قالت وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية، اليوم الجمعة، إن بيونج يانج اختبرت صاروخًا باليستيًا جديدًا عابرًا للقارات يعمل بالوقود الصلب.
وكانت كوريا الجنوبية، قالت إن كوريا الشمالية أطلقت "ما بدا أنه صاروخ باليستي جديد"، مما أثار حالة من الذعر في شمال اليابان، حيث طُلب من السكان الاحتماء، غير أنه اتضح عدم وجود خطر.
وأعلنت كوريا الجنوبية، في بيان الجمعة، إن الجارة الشمالية أطلقت صاروخًا باليستيًا طويل المدى، ما أثار الخوف في شمال اليابان وجعل السلطات اليابانية تنصح السكان بتوخي الحذر، لكن اتضح عدم وجود خطر.
وأوضح مسؤول عسكري كوري جنوبي إن الصاروخ "سلاح جديد فيما يبدو تم عرضه في الاستعراضات العسكرية الكورية الشمالية في الآونة الأخيرة، وربما استخدم وقودًا صلبًا، بحسب وكالة أنباء "رويترز".
وانتقدت كوريا الشمالية، سلسلة من التدريبات العسكرية المشتركة في الآونة الأخيرة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية باعتبارها تصعيدًا للتوتر، وكثفت اختبارات أسلحتها في الأشهر القليلة الماضية.
وتعمل كوريا الشمالية على صنع المزيد من الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب، والتي يسهل تخزينها ونقلها، ويمكن إطلاقها دون أي تحذير أو وقت للتجهيز تقريبًا.
استفزاز خطير
وقال جيش كوريا الجنوبية إن الصاروخ حلّق مسافة ألف كيلومتر تقريبًا، واصفًا إطلاقه بأنه "استفزاز خطير". ولم يتم الكشف عن أقصى ارتفاع للصاروخ.
وأشار المسؤول العسكري الكوري الجنوبي إلى أن أقصى ارتفاع للصاروخ كان أقل من 6 آلاف كيلومتر، وهو أعلى ارتفاع في بعض الاختبارات التي حطمت الرقم القياسي العام الماضي.
وأضاف: "حتى الآن نعتقد أنهم أطلقوا نوعًا جديدًا من الصواريخ الباليستية بمدى متوسط أو عابر للقارات... ما زلنا نحلل تفاصيل مثل المسار والارتفاع والمدى مع احتمال أنه كان به محرك يعمل بوقود صلب".
وأعلن الجيش الكوري الجنوبي أنه في حالة تأهب قصوى، ويقوم بالتنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة التي "أدانت بشدة" ما وصفه البيت الأبيض بأنه تجربة صاروخ باليستي بعيد المدى.
العودة إلى المفاوضات
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، أدان بشدة التجربة، ودعا كوريا الشمالية إلى العودة إلى محادثات نزع الأسلحة النووية.
وجددت واشنطن عرضها استئناف المحادثات، لكنها أدانت أحدث التجارب الصاروخية لكوريا الشمالية.
وقالت أدريان واتسون، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، في بيان: "الباب لم يغلق أمام الدبلوماسية، لكن يتعين على بيونج يانج أن توقف فورًا أفعالها التي تزعزع للاستقرار وأن تختار بدلًا من ذلك التفاعل الدبلوماسي".
وجاء الإطلاق بعد أيام من دعوة زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، إلى تعزيز قدرة الردع العسكري لبلاده بطريقة "عملية وهجومية بدرجة أكبر"؛ لمواجهة ما وصفته بيونج يانج بتحركات الولايات المتحدة العدوانية.
وقالت وزارة الدفاع اليابانية إنه عقب الإطلاق، أجرت القوات الجوية اليابانية والأمريكية تدريبات فوق بحر اليابان، لأن "البيئة الأمنية المحيطة باليابان أصبحت أكثر خطورة".
وقال بروس بينيت كبير محللي الدفاع في مؤسسة راند، ومقرها الولايات المتحدة، إنه بينما اختبرت كوريا الشمالية صواريخ قصيرة المدى تعمل بالوقود الصلب، فإنها لم تختبر صاروخًا طويل المدى من هذا النوع من قبل.
بينما أوضح كيم دونج يوب، وهو ضابط سابق في البحرية الكورية الجنوبية ويعمل الآن في جامعة كيونجنام، أن النظام الجديد ربما كان صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات تم الكشف عنه في عرض عسكري في فبراير، وله محرك يعمل بالوقود الصلب تم اختباره في ديسمبر.
فيما يعتقد جيمس أكتون، المدير المشارك لبرنامج السياسة النووية في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي بواشنطن، أن الولايات المتحدة ستتمكن من تحديد ما إذا كان الإطلاق لصاروخ يعمل بالوقود الصلب أو بالوقود السائل، باستخدام أقمار الإنذار المبكر الاصطناعية القادرة على اكتشاف الاختلافات في أطياف الأشعة تحت الحمراء الناتجة عن أنواع الصواريخ المختلفة.