يومًا بعد يوم، تُشير الأحداث، إلى صراع عسكري في بقعة جديدة من العالم، وتحديدًا في تايوان، وهو ما تستعد له واشنطن، بحسب ما كشفه تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، التي تحدثت عن وضع أمريكا واليابان، لخطة في حالة حدوث صراع في تايوان، منذ أكثر من عام، لكنها قالت إن السؤال الأهم يتعلق بمشاركة اليابان في الحرب.
تقرير "وول ستريت جورنال"، يأتي في وقت طالب، مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، بتسريع تسليح تايوان، في خطوة تنذر باشتعال التوتر بين الصين وواشنطن مجددًا، وبعد وقت قصير من زيارات كبار المسؤولين الأمريكيين، للصين، "جانيت يلين وزيرة الخزانة الأمريكية، ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن".
خطة أمريكا واليابان
وتقضي خطة أمريكا واليابان، بحث طرق الإمداد ومواقع الصواريخ وخطط إجلاء اللاجئين، وبحث مدى مشاركة الجيش الياباني في مثل هذا الصراع، إذ تسعى الولايات المتحدة لمزيد من الوضوح فيما يتعلق بدور اليابان، في وقت تحاولان فيه تطوير خطة تشغيلية مشتركة فيما يتعلق بتايوان.
وفي ردٍ على سؤال يتعلق بخطة الولايات المتحدة واليابان، قال متحدث باسم الحكومة اليابانية، إن طوكيو وبكين تحتفظان بخطط دفاعية مشتركة، لكنه امتنع عن الخوض في مزيد من التفاصيل، فيما أشارت الصحيفة إلى أنه حال حاولت الصين الاستيلاء على تايوان، وقررت الولايات المتحدة التدخل، كما تعهد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، فإن الرد الأول غالبًا سيكون من القواعد الأمريكية بجزيرة أوكيناوا اليابانية.
وأشارت الصحيفة، إلى أنه رغم ذلك، فإن إقحام اليابان في صراع مباشر، سيكون صعبًا، خاصة أن قادتها يتجنبون الحديث حول المشاركة في حرب تايوان، لرفض الرأي العام الياباني، رغم أن تايوان تبعد عنها 70 ميلًا فقط.
عدد القوات الأمريكية في اليابان
وفقًا لوزارة الدفاع اليابانية، تمتلك الولايات المتحدة ما يقرب من 56000 فرد في الخدمة الفعلية في اليابان، لتحتل المرتبة الأولى في استضافة أكبر عدد من الجنود الأمريكان، أكثر من أي دولة أخرى تليها ألمانيا بنحو 35000 جندي، بحسب موقع "nikkei".
وأقر مجلس الشيوخ الياباني، العام الماضي، اتفاقية جديدة مع الولايات المتحدة، لإنفاق نحو تريليون ين "8.6 مليار دولار"، على مدى خمس سنوات لاستضافة أفراد عسكريين أمريكيين.
سناريوهات الرد
وفي إطار الاستعداد الأمريكي، للحرب في تايوان، تطرقت الصحيفة إلى عمليات المحاكاة التي أجراها "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" في واشنطن، في وقت سابق من هذا العام.
وأوضح المركز أن الولايات المتحدة، قادرة على منع الصين من الاستيلاء على تايوان، بدعم من حلفائها كاليابان وأستراليا، وتُعد اليابان ركيزة أساسية في معظم سيناريوهات المحاكاة الحربية للمركز.
وتشير السيناريوهات، إلى أن الهجوم الصيني على القواعد الأمريكية في اليابان، سيكون اللاعب الرئيسي، في إنهاء ترددها، رغم أن بعض المحللين يرون أن الأمور قد لا تسير في هذا السيناريو، الذي يشير إلى أن السفن والطائرات اليابانية الناجية ستهاجم الصينيين إلى الشمال والشرق من تايوان.
وستلعب الغواصات اليابانية، "الصعب اكتشافها"، دورًا حيويًا في إغراق السفن الصينية، ورغم ذلك تحدثت الصحيفة، عن مخاوف طوكيو من التورط في القتال، بسبب التصعيد المتوقع، مثل احتمالية مهاجمة روسيا أو كوريا الشمالية، لها، أو حتى استخدام الأسلحة النووية.
قصة الخلاف حول تايوان
تتلخص نظرة الصين لها، وفق ما قاله الرئيس الصيني، شي جين، أن بلاده لن تتنازل إطلاقًا عن حق استخدام القوة في تايوان، كحل أخير، وما قالته وزارة الخارجية الصينية، التي وصفت قضية تايوان بأنها شأن داخلي صيني، وأنه لا يحق للولايات المتحدة التدخل في الطريقة التي سيتم حل تلك القضية بها.
وتقع تايوان، على بُعد نحو 100 ميل من ساحل جنوب شرقي الصين، ضمن "سلسلة الجزر الأولى"، التي تبدأ شمال اليابان، وكانت تعرف باسم "جمهورية الصين الوطنية"، وكانت جزءًا من دولة الصين الشعبية الكبرى قبل عام 1949.
كانت تايوان تابعة للصين حتى عام 1859، ثم خضعت للسيطرة اليابانية وفقًا لمعاهدة "سيمونسكي"، ثم عادت لسيطرة الصين بعد هزيمة اليابان بالحرب العالمية الثانية عام 1945، ويمكنك معرفة المزيد عن تاريخ أزمة تايوان بالضغط هنـــــا.