بعملية إنزال قوامها 195 مهاجرًا في ميناء برينديزي بجنوب إيطاليا بعد أن سمحت لها السلطات بذلك، بعد أكثر من يومين من الإبحار وسط أمواج متلاطمة.
امرأة ورضيعها قضيا نحبهما
وذكر خفر السواحل، في البيان، أن المهاجرين اللذين لقيا حتفهما هما امرأة من ساحل العاج ورضيعها الذي كان في عامه الأول، بحسب وكالة "أنسا" الإيطالية.
واقعة منفصلة
وفي واقعة منفصلة، قالت خدمة الإنقاذ الجبلي الإيطالية إنه تم نقل 34 مهاجرًا بطائرة هليكوبتر من جرف في لامبيدوزا، بعد ما تقطعت بهم السبل منذ مساء الجمعة بعد تحطم قاربهم.
صفاقس.. نقطة الانطلاق
وتستقر الترجيحات على أن الزورقين، اللذين كانا متهالكين ومصنوعين من الحديد، انطلقا الخميس الماضي من ميناء صفاقس في تونس، قبل أن يغرقا قرب لابيدوزا، بعد ما أدت الرياح القوية إلى زيادة تعقيد الوضع حول الجزيرة.
يأتي ذلك، بينما انتشل خفر السواحل في تونس، على مدار 48 ساعة مضت، 10 جثث من سواحل اللواتى بولاية صفاقس جنوبي البلاد، بحسب بيان مقتضب للحرس التونسي.
وتعتبر سواحل صفاقس جنوبي العاصمة التونسية نقطة انطلاق للعديد من المهاجرين غير النظاميين من البلدان الفقيرة، التي تمزقها أعمال العنف، ويسعون إلى حياة أفضل في أوروبا، عبر قوارب غير آمنة تقطع البحر الأبيض المتوسط، في رحلة محفوفة بالمخاطر.
مخرج قانوني
وفي إطار مساعٍ يبذلها الاتحاد الأوروبي نحو شراكات جديدة مع دول المنطقة على خطى اتفاق أبرمه مع تونس يضمن تضييق الخناق على مهربي البشر، لكبح إقبال غير مسبوق للهجرة غير النظامية، عبر سواحلها، بات يؤرق الأوروبيين، انطلق، في 23 يوليو الماضي، مؤتمر روما الدولي حول الهجرة غير النظامية، برئاسة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، وبحضور الرئيس التونسي قيس سعيد.
وتعهدت أوروبا بموجب اتفاق "شراكة استراتيجية" مع تونس بتقديم مساعدات قيمتها مليار يورو (بما يعادل 1.1 مليار دولار) لدعم اقتصادها المتهالك، إضافة إلى شراكات معنية بالتنمية التجارة والاستثمار، وتعاون ثنائي في مجالات المناخ والطاقة المتجددة.
وتحدثت فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، خلال المؤتمر، عن ضرورة أن يقدم الاتحاد الأوروبي "مخرجًا قانونيًا" لاستقبال المهاجرين ويجنبهم المخاطرة بحياتهم في معابر بحرية محفوفة بالمخاطر.
92 ألف مهاجر في 2023
وشهدت إيطاليا، حتى الجمعة الماضي، وصول نحو 92 ألف مهاجر عن طريق البحر منذ بداية العام الجاري 2023، بنسبة تمثل أكثر من ضعف عدد المهاجرين إلى إيطاليا في الفترة نفسها من العام الماضي، وبلغ عددهم حينها نحو 43 ألف مهاجر، وفق بيانات وزارة الداخلية الإيطالية.