مع انطلاق فعاليات الدورة الـ76 لمهرجان لوكارنو، باعتباره أول حدث سينمائي دولي كبير، يتزامن مع إضراب نقابة ممثلي الشاشة الأمريكية "SAG-AFTRTA" ونقابة كتاب هوليوود "WGA" ضد الاستوديوهات، كان هناك الكثير من التكهنات حول كيفية تكييف مهرجان لوكارنو السينمائي وتعامله مع هذه الأزمة التي ضربت الكثير من فعالياته.
وخسر المهرجان الحدث الأبرز ليلة الافتتاح، متمثلًا في تكريم الممثل ريز أحمد، الذي اعتذر عن حضور الحفل وتسلمه تكريم إنجاز العمر من إدارة المهرجان، كما انسحب ستيلان سكارسجارد، الحائز على جائزة مدى الحياة أيضًا من ارتباطاته في المهرجان.
بدأت فعاليات مهرجان لوكارنو بحفل خافت، حسبما وصفته صحيفة "ديدلاين"، إذ انطلق مع صعود رئيس المهرجان المنتهية ولايته، ماركو سولاري، بافتتاح الحدث للمرة الأخيرة بعد فترة 23 عامًا، تبعه على خشبة المسرح المديرة الفنية جيونا أ.نازارو، التي رغم غياب ريز أحمد، سلّمت جائزة دافيد كامباري لإنجاز الحياة، إلى المخرج يان منير ديمانج، إذ عمل الاثنان سويًا على فيلم "Dammi" القصير، الذي عُرض في الافتتاح.
وقرأ ديمانج رسالة قصيرة كتبها ريز أحمد، لقبول الجائزة وشرح أسباب عدم حضوره، إذ وجه فيها الشكر إلى إدارة مهرجان لوكارنو السينمائي على التكريم قبل أن يضيف: "آسف لأنني لم أستطع أن أكون معكم اليوم، أنا في إضراب مع نقابتي، وأتخذ موقفًا من أجل الحقوق والاعتراف المستحق لنا لمساهماتنا الفنية، الذي من شأنه حماية الفئات الأكثر ضعفًا بيننا، إنها معركة مهمة للغاية، وآمل أن تتفهموا جميعًا".
بصرف النظر عن تغيير خطة حفل الافتتاح، من المفترض أن يكون لإضراب هوليوود تأثير ضئيل على لوكارنو، على عكس مهرجانات مقبلة، منها فينيسيا وتورنتو، لأن المهرجان لا يشهد عادة حضور الكثير من نجوم هوليوود، وتركز خيوط المنافسة بشكل أكبر على الأعمال الفنية الدولية وصانعي الأفلام المستقلين للمرة الأولى والثانية، وعلى هذا النحو، فإن العديد من الضيوف الحاضرين لديهم القليل من الانتماء إلى نقابات هوليوود ولا يلتزمون بقواعدها.