بات اسم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مقترنًا بإثارة الجدل إلى حد كبير في الفترة الأخيرة، سواءً بتصريحاته أو بكونه أول رئيس أمريكي يمثُل أمام محكمة ويواجه تهمًا جنائية، في وقت يسعى فيه للعودة للرئاسة، وهو ما سيكون له تأثير بالطبع على شعبيته.
يواجه ترامب 40 تهمة جنائية، أبرزها قضية الوثائق السرية، تتضمن ادعاءات بإساءة التعامل مع الوثائق السرية، بعد ترك مهام منصبه، وهي القضية التي يمكن أن تؤدي إلى السجن لفترة طويلة من الناحية النظرية، رغم ذلك لا تزال العقوبات المحتمل توقيعها عليه حال إدانته غير واضحة.
القضية الثانية التي يواجهها ترامب، هي قضية شراء صمت ستورمي دانيلز، ممثلة الأفلام الإباحية، إذ يواجه 34 تهمة تتعلق بتزوير سجلات من الدرجة الأولى، بدفع مبلغ نقدي قبل انتخابات عام 2016، وهي القضية التي قد تصل عقوبة كل تهمة إلى السجن 4 سنوات كحد أقصى، إلا أن خبراء قانونيين يقولون إنه من غير المرجح سجن ترامب، بحسب "بي بي سي".
قضية أحداث الشغب في الكونجرس (اقتحام الكابيتول) وانتخابات 2020، هي القضية الثالثة التي يصطدم بها ترامب قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، إذ يواجه اتهامات جنائية بموجب تحقيق فيدرالي يتعلق بجهوده لإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2020، وتصل العقوبات التي يمكن توقيعها في هذه القضية إلى 20 عامًا.
أما القضية الرابعة فهي نتائج انتخابات ولاية جورجيا 2020، ورغم أنه لم توجه أي اتهامات بعد، يحقق الادعاء العام فيما إذا كان ترامب وآخرون تصرفوا بشكل غير قانوني في مسعى يهدف إلى قلب خسارته بفارق ضئيل والتلاعب بنتائج تصويت ولاية جورجيا عام 2020.
كيف تأثرت شعبية ترامب؟
يواجه ترامب كل هذه القضايا في وقت يسعى فيه للعودة إلى رئاسة أمريكا مجددًا، ورغم ذلك لم تؤثر كل هذه المشاكل القانونية المتفاقمة على وضعه باعتباره المرشح الأوفر حظًا لترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة في 2024، بل إنها عززت موقفه بحسب "بي بي سي".
ورغم الاتهامات التي يواجهها الرئيس الأمريكي السابق، استمرت حملته الانتخابية دون انقطاع بل حتى إنها ازدادت نجاحًا، وبحسب استطلاع رأي أجرته مؤسسة "فايف ثيرتي إيت"، يوم الاثنين الماضي، حصل ترامب على 53% بينما حصل حاكم فلوريدا رون ديسانتيس على 16%، ليتقدم ترامب بذلك على أقرب منافسيه بـ37 نقطة.
وتشير استطلاعات الرأي التي أُجريت في شهر فبراير الماضي، إلى تقدم ترامب بواقع نقطتين فقط، (41% من 39%)، أما الأرقام الجديدة تشير إلى أن نجم ترامب ارتفع في حين بهت نجم ديسانتيس.
وازدادت قوة التأييد والدعم للرئيس الجمهوري السابق، منذ الأسبوع الأول في أبريل، عندما أصبح أول رئيس أمريكي سابق توجه له اتهامات جنائية، ليصبح أول خيار لغالبية الناخبين الجمهوريين بحسب استطلاعات الرأي.
ويعتقد أنصار ترامب ونسبتهم نحو 45% من الناخبين الجمهوريين، أن لائحة الاتهامات الموجهة إليه تنطلي على دوافع سياسية، بحسب كيلفرد يونج، رئيس الشؤون الأمريكية العامة لدى شركة إبسوس.
وبحسب استطلاع رأي أجرته شبكة "سي بي إس نيوز"، يقول 76% من الناخبين الجمهوريين إن لائحة الاتهام بشأن الوثائق السرية "ذات دوافع سياسية"، ويعتقد 38% منهم أن احتفاظ ترامب بوثائق نووية أو عسكرية يشكل خطرًا على الأمن القومي، ونحو 80% من عامة الناس يشاركون نفس الاعتقاد.
في حين قال 61% من الناخبين الجمهوريين إن لوائح الاتهام ضد ترامب لم تغير نظرتهم إليه، بل حتى أن 14% يقولون إن نظرتهم الإيجابية لترامب ارتفعت.
وتظهر استطلاعات الرأي في الوقت الحالي أن ترامب قريب من الرئيس الحالي جو بايدن، وأظهر استطلاع لمجلة "إيكونوميست" أجرته شركة "يوجوف"، مؤخرًا تقدم بايدن على ترامب بنسبة 44% مقابل 40%، أما استطلاع شركة "مونينج كونسلت" فيظهر تقدم بايدن على ترامب بفارق نقطتين بنسبة 43% مقابل 41%.
وبحسب "بي بي سي"، تشير هذه الاستطلاعات إلى أن نتيجة الانتخابات المقبلة ستحسم بفارق ضئيل، كما حدث في الانتخابات الماضية التي خسرها ترامب.