بينما يكافح رجال الإطفاء في مواجهة رياح قوية تشكل مصدر القلق الأكبر أمام مهامهم لإخماد النيران، لا تزال عدة جبهات مشتعلة في جزيرة رودس اليونانية، لليوم السابع على التوالي، فيما أصدرت السلطات أوامر جديدة بالإجلاء لعدة مناطق امتدت لها الحرائق.
جبهات جديدة في رودس
قالت فرق الإطفاء، إن ثلاث جبهات نيران منفصلة ما زالت مشتعلة في جزيرة رودس، في وقت متأخر من بعد ظهر أمس الاثنين. بحسب ما نقلت وكالة الأنباء اليونانية الرسميةAMNNA.
وأوضحت فرق الإطفاء أن جبهة النار المشتعلة في بلاتانيا، بالقرب من الجزء الشمالي من الجزيرة، تتحرك بسرعة جنوبًا نحو قرية مالونا، فيما يكافح عناصرها بأقصى جهد لمنع نيران اشتعلت بالقرب من قريتي جينادي وفاتي، في جنوب رودس، من الوصول إلى القرى حيث يفصلها عنهم نحو 3 كيلومترات.
وأشار فريق الإطفاء إلى أن الرياح العاتية في الجزيرة التي سجلت 7 درجات على مقياس بوفورت تشكل مصدر قلق كبير في انتشار الحريق على جميع الجبهات.
وكافح رجال الإطفاء على مدار ستة أيام مضت لاحتواء 82 حريقًا في جميع أنحاء اليونان، بدأ 64 منها أمس الأول الأحد، وهو أكثر أيام الصيف حرارة حتى الأن حيث سجل 45 درجة مئوية.
وقال المتحدث باسم خدمة الإطفاء فاسيليس فاتراكوجيانيس بعد يوم من ارتفاع درجات الحرارة في البر الرئيسي اليوناني الجنوبي إلى 45 درجة مئوية: "سيكون خطر نشوب حريق شديدًا في عدة مناطق باليونان اليوم".
وتوقعت الأرصاد الجوية، طقسًا في اليونان أقل وطأة من حر الأحد، تصل إلى 38 درجة مئوية، أمس الاثنين، تتبعها درجات حرارة مرتفعة أكثر اعتبارًا من يوم غد الثلاثاء، وتوقع أن يصبح الجو أكثر برودة الخميس، مع درجات حرارة تتراوح بين منخفضة إلى متوسطة "30 درجة مئوية"، وفقًا لما ذكرته خدمة الأرصاد في البلاد مساء الأحد.
عمليات إجلاء جديدة
وأصدرت السلطات في اليونان، الاثنين، أوامر بعمليات إجلاء جديدة بسبب الرياح العاتية والحرارة التي تغذي حرائق الغابات في مناطق عدة في البلاد.
وصدرت أوامر الإجلاء الأخيرة في جنوب رودس بعد أن نُقل نحو 19 ألف شخص، معظمهم من السياح، في حافلات وقوارب خلال عطلة نهاية الأسبوع بعيدًا عن مسار الحريق الذي وصل إلى عدة مناطق ساحلية من الجبال القريبة.
كما صدرت أوامر بعمليات إجلاء بين عشية وضحاها في جزيرة كورفو الغربية، حيث تم نقل أكثر من 2000 شخص، بمن فيهم السياح، إلى مكان آمن في جزيرة إيفيا وفي منطقة جبلية في منطقة بيلوبونيز الجنوبية.
وعلى إثر أخطر موجة حرائق في جزيرة رودس نظمت السلطات أكبر عملية إجلاء في تاريخ اليونان. وقالت السلطات اليونانية إنه تم إجلاء حوالي 19 ألف شخص بينهم 16 ألف شخص عن طريق البر و3 آلاف عن طريق البحر من 12 قرية وعدة فنادق من عدة مواقع في الجزيرة السياحية.
ووفق السلطات المحلية تلقى ستة أشخاص العلاج لفترة وجيزة في المستشفى إثر مشاكل في الجهاز التنفسي، فيما كسرت ساق شخص بعد أن سقط أثناء إخلاء أحد الفنادق، وظلت امرأة حامل في المستشفى، وهي بحالة جيدة.
وطلبت السلطات اليونانية، مساء أمس، من سكان قرى ليفادي، وبوتامي، وبيرناراكي، وبلاتانيستوس، وكاسترو، بالقرب من أقصى جنوب جزيرة إيفيا، ثاني أكبر جزر اليونان، سرعة الإخلاء إلى بلدة كاريستوس في الغرب، بسبب حريق غابات جديد وكبير.
وقال جيورجوس كيليديتيس، نائب حاكم وسط اليونان، للصحفيين، بشأن الحريق الجديد في إيفيا "قد تكون النار على بُعد كيلومترين، لكن الرياح قوية، والنمو منخفض، والدخان كثيف، والهواء يصعب التنفس"، مضيفًا "الوضع صعب". وفق تصريحات نقلتها وكالة أثينا الحكومية.
250 رجل إطفاء و18 طائرة
وشارك أكثر من 250 من رجال الإطفاء، في محاولات احتواء النيران بمساعدة 18 طائرة، للحول دون تهديد المزيد من المناطق السكنية، بعد أن التهم الحريق مساحات شاسعة من الغابات والعديد من المباني منذ اندلاعه في منطقة جبلية، الثلاثاء الماضي، وفق المتحدث باسم فريق الإطفاء في اليونان.
بدل إغلاق
على صعيد آخر، رصدت الحكومة اليونانية، دعمًا ماليًا لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر لموظفي الشركات التي أجبرت على الإغلاق بسبب الحرائق، بموجب قرار حكومي يلزمها بتعليق أعمالها التجارية.
وقال وزير العمل أدونيس جورجياديس، أمس الاثنين" لقد قدمنا بالفعل تعديلاً على مشروع قانون وزارة المالية، والذي بموجبه سيتم تعليق الأعمال التجارية، التي تأثرت بالحرائق ولا يمكن أن تعمل كما كان من قبل، لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر. خلال هذه الفترة، سيحصل العمال على 534 يورو شهريًا كبدل طارئ من الدولة".