بينما يحتشد آلاف السياح والسكان الفارين من حرائق الغابات في جزيرة رودس السياحية في اليوناني بالمدارس والملاجئ، اليوم الأحد، في أكبر عملية إجلاء تشهدها البلاد، حذّرت السلطات سكان 5 قرى من حريق جديد قريب يستعر في جنوب جزيرة إيفيا وطالبتهم بسرعة الإخلاء إلى الغرب.
وعلى مدار ستة أيام، اشتعلت حرائق الغابات في رودس بفعل الرياح القوية وعادت إلى الظهور على طول الجزء الجنوبي الشرقي من الجزيرة، وهي ثالث جزر اليونان اكتظاظًا بالسكان، إذ يبلغ عدد سكانها 125 ألفًا.
حريق جديد
طلبت السلطات اليونانية، مساء اليوم، من سكان قرى ليفادي، وبوتامي، وبيرناراكي، وبلاتانيستوس، وكاسترو، بالقرب من أقصى جنوب جزيرة إيفيا، ثاني أكبر جزر اليونان، سرعة الإخلاء إلى بلدة كاريستوس في الغرب، بسبب حريق غابات جديد وكبير.
وقال جيورجوس كيليديتيس، نائب حاكم وسط اليونان، للصحفيين، بشأن الحريق الجديد في إيفيا "قد تكون النار على بُعد كيلومترين، لكن الرياح قوية، والنمو منخفض، والدخان كثيف، والهواء يصعب التنفس"، مضيفًا "الوضع صعب". وفق تصريحات نقلتها وكالة أثينا الحكومية ANA-MPA.
وحذّرت الحماية المدنية من مخاطر "عالية للغاية" لحدوث حرائق غابات، اليوم، فيما يقرب من نصف اليونان، إذ من المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 45 درجة مئوية.
ويأتي ذلك بينما تستمر موجات الحر في جنوب أوروبا وأجزاء كبيرة من العالم بينها الشرق الأوسط حتى أغسطس المقبل.
أكبر عملية إجلاء
وأرغم الحريق نحو 30 ألف شخص على مغادرة منازلهم وفنادقهم في شرق جزيرة رودس، وسط الموسم السياحي.
ووصفت كونستانتيا ديموغليدو، المتحدثة باسم الشرطة اليونانية، عمليات الإجلاء الجارية لإنقاذ السكان والسياح من الجزيرة بأنها "أكبر عملية إجلاء شهدتها اليونان على الإطلاق"، وأكدت أن التزام الجميع بالتعليمات كان سببًا رئيسيًا في تمام المهمة على أكمل وجه.
وقال المتحدث باسم فريق الإطفاء اليوناني يوانيس أرتوبويوس، إن 19 ألف شخص نُقلوا من منازلهم وفنادقهم في 12بلدة، بينهم 16 ألف نقلوا برا، وفق ما نقلت وكالة الأنباء اليونانية.
ونقل نحو 3000 ألاف شخص على متن قوارب خاصة من الشواطئ إلى مناطق أكثر أمانًا بالجزيرة اليونانية عندما تحركت النيران صوب المنتجعات والقرى الساحلية.
ونُقل السياح وآلاف السكان إلى الصالات الرياضية والمدارس ومراكز المؤتمرات بالفنادق في رودس، حيث سيمضون الليل، بينما يكافح رجال الإطفاء الحريق المتمدد.
نهاية العالم
ونقلت وسائل إعلام محلية ودولية، تجارب السكان والسائحين حيث عاش بعضهم مشاهد صعبة شبهها بنهاية العالم،
وقال سائح بريطاني، إيان موريسون، لشبكة "سكاي البريطانية"، من على متن سفينة إنقاذ: 'لقد كان الأمر أشبه حرفياً بنهاية العالم'.
وتحدث موريسون عن مشاهد فوضوية لمجموعات كبيرة من السياح على الشاطئ وهم يتدافعون على متن الحافلات، بينما وصلت السنة اللهب الضخمة القرى حيث يتواجدون.
ووصلت ألسنة اللهب الضخمة إلى القرى الساحلية كيوتاري وجينادي وبيفكي وليندوس ولاردوس وكالاتوس، في رودس، وتجمعت حشود في الشوارع تحت سماء حمراء غطاءها دخان كثيف في انتظار نقلها إلى بر الأمان.
250 إطفائيًا و18 طائرة
وقال المتحدث باسم فريق الإطفاء في اليونان، إن أكثر من 250 من رجال الإطفاء، حاولوا احتواء النيران بمساعدة 18 طائرة، واشتبكوا مع ثلاث جبهات، اليوم الأحد، وتصدوا للحول دون تهديد المزيد من المناطق السكنية، بعد أن التهم الحريق مساحات شاسعة من الغابات والعديد من المباني منذ اندلاعه في منطقة جبلية، الثلاثاء الماضي.
وحارب المتطوعون لإطفاء حريق أدى إلى اسوداد التلال وتفحم المباني بالقرب من ليندوس، التي تشتهر بأكروبوليس على صخرة ضخمة داخل جدران العصور الوسطى.
إلغاء الرحلات الجوية
وألغت العديد من شركات الطيران، رحلاتها على أثر الحادث، بينما علق السائحون وفقد بعضهم وثائقهم الخاصة بالسفر.
وقالت وزارة الخارجية اليونانية، إنها بصدد إنشاء مكتب مساعدة في مطار رودس لتسهيل مغادرة الزوار الذين فقدوا وثائق سفرهم، بالتعاون مع السفارات.
وقالت شركة TUI المتخصصة في تنظيم الرحلات إنها ألغت جميع الرحلات الجوية المغادرة إلى رودس حتى يوم الثلاثاء. وأضافت في بيان أن "العملاء الموجودين حاليًا في رودس سيعودون على متن رحلتهم المقصودة إلى وطنهم".
وقالت شركة جت 2 إن خمس طائرات كان من المقرر أن تقل المزيد من السياح إلى الجزيرة ستطير وهي فارغة وستقل الناس إلى الوطن في رحلاتها المجدولة.
بالمقابل، أكدت شركة الخطوط الجوية الفرنسية (كيه إل إم) إن رحلتها اليومية من رودس تعمل كالمعتاد. وقالت رايان إير إن رحلاتها من وإلى الجزيرة لم تتأثر بالحريق.