تواصل أوكرانيا مسارها الخاص لإنهاء الحرب، عبر شروط وخطة تعتبرها روسيا أمرًا مستحيلًا، وأنها لا تمت للواقع بصلة، إذ تشترط كييف انسحاب القوات الروسية من كامل أراضيها، حتى شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها موسكو منذ 2014.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عبر عن أمله في عقد ما يصفها بـ"قمة سلام"، بشأن بلاده هذا الخريف، آملًا في أن تكون محادثات السعودية التي تضم نحو 40 دولة بحسب قوله، هذا الأسبوع، خطوة نحو إقامة القمة.
وأكد "زيلينسكي"، في خطابه المنشور على موقع الرئاسة الأوكرانية، إنه يسعى لعقد قمة السلام، وإشراك الكثير من الدول، هذا الخريف، وأنه سيسعى للترويج لها، عبر محادثات جدة، التي تنعقد يومي الخامس والسادس من أغسطس الجاري.
وأشار زيلينسكي إلى أنه رغم أن الخريف قريب جدًا، فلا يزال هناك وقت للتحضير للقمة وإشراك معظم الدول، إذ يسعى هو وحلفائه لحشد دعم واسع لـ"قمة السلام"، والتي تهدف أوكرانيا من خلالها إلى إقرار مبادئ لدعم تسوية لإنهاء الحرب التي بدأت بعملية عسكرية روسية قبل 18 شهرا تقريبا، بحسب "رويترز".
فما هي خطة السلام التي يسعى لها زيلينسكي؟
يتحدث زيلينسكي عن خطة من 10 نقاط طرحتها كييف في الخريف الماضي (نوفمبر)، ويعمل على الترويج لها منذ ذلك الوقت، وتنص أهم نقطة فيها على ضرورة استعادة أوكرانيا لكامل أراضيها، وانسحاب روسيا التام منها.
وتتضمن نقاط الخطة الأوكرانية للسلام:
1- السلامة الإشعاعية والنووية، بالتركيز على استعادة الأمن حول أكبر محطة نووية في أوروبا -محطة زابوريجيا في أوكرانيا- التي تخضع حاليًا للسيطرة الروسية.
2- الأمن الغذائي، بما يشمل حماية وضمان صادرات الحبوب الأوكرانية لأفقر الدول في العالم.
3- أمن الطاقة، بالتركيز على قيود الأسعار على موارد الطاقة الروسية، إضافة إلى مساعدة أوكرانيا في إصلاح وتأهيل البنية التحتية للكهرباء التي تضرر نحو نصفها من الهجمات الروسية.
4- الإفراج عن كل السجناء والمُبعدين بما يشمل أسرى الحرب والأطفال الذين تم ترحيلهم لروسيا.
5- إعادة وحدة الأراضي الأوكرانية وتأكيد روسيا عليها بموجب ميثاق الأمم المتحدة، في بند قال عنه زيلينسكي إنه "غير قابل للتفاوض".
6- سحب القوات الروسية ووقف العمليات القتالية وإعادة الحدود بين أوكرانيا وروسيا لسابق عهدها.
7- تأسيس محكمة خاصة لمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب من روسيا.
8- منع إبادة البيئة الطبيعية والحاجة لحمايتها بالتركيز على إزالة الألغام وإصلاح منشآت معالجة المياه.
9- منع تصعيد الصراع وبناء هيكل أمني في الفضاء اليورو-أطلسي بما يتضمن ضمانات لأوكرانيا.
10- تأكيد انتهاء الحرب من خلال توقيع وثيقة من كل الأطراف المعنية.
ماذا قالت روسيا؟
علقت روسيا على محادثات جدة المزمع عقدها خلال أيام، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، قائلة إن الفائدة المنتظرة من الاجتماع أن يساعد الغرب على إدراك "عدم جدوى" خطة زيلينسكي، وقالت إن الطريق مسدود تمامًا أمامها.
أما المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسي، فقالت إن صيغة الرئيس الأوكراني للسلام، لا يوجد فيها أي شيء من كلمة "سلمي"، وأنها عبارة عن قصة استفزازية أخرى من نظام كييف تمت صياغتها بالتعاون مع الغرب.
وأكدت زاخاروفا أن روسيا أكد مرات عديدة أن خطة زيلينسكي غير مقبولة، لأن النقاط المكتوبة هناك، لا تعكس الحقائق القائمة على الأرض، ولا في سياق تطور الأحداث".
موقف روسيا من المحادثات
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن روسيا لا ترفض إجراء محادثات سلام، إلا إنه استبعد أي وقف لإطلاق النار بينما تواصل أوكرانيا هجومها، بحسب "بي بي سي".