من المأمول أن تسهم القمة الروسية الإفريقية الثانية التي تنعقد في مدينة بطرسبرج الروسية حاليًا، في إحياء المبادرة الإفريقية الرامية لإنهاء الحرب في أوكرانيا وإقرار السلام.
و أكد رئيس جزر القمر غزالي عثماني، الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، أن الدول المشاركة في مبادرة السلام الإفريقية لتسوية الأزمة الأوكرانية لن تستسلم أو تتخلى عن المبادرة.
وأشار "عثماني"، خلال حديثه لوكالة "سبوتنيك"، إلى أن رؤيته للصراع لم تتغير بعد زيارة زعماء دول المبادرة إلى روسيا وأوكرانيا، موضحًا: "لقد اتفقنا كدول في المبادرة على إعداد مذكرة لتحديد كيفية متابعة الوضع، ولكن ما نشهده هذه الأيام أن الوضع أسوأ، ومع ذلك فلن نستسلم".
وأضاف أن القمة الروسية الإفريقية الثانية ستكون فرصة جديدة للقاء الرئيس الروسي، لإحياء المبادرة وتحقيق نتائج إيجابية. وكان وفد إفريقي زار كييف في يونيو الماضي، وعقدوا محادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وباليوم التالي، استقبل "بوتين" الوفد في سان بطرسبرج.
خطة السلام الإفريقية
وكان رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا، قد أعلن خطة سلام إفريقية لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، ضمن جهود الوساطة التي يقوم بها الوفد الإفريقي بين موسكو وكييف، واشتملت خطة السلام الإفريقية على 10 بنود رئيسية، تمثلت في تحقيق السلام عبر المفاوضات من خلال الطرق الدبلوماسية وضمان حركة تصدير الحبوب والأسمدة من الدولتين.
كذلك، وقف تصعيد النزاع من كلا الجانبين وضمان سيادة الدول والشعوب وفق ميثاق الأمم المتحدة، وتوفير ضمانات أمنية لجميع البلدان وتوفير الدعم الإنساني لضحايا الحرب، وتسوية موضوع تبادل الأسرى وعودة الأطفال وإعادة الإعمار بعد الحرب، وتوفير تفاعل أوثق مع الدول الإفريقية وبدء مفاوضات السلام في أسرع وقت ممكن.
وشككت روسيا في إمكانية تنفيذ بنود مبادرة السلام، التي طرحها وفد الوساطة الإفريقي على الرئيس فلاديمير بوتين، وفي بيان رسمي، للكرملين، اعتبرت أن مبادرة السلام الإفريقية يصعب تحقيقها رغم تأكيد البيان ذاته التزام زعماء القارة بـ"موقف متوازن" وتشديده على اهتمام الرئيس الروسي بدراستها وانفتاحه على تنفيذها، شريطة التزام الطرف الأوكراني بها، لمراعاة مصالح الطرفين.
شروط أوكرانية
ومن جانبه، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن محادثات السلام مع موسكو تأتي بانسحاب القوات الروسية من بلاده، وذكرت وكالة "إنترفاكس أوكرانيا" أن الرئيس الأوكراني قال عقب اجتماعه مع زعماء أفارقة في كييف، إنه لا يمكن إجراء محادثات سلام مع روسيا إلا بعد سحب موسكو لقواتها من الأراضي التي تسيطر عليها.
وأوضح زيلينسكي أن أوكرانيا تدافع عن مبادرتها للسلام، وهي مبادرة تعتمد على انسحاب روسي كامل. ونوفمبر الماضي كان الرئيس الأكراني أعلن للمرة الأولى صيغته للسلام، في قمة لمجموعة العشرين.
ودعت خطة زيلينسكي إلى التركيز على استعادة الأمن حول محطة زابوريجيا التي تخضع حاليًا للسيطرة الروسية وضمان صادرات الحبوب الأوكرانية مما يقضي على خطر الأمن الغذائي.
وأشار إلى التركيز على قيود الأسعار على موارد الطاقة الروسية، إضافة إلى مساعدة أوكرانيا في إصلاح وتأهيل البنية التحتية للكهرباء التي تضرر نحو نصفها من الهجمات الروسية.
كذلك الإفراج عن كل السجناء والمُبعدين بما يشمل أسرى الحرب والأطفال الذين تم ترحيلهم لروسيا وسحب القوات الروسية ووقف العمليات القتالية وإعادة الحدود بين البلدين لسابق عهدها.
وشملت الخطة أيضًا إعادة وحدة الأراضي الأوكرانية وتأكيد روسيا عليها بموجب ميثاق الأمم المتحدة في بند قال عنه زيلينسكي إنه "غير قابل للتفاوض" وتأسيس محكمة خاصة لمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب من روسيا، وتأكيد انتهاء الحرب من خلال توقيع وثيقة من كل الأطراف المعنية.
رفض روسي
وقال سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسية، آنذاك، إن بلاده لن تتحدث مع أي طرف على أساس صيغة السلام التي طرحها زيلينسكي، وأن حديث كييف عن انسحاب قوات روسيا من الأراضي الأوكرانية بالكامل ما هو إلا وهم لن يحدث.
وتشترط روسيا لإنهاء الحرب تعديل الدستور الأوكراني ليتضمن بندًا لرفض نشر أسلحة على أراضيها، والاعتراف بشبه جزيرة القرم ودونيتسك ولوجانسك وخيرسون وزابوريجيا كأراضٍ روسية. ونزع كل أنواع الأسلحة في أوكرانيا والقضاء على النزعات "النازية والقومية والشوفينية" فيها.