بينما أعلنت موسكو الانسحاب نهائيًا من اتفاق تصدير الحبوب الأوكراني عبر موانئ البحر الأسود، وأغلقت باب التفاوض بهذا الشأن، سرعان ما انهالت عليها بيانات الدول الغربية بالشجب والإدانة للقرار، فيما تتحدث كييف عن وسائل بديلة.
وأبلغت روسيا، اليوم الاثنين، بشكل رسمي أوكرانيا، والأطراف الوسيطة في الاتفاق تركيا والأمم المتحدة، اعتراضها على تمديد اتفاق الحبوب.
وصرّح النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، بأن قرار الانسحاب من اتفاق تصدير الحبوب نهائي، نافيًا إمكانية إجراء مفاوضات بهذا الشأن.
شجب وإدانة
وأدانت أورسولا فون دير لايين، رئيسة المفوضية الأوروبية، اليوم الاثنين، إعلان موسكو انتهاء العمل باتفاق تصدير الحبوب الأوكراني، وتعهدت بمساعٍ أوروبية لضمان الأمن الغذائي للفقراء في العالم.
وقالت فون دير لاين في تغريدة لها على حسابها على موقع تويتر: "أدين بشدة القرار الروسي الوقح بإنهاء اتفاق البحر الأسود لتصدير الحبوب، على الرغم من جهود الأمم المتحدة وتركيا. الاتحاد الأوروبي يسعى جاهدًا لضمان الأمن الغذائي للسكان الضعفاء على هذا الكوكب".
واعتبرت لندن موقف موسكو مخيبًا للآمال، إذ بموجبه سيحرم الملايين من إمداد الحبوب.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء ريشي سوناك، في تصريحات صحفية، إنه "من الواضح أنه مخيب للآمال. لكننا سنواصل المحادثات". وأضاف "إذا لم تجدد روسيا الاتفاقية فستحرم الملايين من إمدادات الحبوب الأساسية بالنسبة لهم".
وعدّت الولايات المتحدة روسيا تمارس ألعابًا سياسية، ووصفت قرارها الانسحاب من اتفاق الحبوب "عملًا وحشيًا جديدًا" سيعاني منه ملايين البشر.
وقالت ليندا توماس- جرينفيلد، السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، في تصريحات صحفية، اليوم: "في وقت تمارس روسيا ألعابًا سياسية، فإن أناسًا فعليين سيعانون"، متهمة موسكو بـ"احتجاز الإنسانية رهينة".
وحذّر جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، روسيا، في وقت سابق، من عواقب الانسحاب من اتفاق تصدير الحبوب، مؤكدًا أن"تكلفته الدبلوماسية ستكون كبيرة جدًا".
ابتزاز للأمن الغذائي
وطالبت باريس موسكو بـ"وقف ابتزازها للأمن الغذائي"، وطالبتها بالتراجع عن قرار انسحابها من اتفاق الحبوب الأوكرانية.
وقالت متحدثة باسم الخارجية الفرنسية في بيان لها اليوم: "روسيا وحدها مسؤولة عن عرقلة الملاحة في هذا المجال البحري وتفرض حصارًا غير قانوني على الموانئ الأوكرانية".
الأمم المتحدة تأسف
وأسف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، لقرار موسكو، ولمئات الملايين في العالم سيدفعون الثمن
وقال جوتيريش للصحفيين اليوم، إن "مئات ملايين الاشخاص يواجهون الجوع. فيما المستهلكون يواجهون أزمة عالمية لكلفة الحياة. سيدفعون الثمن".
وهددت روسيا مرارًا بالانسحاب من الاتفاق الذي أبرم في يوليو 2022 بوساطة الأمم المتحدة وتركيا، في مقابل اتفاقات لم يتم الوفاء بها تتعلق بتعزيز صادراتها من الحبوب والأسمدة.
وسائل بديلة أمام كييف
وتحدث نيكولاي جورباتشوف، رئيس جمعية الحبوب الأوكرانية، في تصريحات صحفية، عن وسائل بديلة متاحة لتصدير الحبوب من أوكرانيا، من بينها موانئ نهر الدانوب.
وأقر جورباتشوف، وفق تصريحات نقلتها شبكة الإذاعة البريطانية، بأن "الموانئ ستكون أقل كفاءة" مشيرًا إلى تداعيات ذلك المتعلقة بكمية الحبوب التي يمكن لأوكرانيا تصديرها، وارتفاع تكلفة نقلها.
وغادرت آخر سفينة لنقل الحبوب بموجب الاتفاق مع موسكو، أمس الأحد، ميناء أوديسا جنوب غربي أوكرانيا، وبموجب الاتفاق صدرت أوكرانيا نحو 33 مليون طن من الذرة والقمح والحبوب الأخرى، وفق إعلان مكتب تنسيق حركة السفن في أنقرة.
واتفاق البحر الأسود أبرمته روسيا مع أوكرانيا، في 22 يوليو 2022، بوساطة الأمم المتحدة وتركيا، وتم تمديده في نوفمبر، ثم في مارس، ومرة أخرى في مايو وأخيرًا وافقت موسكو على تجديده لمدة 60 يومًا حتى اليوم 17 يوليو الجاري، وذلك للتصدي لأزمة غذاء عالمية نجمت عن أسباب من بينها الصراع الروسي الأوكراني، الذي اندلع منذ 24 فبراير 2022، وعرقل وقتها تصدير الحبوب عبر موانئ البحر الأسود.