في تعاون تلعب فيه مصر دورًا رئيسيًا، يهدف إلى تحقيق مكاسب عديدة للقارة السمراء، تستكمل القمة الروسية-الإفريقية أعمالها في اليوم الثاني، بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في إطار الرؤية الروسية تجاه السوق الإفريقية الواعدة، والاستراتيجية التي تسلكها موسكو على مدار عقدين من الزمان بخطوات ثابتة، لترسيخ الوجود الروسي بالقارة السمراء.
80 عامًا على العلاقات الروسية-المصرية
مع اقتراب الذكرى الثمانين على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين موسكو والقاهرة، أشاد فلاديمير بوتين، رئيس روسيا، بتعزيز العلاقات مع مصر خلال السنوات الماضية، وذلك خلال لقاء مع نظيره المصري على هامش القمة الروسية الإفريقية، في مدينة سان بطرسبرج، بحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية.
و على هامش المشاركة في فعاليات النسخة الثانية من القمة الإفريقية الروسية، أفاد بوتين خلال لقائه بالرئيس السيسي الذي وصل أمس إلى روسيا، أن مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية "ينفذ حسب الخطة المعتمدة"، في تأكيد على الدور المحوري للدولة المصرية، والتطلع إلى المزيد مع القاهرة.
جدير بالذكر أن شركة "ترانس ماش" الروسية الرائدة في صناعة القطارات، قد أعلنت منذ أيام أنها ستزود محطة الضبعة النووية للطاقة الكهروذرية في مصر بمحركات خاصة، وفقًا لوكالة "سبوتنيك".
صداقة بين الرئيسين
وقال الرئيس الروسي خلال لقائه مع نظيره المصري: "العلاقات بين روسيا ومصر تعززت خلال السنوات الماضية وحققت نجاحًا كبيرًا"، مضيفًا أن حجم التبادل التجاري بين روسيا ومصر ارتفع بنسبة كبيرة خلال السنة الماضية".
ومن جهته، صرح الرئيس المصري بأن القاهرة حريصة على تلبية دعوات الرئيس الروسي فيما يخص التعاون في المجالات المختلفة، وأيضًا على مستوى القارة الإفريقية.
وتعد مصر هي الشريك الأول لروسيا في القارة الإفريقية، حيث يصل حجم التبادل التجاري بين القاهرة وموسكو 40% من حجم التبادل التجاري بين روسيا ودول القارة الإفريقية، فضلا عن علاقات الصداقة التي جمعت الرئيسين.
اهتمام خاص بالقارة السمراء
وتولي روسيا اهتمامًا بالغًا بعلاقاتها مع دول القارة السمراء، حيث تجمعهما مصالح مشتركة، لا سيما في ضوء العلاقات التاريخية الممتدة، رغم التحديات الواسعة التي تواجه تلك العلاقات.
وفي إطار سعيها لتعميق تعاونها التجاري والاقتصادي مع دول القارة، عبرت موسكو عن ذلك عمليًا من خلال العديد من الفعاليات المشتركة مع دول القارة، أحدثها إعلان الرئيس الروسي تخصيص نحو 90 مليون دولار إضافية للدول الإفريقية لتخفيف الديون، في خضم الحرب التي تخوضها موسكو مع جارتها كييف.
وعن المخاوف الإفريقية من حدوث أزمة غذائية، أكدت روسيا أنها ستبقى مصدرًا موثوقًا لإمدادات الغذاء في العالم.
وأكد الرئيس الروسي أن موسكو ستزيد من إمدادات الحبوب إلى إفريقيا رغم العقوبات الغربية غير المشروعة، مؤكدًا أن روسيا أسقطت ديونًا على الدول الإفريقية بأكثر من 23 مليار دولار، ونعتزم مواصلة تدريب ضباط الجيش والشرطة في إفريقيا في الجامعات الروسية المتخصصة.