الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الصين الأمل الأخير.. من ينقذ العالم من المجاعة بعد وقف اتفاق الحبوب؟

  • مشاركة :
post-title
صورة أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تأمل الدول الغربية أن تساعد الصين في الضغط على روسيا للانضمام إلى اتفاق رئيسي للأمن الغذائي العالمي، بعد إعلان موسكو الانسحاب رسميًا من مبادرة حبوب البحر الأسود أمس الاثنين.

رفضت روسيا تمديد صفقة الحبوب التي انتهت أمس الإثنين، في الاتفاق الذي تم التوصل إليه منذ عام بوساطة الأمم المتحدة والذي يسمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب بشكل آمن عبر البحر الأسود؛ بسبب عدم تنفيذ جزء من الصفقة ينص على إزالة العقبات أمام الصادرات الزراعية الروسية لم يتم تنفيذه.

ونقلت وكالة أنباء تاس الرسمية عن مسؤول روسي كبير في الأمم المتحدة قوله أمس، إن قرار روسيا عدم تمديد اتفاق الحبوب في البحر الأسود نهائي ولا خطة لإجراء المزيد من المحادثات بشأنه.

تعليق المبادرة، منع الإمدادات الغذائية الأوكرانية من الوصول إلى الأسواق العالمية، التي كانت بمثابة شريان حياة رئيسي للبلدان الفقيرة في جميع أنحاء إفريقيا والشرق الأوسط، التي تكافح مع ظروف الجفاف والمجاعة على نطاق واسع، بحسب وكالة الأنباء الصينية "شينخوا".

الصين المُستفيد الأكبر

أعربت وزارة الخارجية الصينية عن آمالها أن يجد أطراف مبادرة حبوب البحر الأسود حلًا مناسبًا لقضية الأمن الغذائي العالمي، في وقت أصبحت فيه أوكرانيا بشكل متزايد تمثل مصدرًا للحبوب وغيرها من الإمدادات الغذائية الرئيسية لبكين في السنوات الأخيرة، وهي الوجهة الأولى لشحنات الحبوب التي سهلت بموجب الاتفاقية الدبلوماسية الهشة، التي توسطت فيها الأمم المتحدة وتركيا لأول مرة قبل عام ومددت عدة مرات، إذ كانت الصين المستفيد الأكبر من صفقة الحبوب، حيث استحوذت على نحو 7 ملايين طن متري من إجمالي الصادرات التي تم تحريرها بموجب هذه المبادرة، وفقًا لما أشارت إليه صحيفة فورين بوليسي.

الآن يتطلع المسؤولون الغربيون إلى الحكومة الصينية، أحد أكثر حلفاء روسيا نفوذًا؛ لحثهم على العودة إلى طاولة المفاوضات، وهو أمر لم تستبعده موسكو.

سحق اقتصاد أوكرانيا

يخشى المسؤولون الأمريكيون والأوكرانيون من أن موسكو تريد سحق اقتصاد أوكرانيا المعتمد على الزراعة، ومن المحتمل أن تجعل محصول القمح لعام 2023 وراء حصارها، إلا أنهم ما زالوا يعربون بشكل خاص عن آمالهم في أن تتمكن روسيا من الانضمام إلى الاتفاقية من جديد، بعد أن طالبت موسكو في عدة مناسبات بمزيد من التنازلات لتأمين صادراتها الغذائية والزراعية.

لطالما رفض المسؤولون الأمريكيون المزاعم الروسية بأن العقوبات الأمريكية تعرقل صادراتهم الغذائية، قائلين إن الحرب الروسية الأوكرانية هي أصل المشكلة.

قال مسؤول أوكراني لمجلة بوليتيكو طالبًا عدم الإفصاح عن هويته، "آمل أن تعطي بكين بعض الإشارات لتشجيع روسيا على الانضمام إلى الاتفاقية من جديد".

امتيازات روسية

لم يتفاجأ المسؤولون الغربيون، بمن فيهم المسؤولون في إدارة بايدن، من تحرك الكرملين للانسحاب من مبادرة حبوب البحر الأسود، إذ كان المسؤولون الروس يهددون منذ أشهر بالانسحاب من الاتفاقية إذا لم يتلقوا المزيد من الامتيازات، بما في ذلك إعادة قبول البنك الزراعي الذي تديره الحكومة الروسية في نظام المدفوعات المالية العالمي المعروف باسم "سويفت".

كما طالبت موسكو بإعادة تشغيل خط أنابيب رئيسي للأمونيا الروسية في الأراضي الأوكرانية، في حين تلقت هذه الخطوة آراءً مُتباينة في الكونجرس؛ لأنها ستوفر لموسكو ضخًا نقديًا جديدًا.

مجاعة وانعدام الأمن الغذائي

ومع ذلك، أثارت الخطوة التي طال الخوف منها غضبًا في واشنطن وعدة دول كانت تعتمد على الاتفاقية للحصول على إمدادات غذائية ضرورية.

وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، للصحفيين يوم الاثنين "إنه أمر غير معقول، يجب استعادة هذا في أسرع وقت ممكن وآمل أن تراقب كل دولة ذلك عن كثبٍ."

قال كريس كونز، السيناتور الديموقراطي المقرب من جو باديدن، لصحيفة "بوليتيكو روسيا"، إن قرار إنهاء صفقة الحبوب في البحر الأسود "سيؤدي إلى مجاعة وانعدام الأمن الغذائي في وقت تحدث فيه أحداث مناخية عنيفة والحرب الروسية الأوكرانية، مما سيؤدي بالفعل إلى ارتفاع الأسعار في أسواق المواد الغذائية العالمية في إفريقيا والشرق الأوسط وحول العالم ".

قطعة واحدة من أحجية الأمن الغذائي

ومع ذلك، أشارت بعض وكالات المعونة الدولية إلى أن صفقة الحبوب ليست سوى قطعة واحدة من أحجية الأمن الغذائي العالمي.

وأشارت هانا سارينن، من منظمة أوكسفام الخيرية لمكافحة الفقر، خلال حديثها مع مجلة بوليتيكو: "على الرغم من أن صفقة الحبوب هذه لعبت دورًا في تهدئة ارتفاع أسعار المواد الغذائية، إلا أنها ليست العلاج الكامل للجوع في العالم".

بالإضافة إلى توفير بعض الإمدادات الغذائية الرئيسية للجياع، يجادل مسؤولو إدارة بايدن بأن إحدى أكبر فوائد اتفاقية الحبوب في البحر الأسود، هي أنها ساعدت بشكل كبير على استقرار أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء العالم.

بايدن يسعى لتهدئة الناخبين

تأتي تقلبات السوق الجديدة في أعقاب تحرك روسيا للانسحاب من الصفقة في الوقت الذي يحاول فيه بايدن تهدئة مخاوف الناخبين بشأن الاقتصاد وارتفاع أسعار الأغذية بشكل عنيد، بينما يكثف محاولاته لإعادة انتخابه في عام 2024.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض آدم هودج: "ساهمت كل شحنة في إطار المبادرة في تقليل المصاعب في أفقر دول العالم، لأن جلب الحبوب إلى الأسواق العالمية يخفض أسعار المواد الغذائية للجميع".

أمن البحر الأسود

دعا وزير البنية التحتية الأوكراني يوم الاثنين، إلى استمرار الاتفاق حتى بدون امتثال روسيا، مع تقديم تركيا والأمم المتحدة ضمانات أمنية رئيسية.

وأشار مسؤول أوكراني رفض الإعلان عن هويته، إلى أنه لا يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب كان أردوغان، المفاوض الرئيسي في الحفاظ على الاتفاق ساريًا حتى الآن، على استعداد لاستفزاز موسكو من خلال محاولة توفير ممر آمن للسفن من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود إلى إسطنبول دون مباركة موسكو.

لكن بدون امتثال روسيا، فإن قضية الأمن في البحر الأسود هي مصدر قلق كبير لشركات الشحن والأمن الأكبر في المنطقة، حيث يحاول الجيش الأوكراني صد القوات الروسية.