يمتزج في الفيلم المصري" ١٩ ب" عالَمان مختلفان، لكل منهما أسلوبه الخاص وطريقة حياته، طارحًا فكرة التعايش بينهما، كما أن لحيوانات الشارع دور كبير في العمل المُشارك بالمسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ44، وحول امتزاج هذه الحيوات معا ورسالة الفيلم وصعوباته أقيمت ندوة لصناع العمل ضمن فعاليات المهرجان.
سيد رجب.. حارس يفتقد علاقته بالعالم الخارجي
قال الفنان المصري سيد رجب، خلال الندوة، عن شخصية حارس العقار، التي جسدها بالعمل، إن الفيلم يتحدث عن حياتين مختلفتين، الأولى حياة الوحدة التي يعيش فيها الحارس داخل بيته ومع حيواناته وإحساسه بالخوف، وحياة أخرى مرتبطة بالتغيرات في الشارع، إذ يفتقد علاقته بالعالم الخارجي إلى حد كبير، وأصبح يعيش في وحدة وقلق وخوف، ويتصرف بشكل غير حكيم، لأنه منفصل عما يحيط به.
وأضاف "رجب": أحببت الشخصية للغاية، ودخلت في رهان وتحدٍ مع نفسي عندما قرأت السيناريو، لكي أعبر عن المشاعر الداخلية الموجودة بهذه الشخصية، وأتمنى أن أكون وفقت في تجسيدها.
ومن أبرز مشاهد الفيلم، كان تحريك سيد رجب لأحجار ثقيلة وخشب، وحول هذه المشاهد قال الفنان المصري: "كان هناك توتر كبير للغاية في أحد المشاهد عندما قمت بتحريك أحجار ثقيلة بمفردي، وكان الجميع متخوفًا من هذا المشهد لأنها ثقيلة، وبتوفيق من الله نجح تصوير المشهد من أول مرة".
بينما في المشهد الأخير، الذي يرصد وفاة إحدى شخصيات الفيلم، كشف بطل العمل أنه كانت هناك نقاشات كثيرة بين صناع "١٩ ب" حول ما إذا كان ستموت بتدخل قدري أم سيتورط في جريمة قتل، مضيفًا: "في النهاية شاركت في وضع حد لحياته وطبيعة البيت ساعدتني في التخلص من هذا الشخص".
أحمد خالد صالح: مشهد وفاتي كان الأصعب
بينما قال الممثل المصري أحمد خالد صالح، إنه تحمس للعمل لوجود المخرج أحمد عبد الله، لأنه يثق في اختياراته وأعماله، وعندما قرأ السيناريو وجد أنه يناقش الكثير من القضايا المهمة، مثل فكرة الاختلاف ومحاولة تفهم الآخر، كما تحمس للعمل مع نجم بحجم سيد رجب.
وأضاف أحمد خالد صالح: الشخصية التي أجسدها ليس لها بعد واحد، إذ أنه ليس فقط شخص يحاول أن يأخذ حقه من الحياة بالقوة، ولكن الظروف وضعته في هذا الوضع، كما أن هناك مشهدًا ما يُبرز وجود أبعاد أخرى للشخصية.
ووصف "صالح" مشهد وفاته في نهاية الأحداث بأنه أصعب ما قدمه في العمل، ولكنه كان ممتعًا للغاية، وأن وجود حالة من التنظيم في عمل المخرج أحمد عبد الله، وتقديم بروفة قبل التصوير بيوم سهّل كثيراً على فريق العمل من صعوبة تصويرها، وسط حالة من الترابط الكبير بينهم.
محمد حفظي: لم أتردد في إنتاج الفيلم
أكد المنتج محمد حفظي أنه لم يتردد في قبول إنتاج الفيلم، وأنه كان موفقًا في اختيار كل عناصر العمل من الممثلين وغيرهم، مشيراً إلى أن هناك حالة من الارتياح تجمعه مع المخرج أحمد عبد الله، خاصة وأنهما قدما أكثر من عمل سويًا، وأنه ينتظر دائما التعاون معه.
وعن خطة عرض الفيلم، قال: "من المحتمل عرض العمل في الربع الأول من العام المقبل (2023)، وسيشارك في مهرجانات دولية، مع عرضه على إحدى المنصات الرقمية".
أحمد عبد الله: رصد اختلاف الأذواق والثقافات
وقال أحمد عبد الله، مؤلف ومخرج العمل، عن اختياره تصوير الفيلم في مكان واحد مغلق على عكس طبيعته في تصوير باقي أفلامه: "أحاول التغيير في الأفلام التي أقدمها وأتجنب التكرار، فمثلا في فيلم "ليل - خارجي" كنا نتحرك في شوارع القاهرة، وفي هذا الفيلم "19 ب" مرتبط بالشارع والتغير الذي حدث فيه، وانعكاس التغير في الشارع على العالم الداخلي لأبطال الفيلم".
وعن اختيار الموسيقى في الفيلم، قال "عبد الله": يضم نوعين من الموسيقى، منها أغانٍ قديمة للفنان محمد عبد المطلب وغيرها، وأخرى حديثة مثل "الهيب هوب" والمهرجانات الشعبية، والفيلم يفتح أسئلة حول كيف يعيش الناس مع بعضهم رغم اختلاف ذوقهم وثقافتهم، ولم أكن أريد أن أقدم العمل وكأنه صراع بين ثقافتين وبين نوعين من الحياة، فكنت أريد أن أقدمه في شكل أسئلة هل يصلح هذان العالمان للعيش سويًا في مكان واحد يحتويها أم لا؟
مجدي عطوان: أزمة قضية الملكية
بينما قال الفنان المصري مجدي عطوان: كنت أتصور أن شخصية "سكر" التي أجسدها في العمل ليست على دراية بما يحدث حولها، ولكن اكتشفت أنه يدرك جيدًا كل ما يدور حوله، ولكنه شخص يحاول أن يتعايش مع كل الظروف ومع المحيطين، وأيضًا شخص ناصح للحارس الذي يجسده الفنان سيد رجب.
وأوضح "عطوان" أن ما جذب انتباهه لقصة الفيلم، هو تطرقها لقضية مهمة وهي الملكية، سواء لعقار أو أرض، وهناك ملكيات كثيرة ضائعة، الأمر الذي يتضح في مشهد وصول موظف من إدارة الحي، وتحدثه مع الحارس كأنه صاحب المنزل.
توظيف الحيوانات
قالت يارا جبران المنتج المنفذ للعمل، عن مشاركة عدد كبير من الحيوانات في الفيلم وكيفية توظيفها خلال التصوير: "الكلب الرئيسي (عنتر) متمرس ومدرب بشكل كبير، والحيوانات عاشت في البيت وتأقلمت معنا".
بينما قالت الفنانة فدوى عابد عن مشاركتها في الفيلم: المخرج أحمد عبد الله عمل ملخصًا للشخصية وحدثني عن نظرته لها، حيث يربطها بشخصية سيد رجب أنهما الاثنين يحبان الحيوانات، فهناك نقطة تلاقي إنسانية بينهما.
فيما تحدث ماهر خميس عن أول تجربة تمثيل له: "اكتسبت خبرة مختلفة عن مجال عملي، وشخصيتي في العمل تحاول التوفيق بين سيد رجب وأحمد خالد صالح، وأتمنى أن أكون وفقت في تقديم الشخصية بشكل جيد".