لا تزال التوترات بين بكين وتايبيه، في أوجها، بعد أن سجلت السفن الحربية الصينية حول تايوان عددًا قياسيًا، وتمثل تلك الخطوة تهديدًا عسكريًا متزايدًا، خلال الفترة الحالية، وسط ترقب أمريكي في ظل دعمها المتواصل لتايوان، في نزاعها مع التنين الصيني، بحسب مجلة "دير شبيجل" الألمانية.
ويعتبر الحزب الشيوعي الصيني الحاكم تايوان جزءًا من أراضيه، على الرغم من أن تايوان تعتبر نفسها دولة مستقلة وديمقراطية، وأشارت بكين مرارًا إلى أنها تدرس أيضًا وسائل عنيفة للسيطرة على تايوان إذا لزم الأمر.
ورصدت تقارير صادرة عن وزارة الدفاع التايوانية، ما مجموعه 16 سفينة حربية حول الجزيرة خلال الـ 24 ساعة الماضية، في تدريبات قتالية، وهو ما يعد تهديدًا من البحرية الصينية، أكثر من أي وقت مضى.
73 طائرة حربية صينية
ويأتي تواجد السفن الحربية الصينية قبالة الجزيرة، بعد تدريبات نفذتها القوات الجوية الصينية الأسبوع الماضي، بعد أن دخلت 73 طائرة حربية صينية المجال الجوي التايواني في ثلاثة أيام فقط، بالإضافة إلى عبور الخط المركزي لمضيق "فورموزا" الذي يفصل المجال الجوي للصين وتايوان، ويعد حدودًا غير رسمية احترمتها الصين.
عصفوران بحجر واحد
تسعى الصين إلى تحقيق هدفين من خلال هذه الأعمال العسكرية، الأول ترهيب تايوان بوجود عسكري دائم ومتزايد، والثاني استخدام هذه المناورات للتحضير لغزو فعلي محتمل لتايوان، وفقًا لما ذكره المحلل الأمريكي كارل شوستر لشبكة "CNN".
تدخل أجنبي محكوم بالفشل
وفي وقت سابق أكد وزير الدفاع الصيني لي شانغفو، خلال منتدى شانغريلا في سنغافورة، أن الجيش الصيني لن يتردد لثانية واحدة، فكلما زادت الأنشطة الانفصالية في تايوان، كلما اتخذت القيادة الصينية إجراءات مضادة بحزم أكبر، وأي تدخل أجنبي في هذا الأمر محكوم عليه بالفشل.
بينما ترى حكومة تايوان أن جمهورية الصين الشعبية لم تحكم الجزيرة قط، وبالتالي ليس لها الحق في المطالبة بها، وسكانها البالغ عددهم 23 مليونًا هم فقط من يمكنهم تقرير مستقبلهم.
أمريكا الداعمة لتايوان
ودائمًا ما تعرب الحكومة الأمريكية عن قلقها بعد الحوادث التي وقعت مع الصين في مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي.
وتتكئ تايوان إلى اتفاق يشبه المعاهدة مع الولايات المتحدة، من خلال وعود بالدفاع عنها حالة تعرضها لهجوم عسكري، وتواجه واشنطن التدريبات الصينية، من خلال التدريبات العسكرية في المنطقة وتظهر أنها جادة بشأن اتفاقها مع تايوان.
وقال جون كيربي مدير الاتصالات بمجلس الأمن القومي، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيجري مزيدًا من المحادثات مع رئيس الدولة الصيني وزعيم الحزب شي جين بينج في الوقت المناسب.
نظرة على التاريخ
تقع جزيرة تايوان في شرق آسيا على بعد حوالي 130 كيلومترًا من البر الرئيسي الصيني وتبلغ مساحتها تقريبًا مساحة سويسرا.
وفي القرن السابع عشر، كانت تايوان جزئيًا مستعمرة إسبانية وهولندية، وبعد ذلك بقليل أصبحت إمبراطورية نصبت نفسها لجنرال صيني متمرد لوقت قصير.
بعد نهاية الحرب الصينية اليابانية الأولى في عام 1895، انتقلت الجزيرة، التي كانت تسمى آنذاك فورموزا، إلى القوة المنتصرة لليابان.
واحتج السكان وأسسوا جمهورية تايوان الديمقراطية الخاصة بهم، بعد استسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية، سقطت الجزيرة في يد جمهورية الصين عام 1945.
انتهت الحرب الأهلية الصينية في الأول من أكتوبر عام 1949. أعلن ماو تسي تونغ، الثوري الشيوعي، جمهورية الصين الشعبية، ومن ذلك الوقت حكمت تايوان نفسها.
13 دولة تعترف بتايوان
ودوليًا تحظى تايوان باعتراف رسمي، من قبل 13 دولة، بعد أن سحبت هندوراس اعترافها وانضمت إلى المعسكر الصيني، لم يتبق غير سانت كيتس ونيفيس، وبالاو، باراجواي، سانت لوسيا، سانت فنسنت، وجزرجرينادين، توفالو، ناورو، جواتيمالا، هايتي، مدينة الفاتيكان، بليز، اسواتيني، جزر مارشال.