حالة تأهب أمنية وصحية في أمريكا بسبب عقار طبي بيطري، بعدما بات متداولًا بصورة واسعة تحت مسمى مخدر الزومبي، إذ يندرج تحت قائمة "المسكنات غير الأفيونية"، إضافة إلى كونه غير معتمد للاستهلاك البشري، بحسب تقرير لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
طبيعة عقار الزومبي
يُعرف العقار باسم "tranq" أو "Xylazine" لأنه ممزوج بمادة "الزيلازين" التي يستخدمها الأطباء البيطريون، ويشيع استخدامه في بعض البلاد، وله آثار مهدئة أشد فتكًا على الإنسان، ويسمى بـ"عقار الزومبي" لأنه يتسبب في تآكل بعض خلايا من يتعاطونه، ويحولهم إلى ما يشبه الموتى الأحياء، أو ما يطلق عليهم، في وسائل الإعلام الغربي بـ"الزومبي".
آثار مميتة
يتم خلط عقار الزومبي بشكل أساسي مع مادة "الفنتانيل" لصنع عقار قاتل، وصفته وكالة مكافحة المخدرات الأمريكية بأنه "التهديد الأكثر فتكًا الذي واجهته واشنطن على الإطلاق"، إذ يسبب مجموعة من الآثار الجانبية، من بينها تعفن الجلد والاضطراب العقلي، وعلى عكس غيره من المواد الأفيونية لا يوجد علاج للجرعات الزائدة، ما يعني أن تناول كمية كبيرة منه يمكن أن يفضي إلى الموت.
علاقة طردية مع ارتفاع أسعار المخدرات
بدأ تجار المخدرات في بورتوريكو في استخدام العقار مع بداية القرن الـ21 بهدف الحفاظ على إمداداتهم من المخدرات في ظل ارتفاع أسعار الهيروين والكوكايين، إذ يصل سعر الجرعة منه إلى دولار واحد، ولأن له آثار تشبه آثار تعاطي المواد الأفيونية، يجد إقبالا كبيرًا ومع استمرار ارتفاع أسعار المخدرات، بدأ الاعتماد عليه كمخدر أساسي، إذ إن كيلو"الترانك" أرخص بنحو 15 مرة من مخدر الفنتانيل و16 مرة من الكوكايين، وله مفعول أطول.
وبحلول عام 2006، تزايد تهريب العقار إلى الولايات المتحدة، وقالت إدارة مكافحة المخدرات إن وجوده في سوق المخدرات الأمريكي في البداية كان بنسبة قليلة، لكنه زاد بشكل مطرد بحلول منتصف عام 2010، فيما تحاول الولايات المتحدة السيطرة على الطرق غير الشرعية، التي يدخل منها العقار، وأهمها التهريب عبر جزيرة بورتوريكو.
محاولات إخضاع للرقابة
جرى تطوير عقار "الترانك" في الستينيات لمساعدة الأطباء البيطريين في علاج الأبقار والخيول والأغنام، وشُرع استهلاكه في المختبرات الصينية، وفي الولايات المتحدة، بكميات محدودة، وعلى الرغم من مساعي "الكونجرس" الأخيرة لإخضاع مادة "الزيلازين" للرقابة، لا يزال العقار متاحًا على نطاق واسع عبر الإنترنت، مما يسهل تدفقه إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة.
وبحسب تقرير صادر عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، بلغت الوفيات الشهرية للجرعة الزائدة من العقار إلى 188 شخصًا في يونيو 2022، كما انتشرت في عدة مدن حاليا وحدات طبية متنقلة مزودة بممرضات لمساعدة أولئك الذين يعانون من الآثار الجانبية الخطيرة لهذا العقار.