الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

حكايات المونديال.. 1950 نسخة الأرقام التاريخية

  • مشاركة :
post-title
مونديال 1950

القاهرة الإخبارية - محمد سمير

تستحوذ بطولات كأس العالم على اهتمام جماهيري وإعلامي، باعتبارها البطولة الأكبر في كرة القدم على مستوى العالم، وتجمع منتخبات من قارات مختلفة وسط أجواء رائعة.

ومع بدء العد التنازلي لانطلاق بطولة كأس العالم 2022 بدولة قطر، الذي يترقبه عشاق الساحرة المستديرة، خاصة وأنها النسخة الأولى التي ستقام في بلد عربي.

يستقل موقع قناة "القاهرة الإخبارية" آلة الزمن لتعود إلى نسخة كأس العالم 1950 لمعرفة كواليسها وأحداثها البارزة خلال السطور التالية:

عودة كأس العالم بعد توقف 12 عامًا:

بعد توقف دام 12 عامًا بسبب أحداث الحرب العالمية الثانية، عادت الحياة مرة أخرى إلى بطولات كأس العالم ليكون مونديال 1950 هو (قُبلة الحياة) للبطولة مرة أخرى، بعدما واجه الاتحاد الدولي لكرة القدم صعوبات كبيرة في إقناع الدول الأوروبية بالمشاركة في البطولة.

وقرر "فيفا" منح البرازيل شرف استضافة المونديال، الذي كان في طريقه للإلغاء بسبب رفض الدول الأوروبية المشاركة فيه، خاصة بعد انهيار أغلب دول القارة العجوز، إثر الحرب العالمية الثانية، وهو الأمر الذي دفع البرازيل إلى اقتراح تغيير نظام البطولة من خروج المغلوب والعودة للنظام القديم لها، وهو خوض دور المجموعات لتحقق الدول الأوروبية أرباحًا مالية، وتقبل بالمشاركة في المونديال.

تغيير نظام المونديال:

وافقت الدول الأوروبية على المشاركة في البطولة بعد تغيير نظامها، حيث كان نظام خروج المغلوب من الدور الأول يتيح إقامة 16 مباراة فقط، في حين أن نظام المجموعات سيضمن لكل فريق ثلاث مباريات على الأقل، وبالتالي سيزيد عدد المتابعين وترتفع أرباح المنتخبات من شراء تذاكر مبارياتها، ورغم أن "فيفا" رفض الفكرة في البداية إلا أنه رضخ لمطالب المنظمين، بعد أن هددوا بالتراجع عن استضافة البطولة.

الأزمات تضرب نسخة البرازيل 1950:

منع الاتحاد الدولي لكرة القدم بعض الدول بسبب العقوبات الدولية، حيث مُنعت ألمانيا التي كانت محتلة واليابان، بينما سُمح لمنتخبات إيطاليا والنمسا وفرنسا بالمشاركة في التصفيات المؤهلة للمونديال.

شهدت البطولة عدة أزمات حيث رفض عدد من الفرق المشاركة، بما فيها معظم دول ما وراء الستار الحديدي، كالاتحاد السوفيتي، الذي وصل للنهائيات في بطولة 1938، والمجر وتشيكوسلوفاكيا، بينما انسحبت كل من الإكوادور والأرجنتين وبيرو في كونميبول بعد قرعة التأهيل (انسحبت الأرجنتين بسبب خلاف مع البرازيل) وإندونيسيا والفلبين وبورما تاركين الهند في المنافسات، وانسحب منتخب النمسا بداعي عدم الخبرة، كما انسحب منتخب بلجيكا من الجولة التأهيلية.

الانسحابات تستمر بعد قرعة المونديال:

أجريت قرعة المونديال في مدينة ريو دي جانيرو في 22 مايو 1950، ووضعت بموجبها الفرق الـ15 الباقية في أربع مجموعات:

المجموعة الأولى: البرازيل، المكسيك، سويسرا ويوغوسلافيا

المجموعة الثانية: إنجلترا، تشيلي، إسبانيا والولايات المتحدة.

المجموعة الثالثة: إيطاليا، الهند، باراجواي والسويد

المجموعة الرابعة: أوروجواي، بوليفيا وفرنسا

الهند تنسحب بسبب تكاليف السفر

بعد القرعة، قرر منتخب الهند عدم الذهاب لكأس العالم بسبب تكاليف السفر (على الرغم من أن فيفا سيتحمل جزءًا كبيرًا من النفقات) ونظراً لضيق الوقت للتدريب والحاجة إلى اختيار الفريق وتقييم المشاركة الأولمبية بدلاً من المشاركة في كأس العالم على الرغم من أن "فيفا" فرض قانون بعدم اللعب حفاء بعد الألعاب الأولمبية الصيفية 1948، حيث كان أعضاء الفريق الهندي قد لعبوا حفاة في الأولمبياد، إلا أن قائد الفريق الهندي شيلين مانا ادعى أن تلك كانت مجرد قصة للتغطية على الأسباب الحقيقية وراء قرار الاتحاد الهندي.

انسحبت فرنسا أيضاً، لعدم توفر المبلغ المطلوب للانضمام للمجموعة الرابعة، ولم يكن الوقت كافياً لدعوة فرق بديلة أو إعادة ترتيب المجموعات، لذا فقد بدأت البطولة بـ13 فريقًا فقط، وبقيت المجموعة الرابعة بفريقين فقط.

مشاركة 14 دولة

شهد مونديال 1950 مشاركة 14 دولة هي: البرازيل المستضيف والمكسيك ويوغوسلافيا وسويسرا وإنجلترا وإسبانيا وتشيلي وأمريكا والسويد وإيطاليا والبارجواي والأوروجواي وفرنسا وبوليفيا، وقسمت المنتخبات على أربع مجموعات بتوزيع أربعة منتخبات في المجموعتين الأولى والثانية، وثلاثة منتخبات في آخر مجموعتين، لتتأهل البرازيل وإسبانيا والسويد والأوروجواي للدور النهائي للمونديال الذي شهد تغيير نظامه هو الآخر، حيث لعب بنظام مجموعة مكونة من أربعة فرق، إذ يتحصل الفائز في كل مباراة على نقطتين، مقابل نقطة للتعادل، وانحصرت المنافسة بين الأوروجواي والبرازيل لتكن مباراتهما في ختام مباريات المجموعة بمثابة نهائي للمونديال.

نهائي المونديال وموعد مع رقم تاريخي:

شهد نهائي مونديال 1950 الذي أقيم على ملعب "ماركانا" حضورًا جماهيريًا غفيرًا، حيث وصل عدد المشجعين إلى 200 ألف مشجع، ليسجل أكبر حضور في تاريخ المونديال لتسجل المباراة حدثا تاريخيا في تاريخ بطولات كأس العالم ولكنه لم يكن الحدث التاريخي الوحيد، حيث شهد هذا المونديال حدثا آخر بتسجيل أول سوبر هاتريك في التاريخ بعدما سجل البرازيلي أدمير ماركويز هداف البطولة برصيد 8 أهداف، 4 أهداف في مباراة واحدة، ليسجل باسمه أول سوبر هاتريك في مباراة واحدة بالمونديال.

نجح منتخب أوروجواي في حصد لقب مونديال 1950، بعدما فاز على البرازيل بهدف نظيف، في مباراة كان يكفي التعادل فيها لتتوج البرازيل باللقب، لكن خطأ من الحارس البرازيلي مواسير باربوزا، كلف منتخب بلاده خسارة المباراة واللقب، لتبقى هذه المباراة عقدة بالنسبة له طيلة حياته بسبب الانتقادات التي تعرض لها.