تهدف أوكرانيا وحلفاؤها إلى حشد الدعم العالمي في الاجتماع الذي تحتضنه المملكة العربية السعودية، في نهاية الأسبوع، بمشاركة نحو 40 دولة، بشأن "خطة سلام مقترحة" في أوكرانيا، وسط غياب روسي، وضبابية في موقف الصين التي لم تؤكد مشاركتها بعد.
نتائج ملموسة
ورغم إعلان ماثيو ميلر، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية عن دعم الولايات المتحدة للقاء الدولي المرتقب في جدة، صرح جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي بأن بلاده لا تتوقع نتائج ملموسة حول أوكرانيا.
"هذه ليست مفاوضات سلام، ولن أتوقع منها نتائج محددة وملموسة. إنها فرصة أخرى لحشد دعم المجتمع الدولي"، هكذا أكد "كيربي" أن المبادرة السعودية لن تكون في صالح أوكرانيا، خلال مؤتمر صحفي، أمس الخميس، بحسب وكالة "رويترز" للأنباء.
إحراج روسيا
وتعتزم الدول الغربية خلال الاجتماع لفت انتباه دول جنوب العالم إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية دوليًا، بهدف إحراج روسيا بعد انسحابها من اتفاق البحر الأسود للحبوب بين روسيا وأوكرانيا بوساطة أممية وتركية، حسبما صرح مسؤول غربي لوكالة "تاس" الروسية.
وكان أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني قد أعلن الأحد أن اجتماعًا سيعقد في السعودية "قريبًا" لمستشاري الأمن القومي من عدة دول، لبحث خطة مقترحة للسلام مع روسيا، مؤكدًا أن كييف "تعمل الآن على إشراك أكبر عدد ممكن من الشركاء الدوليين في الاجتماع".
موقف الصين
ورغم دعوتها إلى الاجتماع، لم تؤكد الصين مشاركة ممثلين عنها في المشاورات بشأن أوكرانيا، حسبما نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول كبير بالمفوضية الأوروبية.
من جهته، أوضح إيجور جوفكفا، نائب فولوديمير زيلينسكي، الرئيس الأوكراني تم إرسال الدعوة إلى الصين من أجل حضور الاجتماع لكن الخارجية الصينية لم ترد على الدعوة بشكل مباشر وقالت إنها مستعدة للعمل مع المجتمع الدولي لتهدئة الوضع.
ويأمل دبلوماسيون أن يتفق مستشارو الأمن القومي وغيرهم من كبار المسؤولين من حوالي 40 دولة، على المحاور الرئيسية لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا.
إحراج روسيا
ومع غياب التفاهم بين روسيا وأوكرانيا في الوقت الحالي، حيث تستمر الحرب في الاشتعال وتسعى كييف لاستعادة الأراضي من خلال هجوم مضاد، تهدف الأخيرة إلى بناء تحالف أكبر للدعم الدبلوماسي من خلال إشراك دول الجنوب العالمي مثل الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا وتركيا، بحسب صحيفة "بلومبرج" الأمريكية.
ويطالب فولوديمير زيلينسكي، رئيس أوكرانيا، بالاستعادة الكاملة لوحدة أراضي أوكرانيا، والانسحاب الكامل للقوات الروسية، وحماية إمدادات الغذاء والطاقة، والسلامة النووية، والإفراج عن جميع السجناء، وهو ما تعتبره روسيا أمرًا مستحيلا.
وفي هذا الصدد، أعلن الكرملين، الاثنين، أنه سيراقب المحادثات بشأن أوكرانيا المتوقع إجراؤها في السعودية، مبينًا أن روسيا تتابع الأهداف التي تم وضعها لهذا الاجتماع، بحسب وكالة "سبوتنيك".
وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين: "أن موسكو لا ترى حاليًا أي أساس لإجراء محادثات مع كييف"، معتبرًا أن النظام الأوكراني لا يريد وليس بمقدوره السلام.