الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

وساطة العراق لحلحلة أزمة اليمن.. دافع كبير تعززه علاقات جيدة مع الجميع

  • مشاركة :
post-title
وزير الخارجية العراقي ونظيره اليمني

القاهرة الإخبارية - سمر سليمان

انطلاقًا من دورٍ لافتٍ يلعبه في الإقليم، يسعى العراق للوساطة لإنهاء الصراع الدائر في اليمن، مُستندًا إلى ثقة كبيرة حظي بها بعد استقباله محادثات غير مسبوقة بين السعودية وطهران قبل عام، وعلاقات جيدة مع جميع أطراف الأزمة.

وأعلن فؤاد حسين، وزير الخارجية العراقي، في أعقاب محادثات جمعته بنظيره اليمني، أحمد عوض بن مبارك، في بغداد، قبل يوم، أثمرت عن توقيع مذكرة تشاور سياسي بين بلديهما، استعداد العراق للعب دور الوسيط للمساعدة في إيجاد حل للحرب في اليمن، قائلًا "لدينا علاقات جيدة مع جميع الأطراف، ونستطيع أن نضع هذه العلاقات في خدمة الاستقرار والأمن في اليمن، نستطيع أن نتحرك إقليميًا في هذا المجال".

والصراع القائم في اليمن الواقعة في الخليج العربي أطرافه حكومة معترف بها دوليًا يدعمها تحالف عسكري تقوده السعودية، في مواجهة جماعة الحوثيين المقربة من إيران.

وفي تقدير إبراهيم السراج، الباحث السياسي العراقي، يمتلك العراق مؤهلًا ودافعًا كبيرين لوساطته لحلحلة الأزمة في اليمن، عنوانها علاقاته الجيدة في الإقليم بجميع أطراف الأزمة.

دافع كبير

وقال "السراج" في تصريحات خاصة أدلى بها لموقع "القاهرة الإخبارية"، اليوم الاثنين، إن الوساطة العراقية لحل الأزمة اليمنية تأتي من دافع كبير أن العراق استطاع عقد اجتماعات عدة بين الحكومة الإيرانية والسعودية في بغداد، وتوجت هذه الاجتماعات بعد ذلك بتصفية الخلافات بين البلدين، وعودة التمثيل الدبلوماسي بينهما.

أضاف السراج أن العراق يمتلك علاقات جيدة مع الأطراف المتنازعة في اليمن، وكذلك يمتلك علاقة متميزة مع الحكومة السعودية، وبالتالي نعتقد هذا مؤهل ودافع كبير ليتدخل لحلحلة هذه الأزمة، خاصة أن هناك بوادر سعودية لتفكيك هذه الأزمة والخروج منها، وأعتقد أن تحقيق السلام هنا سيشمل المنطقة بأكملها ليس فقط السعودية واليمن.

ويسعى العراق لتحسين وتطوير علاقاته مع دول الجوار والإقليم، شريطة الحفاظ على استقلاليته التي أكد مرارًا أنها "خط أحمر" لا يمكن لأي دولة تجاوزه.

وإيران المتاخمة للعراق تربطهما معًا ارتباطات كبيرة على مختلف المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية، إضافة إلى الجوانب الاجتماعية.

مفتاح الحل

ويرى المحلل السياسي العراقي، أن من شأن العلاقات بين الرياض وطهران، أن تكون ذا تأثير كبير على الوضع في اليمن.

ومن شأن علاقة جيدة وترابط كبير بين جماعة الحوثي، وطهران أن تسهم بالدفع باتجاه حلحلة الأزمة، في تقدير السراج.

وعلى الجانب الآخر، تدفع مشاورات جرت بين الحكومة اليمنية والإيرانية ناقش خلالها الطرفان ملف الأزمة "ووصلا إلى قناعات بضرورة التوصل لحلول جذرية حقيقية لمشكلة اليمن"، تدفع باتجاه طاولة حوار وعقد مؤتمر لكل الأطراف المتنازعة مع الحفاظ على حقوقها، بحسب السراج.

وأنتج النزاع المسلح الدائر في البلاد منذ عام 2015 واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إضافة إلى مئات الآلاف من القتلى، رغم ذلك يشهد هدوءًا نسبيًا منذ التوصل إلى هدنة برعاية الأمم المتحدة، في 2022 انتهت في أكتوبر ولا يزال أثرها مستمرًا.

حلحلة دون تحميل أي طرف

واستبعد المحلل السياسي أن تكون محاولات الحلحلة في اليمن بوساطة عراقية واتفاق سعودي إيراني، قد تتجاهل الأطراف المتنازعة كافة، أو تكون على حساب أي من أطرافها، مُضيفًا "الجميع له مطالبه وأجندته، والجميع ينشدون السلام، ولكن ليس على حساب تنازلات قد يدفعها أحد".

دور إقليمي لافت

وفي تقدير المحلل السياسي، فالعراق معني بدور إقليمي كبير في المنطقة، وبالتالي سخر هذا الدور للذهاب لعقد عدة اجتماعات بين السعودية وإيران في بغداد، ثم كان هذا دافعًا كبيرًا لتستثمره الصين وتبرم اتفاقات بين السعودية وإيران لعودة العلاقات، وهو ما تم بالفعل.

أضاف أن العراق في كل هذه التجاذبات والصراعات يرى أن "تصفير" الخلافات بين السعودية وإيران، سينعكس إيجابًا على المنطقة ومن شأنه أن يضمن لها الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي.