تواصل روسيا تضييق الخناق على مساعي كييف لتصدير الحبوب، منذ خروجها من الاتفاق الأمني الذي يضمن تصديرها وسط حصار الحرب، بهجمات شنتها على مدار يومين صوب منطقة أوديسا جنوبي البلاد، أخرجت أحدثها بعض أرصفة الميناء من الخدمة، فيما تعتزم بدء من الغد تصنيف السفن المُبحرة إلى أوكرانيا "ناقلة محتملة للسلاح" في خطوة ثانية تؤكد بها إنهاء ضمانات أمنية كان يكفلها الاتفاق.
وأبلغت روسيا، الاثنين الماضي، بشكل رسمي أوكرانيا، والأطراف الوسيطة في الاتفاق، تركيا والأمم المتحدة، اعتراضها على تمديد اتفاق الحبوب، وسط سيل من بيانات الدول الغربية بالشجب والإدانة للقرار، فيما تتحدث كييف وقتها عن وسائل بديلة.
ومنذ انسحاب موسكو من الاتفاق وهي تواصل قصفها الصاروخي على منطقة أوديسا وعلى تشورنومورسك القريبة منها في الجنوب الأوكراني.
خروج من الخدمة
أعلن وزير الزراعة الأوكراني ميكولا سولسكي، اليوم الأربعاء، تضرر "جزء كبير" من البنية التحتية لتصدير الحبوب في ميناء تشورنومورسك بمنطقة أوديسا، جراء هجوم ليلي شنته روسيا.
وأضاف أن الهجوم دمر أيضًا 60 ألف طن من الحبوب في الميناء كان من المفترض تحميلها وشحنها وفق اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود قبل 60 يومًا.
وكتب سولسكي عبر حسابه على تطبيق تيليجرام: "الهجوم الليلي أخرج جزءًا كبيرًا من البنية التحتية لتصدير الحبوب في ميناء تشورنومورسك من الخدمة".
وتضم أوديسا وضواحيها أبرز ثلاثة موانئ تسمح لأوكرانيا في إطار مبادرة الحبوب في البحر الأسود، بالتصدير وسط الحصار الذي تفرضه الحرب في البلاد
هجوم كبير
وأطلقت صفارات الإنذار في أكثر من اثنتي عشرة منطقة في جميع أنحاء أوكرانيا، في ساعة مبكرة من اليوم الأربعاء، وتحدث أوليج كيبر، حاكم أوديسا، عن "هجوم كبير" تشنه روسيا، وطلب، حينها، من السكان ملازمة الملاجئ.
وأكدت القوات الجوية الأوكرانية إسقاط 37 صاروخًا وطائرة مسيّرة روسية، خلال هجوم شنته موسكو، ليلة الثلاثاء والأربعاء.
وقال سلاح الجو الأوكراني في منشور عبر حسابه على "تليجرام": "في ليلة 19 يوليو 2023، هاجم الغزاة الروس أوكرانيا من الجنوب، مستخدمين صواريخ كروز الجوية والبرية والبحرية، بالإضافة إلى طائرات مسيّرة هجومية إيرانية الصنع من نوع شاهد 136/131".
أضاف: "أطلق العدو 16 صاروخًا من طراز كاليبر كروز، وثمانية صواريخ كروز X-22 ، وستة صواريخ كروز Oniks، وصاروخ موجه X-59، و32 طائرة بدون طيار هجومية من طراز شاهد -136 / 13. في أوكرانيا ليلًا"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الأوكرانية الرسمية.
وتابع: "أسقط نظام الدفاع الجوي لدينا 13 صاروخًا كاليبر كروز، وصاروخ موجه X-59 و23 طائرة بدون طيار هجومية من طراز شاهد -136 / 131" مضيفًا "وكانت الضربات بصواريخ X-22 وOniks تستهدف البنية التحتية لمنطقة أوديسا".
تحذير روسي
وحذّرت روسيا أوكرانيا من مساعيها لمواصلة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، دون موافقة موسكو، وأكدت أنه لم يعد هناك "ضمانات أمنية" بعد انتهاء العمل بالاتفاق.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأربعاء، عن تصنيف السفن المبحرة إلى أوكرانيا " كناقلة محتملة للمعدات العسكرية" اعتبارًا من يوم غد 20 يوليو.
وقال الدفاع الروسية، في بيان لها بشأن إنهاء "مبادرة البحر الأسود": "بدءًا صباح يوم 20 يوليو، وسيتم اعتبار جميع السفن المبحرة في البحر الأسود إلى الموانئ الأوكرانية ناقلة محتملة للمعدات العسكرية، والدول التي ترفع علم هذه السفن ستعتبر متورطة في الصراع إلى جانب نظام كييف".
وأعلنت روسيا في وقت سابق، اعتبار عدد من المناطق البحرية في الأجزاء الشمالية الغربية والجنوبية الشرقية من المياه الدولية للبحر الأسود، خطرة على الملاحة، بشكل مؤقت.
وسائل بديلة أمام كييف
ووسط التضييق الروسي، لا تزال أمام كييف وسائل بديلة متاحة لتصدير الحبوب من بينها موانىء نهر الدانوب، وفق تقديرات كشف عنها مسؤول بجمعية الحبوب الأوكرانية.
وقال نيكولاي جورباتشوف، رئيس جمعية الحبوب في أوكرانيا، في تصريحات صحفية أدلى بها في وقت سابق، إنه ثمة هناك وسائل بديلة متاحة لتصدير الحبوب من أوكرانيا، من بينها موانئ نهر الدانوب، لكنه أقر بأن "الموانئ ستكون أقل كفاءة" مشيرًا إلى تداعيات ذلك المتعلقة بكمية الحبوب التي يمكن لأوكرانيا تصديرها، إضافة إلى ارتفاع تكلفة نقلها.
5 دول أوروبية تحظر حبوب أوكرانيا
على صعيد آخر، مددت خمس دول في الاتحاد الأوروبي، حظر الحبوب الأوكرانية، لكنها أكدت أنها ستسمح بانتقالها عبر أراضيها إلى أجزاء أخرى من العالم في حاجة للغذاء، بحد وصفها.
ووقع وزراء الزراعية في بولندا وسلوفاكيا والمجر وبلغاريا ورومانيا، اليوم، إعلانًا مشتركًا في وارسو قبل مناقشات الاتحاد الأوروبي بشأن هذه المسألة مقرر عقدها الأسبوع المقبل في بروكسل.
وقال الإعلان إنهم يؤيدون الاستمرار في السماح للحبوب الأوكرانية بالمرور عبر بلادهم عن طريق البر والسكك الحديدية والنهر إلى وجهات حيث تكون هناك حاجة إليها، لكنهم سيبقون حظر الاستيراد إلى بلدانهم حتى عام 2023.