الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

حسن عابدين.. "ابن البلد" عبقري الكوميديا والدراما

  • مشاركة :
post-title
حسن عابدين

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

بملامح مصرية أصيلة، ذاب الفنان المصري الراحل حسن عابدين، في وجدان الشعب المصري بعد أن قدم أكثر من 100 عمل متنوع، تاركًا بصمة مؤثرة. 

من قلب الصعيد بمحافظة بني سويف، خرج حسن عابدين المولود في مثل هذا اليوم (28 يوليو) من عام 1931، ليقطع تعهدًا مع ذاته بأن يكون لغربته بعيدًا عن أهله ثمن، ليكسب الرهان ويصبح واحدًا من المؤثرين والمخضرمين في مجال الفن، إذ صنع اسمًا كفيلاً بالثقة في العمل ومحتواه.

حلم الفنان المصري الراحل بالوقوف على خشبة المسرح إلا إن والده رفض بشده سفره لدراسة الفن بالقاهرة، ولكن "عابدين" أصر على موقفه حتى جاءته الفرصة بالانضمام لفرقة المسرح العسكري عام 1952، والتي كانت تشترط أن ينضم لها إما دارسين للمسرح أو موظفين، فقرر العمل بمحكمة بني سويف حتى يتمكن من الانضمام للفرقة، ثم تنقل بين الفرق وكان من بينها فرقة يوسف وهبي، وخلال مشواره الفني قدّم عابدين عددًا كبيرًا من المسرحيات التي لا تزال تتكرر حتى الآن، مثل: " عش المجانين، والبيت القديم، أولادي، بنسيون الأحلام، واحدة بواحدة، والمائدة الخضراء، ع الرصيف". 

رغم الملامح الجادة التي امتلكها حسن عابدين، إلا إنه تميز بخفة ظل دخلت قلوب الجمهور، فكان يُضحِك الجمهور ولا يضْحَك، وقدم لجمهور المسرح جرعة متكاملة جمعت بين الضحك والقيمة الفنية الممزوجة برسالة واضحة.

اتسمت شخصية عابدين بالوقار والاحترام لنفسه ولفنه، ولكن ثمة مشهد في السينما أغضبه، بعد أن ظهر في فيلم "درب الهوى" وهو يرقص مرتديًا حزامًا أحمر على خصره، مرددًا "أنا عاوز واحدة تهزأني"، وهو ما فجر خلافًا مع مخرج العمل حسام الدين مصطفى، وقرر التخلص من أسطوانات الفيلم الموجودة في منزله.

فيلم "درب الهوى"

شخصية الأب من بين الأدوار التي أبدع الفنان الراحل في إتقانها، وقال خلال لقاء تليفزيوني عن سبب شهرته في تقديمه: "كل شخصية لها مواصفات درامية، وهذه الشخصية كانت قريبة مني وجاءت من خلال علاقتي بالشارع المصري لأنني منه"، نجاحه في تجسيد هذه الشخصية دفعه لاقتناص أي فرصة لتجسيد دور الأب، حتى إنه في مسرحية (نرجس) التي قدمها مع الفنانة سهير البابلي بمنتصف السبعينيات، صبغ شعره وشاربه باللون الأبيض ليظهر في شكل أكبر من عمره وقتها مقدمًا شخصية "سعد الله".

نال "عابدين" شهرة كبيرة وسطع نجمه بعد أن وصل للعقد الرابع من عمره، وقدم في مشوراه الفني عددًا كبيرًا من الأعمال القوية التي تجاوزت 100 عمل، بين الدراما والسينما والمسرح، ففي التليفزيون قدم مسلسلات، منها "أنا وأنت وبابا في المشمش، أهلا بالسكان، أبنائي الأعزاء شكرًا، حكايات هو وهي، في حاجة غلط، العمر له بقية"، كما شارك في عدد كبير من الأفلام السينمائية، مثل "فيفا ظلاطا، ريا وسكينة، عيب يا لولو عيب"، وغيرها الكثير من الأعمال التي عاشت وستعيش لأجيال، رغم رحيله في الخامس من نوفمبر عام 1989 عن عمر ناهز 58 عامًا.