الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

فيضانات وأعاصير وحرائق.. التغير المناخي يكشر عن أنيابه في 2023

  • مشاركة :
post-title
التغير المناخي

القاهرة الإخبارية - محمد سالم

تحول الحديث عن تأثير التغيرات المناخية إلى أمر واقع في العام الجاري (2023)، الذي سجل أقصى درجات حرارة للأرض منذ 100 عام، إلى جانب انتشار حرائق الغابات، وتفاقم الكوارث الطبيعية.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، قال إن عصر الاحتباس الحراري انتهى، وإننا الآن في عصر الغليان، مؤكدًا أن ما نشهده بالعام الحالي هو مجرد بداية، وذلك بعد أن سجل شهر يوليو الماضي، أعلى معدل لدرجات الحرارة منذ بدء السجلات، مع تحذيرات من استمرار ارتفاع درجات الحرارة.

حرائق الغابات

ارتفاع درجات الحرارة أسفر عن زيادة معدل حرائق الغابات، خاصة في منطقة البحر المتوسط، التي شهدت حرائق مستعرة غير مسبوقة، في المدن بعد أن امتدت من الغابات، إذ تبدأ حرائق الغابات بحوادث طبيعية مثل صاعقة برق أو شرارة من صنع الإنسان، إلا إن الظروف الجوية ودرجات الحرارة هي التي تحدد مقدار انتشار حرائق الغابات، إذ تتسبب الرياح ودرجات الحرارة المرتفعة وقلة هطول الأمطار في انتشارها.

خسائر بالمليارات

حرائق الغابات

وأصبحت الحرائق السنوية هائلة، وتسبب خسائر بالمليارات في الاقتصادات المحلية، إذ ضربت قطاعات مهمة مثل السياحة، فخلال الأيام الماضية، تلقت مناطق جنوب وجنوب غربي أوروبا، والتي تضربها الحرائق بقوة، صدمة في القطاع السياحي بعد إجلاء الكثير من السياح، بسبب الحرائق، ليتساءل متخصصون في السياحة الأوروبية: هل سيكون التغير المناخي سببًا في إعادة رسم الخريطة السياحية بمنطقة المتوسط خصوصًا.

الأسبوع الماضي، تم إجلاء آلاف السياح من جزيرتي رودوس وكورفو في اليونان بسبب الحرائق، كما تأجلت عشرات الرحلات السياحية إلى اليونان وإيطاليا، بعدما تجاوزت درجات الحرارة في سردينيا 48 درجة مئوية، وفي جنوب فرنسا وإسبانيا، تم تسجيل درجات حرارة بما يزيد على 15 درجة مئوية عن معدلاتها الطبيعية في هذا التوقيت من العام.

وعلى الضفة الأخرى من المتوسط، ضربت الحرائق تونس والجزائر والمغرب، ما أدى إلى تهجير سكان القرى الساحلية، كما تجاوزت درجات الحرارة في الدول الثلاث 50 مئوية.

ويخشى علماء المناخ والمستثمرون أن تستمر درجات الحرارة التي سُجلت العام الحالي، في الأعوام المقبلة، ما يعني في المقابل تبديل السياح وجهاتهم إلى مناطق أقل حرًا، وبالتالي تغيير الخريطة السياحية في العالم، بحسب "إندبندنت".

فيضانات وأعاصير في الصين 

إعصار خانون

أما في الصين، فسُجلت خسائر بشرية جراء هطول أمطار وفياضانات وأعاصير لم تشهدها منذ 140 عامًا، وشهدت الصين أعلى معدل هطول للأمطار، ما أسفر عن مقتل 20 شخصًا على الأقل، وفقدات 27 آخرين، إضافة إلى أضرار في البنية التحتية، بحسب "يورو نيوز".

وأعلن مكتب الأرصاد الجوية في بكين، تسجيل مستوى 744.8 ملم من الأمطار بين السبت وصباح الأربعاء، وهو ما يفوق المعدل الطبيعي بكثير، ما أجبر الحكومة على إجلاء آلاف الأشخاص، إلى الملاجئ الموجودة في المدارس والمباني العامة.

ورغم قوة هذه الفيضانات فهي مفاجئة، إذ إنه عادة ما يكون الصيف جافًا في بكين، ورغم ذلك سجلت الحرارة رقمًا قياسيًا هذا العام، وضربت الصين 3 أعاصير في 3 أسابيع، آخرها إعصار خانون، الذي ينشط حاليًا، رفعت بسببه المستوى الرابع من الاستجابة للطوارئ، ليلحق بإعصار دوكسوري، أحد أقوى الأعاصير التي ضربت الصين منذ سنوات، وخلف تبعات عدة، أبرزها إجلاء الآلاف من الأشخاص، وقبله إعصار تاليم، وهو إعصار من النادر جدًا أن يتم تسجيله في مثل هذا الوقت المبكر في موسم الأمطار.

اليابان وتايوان

وتسبب الإعصار خانون في مقتل 2 وانقطاع الكهرباء عن 166 ألف منزل في جنوب اليابان، وتحديدًا في منطقتي أوكيناوا وكاجوشيما، صباح اليو الخميس. 

كما أجبر الإعصار خانون المدارس والشركات على الإغلاق في شمال تايوان اليوم الخميس مع إلغاء نحو 40% من الرحلات الجوية الدولية، بحسب "رويترز". 

مناخ متطرف بأمريكا الجنوبية

سجلت أمريكا الجنوبية درجات حرارة قياسية، تجاوز 100 درجة فهرنهايت (38 درجة مئوية)، رغم أنه "منتصف الشتاء"، الذي لم يمنع درجات الحرارة في تشيلي والأرجنتين من أن تشهد موجات حرارة بشكل "غريب".

وفي العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، حيث يبلغ متوسط درجات الحرارة في أغسطس 14 مئوية، تجاوز 30 درجة مئوية يوم الثلاثاء الماضي، ما جعل مؤرخ الطقس ماكسيميليانو هيريرا يقول: "تعيش أمريكا الجنوبية واحدة من الأحداث المتطرفة التي شهدها العالم على الإطلاق"، مضيفًا: "هذا الحدث يعيد كتابة جميع الكتب المناخية".

أما في أستراليا وبعض مناطق الجزر، فلوحظ درجات حرارة شتاء دافئة بشكل غير طبيعي، ويقول العلماء إن مناطق الضغط العالي الساخنة والمستمرة أصبحت أكثر احتمالًا مع تغير المناخ.

تهديد وجودي

ووصف الرئيس الأمريكي جو بايدن، ارتفاع درجات الحرارة الناتج عن التغير المناخي بأنه "تهديد وجودي"، مؤكدًا أن القاتل رقم واحد المرتبط بالطقس في الولايات المتحدة، هو درجات الحرارة التي تتسبب في مقتل 600 شخص كل عام.